
قرارات جديدة وغضب على مواقع التواصل وتضجر من العديد من السودانيين على بعد القرارات الأخيرة التي أصدرتها المملكة العربية السعودية بحق الوافدين، والتي نصت على فرض غرامة مالية قد تصل إلى 50,000 ريال على كل من يتأخر في مغادرة أراضي المملكة بعد انتهاء صلاحية تأشيرة الدخول الممنوحة له.
*مواقف المملكة الداعمة للسودان*
هذه الإجراءات تأتي في وقت لم تتوقف فيه المملكة عن تقديم الدعم للسودانيين، منذ ما قبل اندلاع الحرب، واستمرت خلال الأزمة فقد كانت من أوائل الدول التي سمحت باستثناء العالقين بسبب الحرب وسهّلت كافة الإجراءات المتعلقة بإقامتهم، دون منٍّ أو أذى.
*دور مركز الملك سلمان للإغاثة*
أما خارج المملكة، فقد لعب مركز الملك سلمان للإغاثة دورًا كبيرًا في دعم الشعب السوداني، حيث وصلت المعينات الغذائية والطبية إلى مختلف أنحاء البلاد. وقد عبّر السودانيون أنفسهم، عبر وسائل الإعلام المختلفة، عن امتنانهم لهذا الدعم، مشيرين إلى أن “كرتونة الملك سلمان” كانت المعونة الوحيدة التي وصلت إليهم من الخارج، وتكفي أسرة كبيرة لأكثر من شهرين، فضلًا عن القوافل الطبية التي أجرت عمليات دقيقة ومعقدة في السودان.
*مواسم الحج وتطبيق القوانين*
إن حديث البعض عن التضييق على السودانيين تجاهل لحقيقة أن السعودية تطبق هذه القوانين على جميع الوافدين دون استثناء، خاصة في ظل استعداداتها لموسم الحج، الذي يُعد أكبر تجمع بشري على وجه الأرض، ويستلزم تنظيمًا صارمًا وخدمات متكاملة تليق بحجاج بيت الله الحرام.
*أين الخلل؟*
رغم استمرار استقبال المملكة للسودانيين وفقًا للإجراءات المتبعة، نجد أن حالة من الفوضى دائماً ما تلازم تعامل البعض مع هذه الإجراءات. فعلى سبيل المثال، عندما فتحت سلطنة عمان أبوابها للسودانيين كمحطة عبور إلى السعودية، اضطرت إلى إغلاقها لاحقًا بسبب عدم التزام البعض بالضوابط، وهو أمر يكشف عن خلل في سلوك بعض الأفراد يجب معالجته.
*دعوة للمراجعة والاعتراف بالفضل*
بدلاً من توجيه الانتقاد، يجب على السودانيين مراجعة سلوكهم ومراعاة القوانين المنظمة لإقامتهم، خاصة أن ما تقوم به المملكة لا يخرج عن إطار سيادتها وحقها المشروع في تنظيم شؤونها الداخلية. كما أن نكران الجميل لا يليق بشعب عرف عنه الوفاء، خصوصا حين يكون الحديث عن بلد مثل السعودية، التي لم تتخلّ عن السودان في أحلك الظروف.