أخر الأخبار

. خبر و تحليل:عمار العركي – . السودان في لندن: رسائل قوية من الدبلوماسية السودانية في وجه حملات التضليل

في خطوة وُصفت بأنها استعادة جريئة للمبادرة الدبلوماسية والإعلامية، نظمت سفارة السودان في العاصمة البريطانية لندن مؤتمرًا صحفيًا حظي باهتمام دبلوماسي وإعلامي واسع ومؤثر بريطاني ، غربي ، عربي ، بحضور وزير الخارجية السفير د. علي يوسف الشريف ، وعدد من السفراء المعتمدين، إلى جانب ممثلين عن الإعلام البريطاني والغربي والعربي والمنظمات الدولية، ابرزها
* • BBC / The Guardian/ Financial Times / Sky News/ The Times/ The Independent/ Channel4News/ AlJazeeraEnglish /Reuters/Associated Press.

* صحفيون متخصصون في الشؤون الأفريقية والشرق أوسطية.، و ممثلو سفارات ومراكز تفكير غربية، بصفتهم متابعين للمحتوى الإعلامي البريطاني.
* الوزير قدم مرافعة سياسية متماسكة أمام المجتمع الدبلوماسي البريطاني والدولي، مؤكدًا على الموقف الشرعي لحكومة السودان في مواجهة مليشيا الدعم السريع، وعارضًا بوضوح خارطة الطريق السودانية المقدّمة للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار، والتي ترتكز على ثلاثية: وقف العدائيات، انسحاب المليشيا من المناطق المدنية، واستئناف العملية السياسية تحت مظلة سودانية خالصة.
* وقد تم توجيه رسالة رسمية إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، توضّح فيها رؤية الحكومة السودانية وتدعو بريطانيا إلى مراجعة موقفها تجاه ما يُروج له إعلاميًا بشأن الصراع، خاصة في ظل ما تتعرّض له بعض المؤسسات البريطانية من تضليل منظم من قبل جماعات الضغط الداعمة للمليشيا.
* تكمن أهمية المؤتمر في أنه نقل المعركة من الميدان إلى طاولة الإعلام والرأي العام الدولي، حيث بدا جليًا أن هناك فراغًا كانت تملؤه حملات دعائية موالية للدعم السريع، في ظل غياب سردية سودانية موحدة ومؤثرة. وجاء هذا الظهور الرسمي في لندن ليعيد رسم الصورة الذهنية للصراع، ويضع حداً لمحاولات اختزال المشهد السوداني في “صراع داخلي بين طرفين متساويين”.
* المؤتمر وما تبعه من تحرّك دبلوماسي، يؤشران إلى تحول مهم في استراتيجية وزارة الخارجية السودانية، يقوم على كسر الصمت الإعلامي، وتقديم خطاب متماسك للدوائر الغربية بلغة يفهمها صانع القرار الأوروبي، تعتمد على الوقائع لا العواطف، وتستند إلى القوانين الدولية لا إلى المجاملات السياسية.
* من جهة أخرى، فإن توقيت المؤتمر تزامن مع تطورات لافتة، من بينها تسليم السودان لخارطة الطريق إلى الأمم المتحدة، وتصاعد النقاش داخل البرلمان البريطاني حول جدوى الانفتاح على الدعم السريع، إلى جانب تزايد التقارير الحقوقية الدولية التي توثّق جرائم المليشيا بحق المدنيين.
*_الإيجابيات التي يمكن البناء عليها ، منها_ :*
* الحضور النوعي للسفراء والدبلوماسيين. التغطية الإعلامية الموجّهة، وحدة الموقف الذي أبدته الدول الشقيقة، مثل مصر والسعودية وقطر، في دعم شرعية الدولة السودانية.
* لكن يبقى التحدي الحقيقي في مرحلة ما بعد المؤتمر، وهو: هل تنجح الخارجية السودانية في تحويل هذا الزخم إلى مسار ضغط دولي متصاعد؟ وهل تمتلك الآليات الإعلامية والدبلوماسية الكافية لاستدامة هذا المسار، في ظل تفوق إعلامي نسبي للمليشيا مدعوم بموارد ضخمة وتحالفات إعلامية خارجية؟
*_خلاصة القول ومنتهاه_ :*
* المؤتمر الصحفي يعد خطوة مهمة نحو استعادة المبادرة الاعلامية السودانية في المشهد الدولي . المطلوب الآن هو الانتقال من الرد إلى المبادأة، ومن الدفاع إلى الهجوم الإعلامي المنظّم، عبر خطة إعلامية واستراتيجية واضحة، تُبنى على ما تحقق وتستفيد من اللحظة الدولية الراهنة التي بدأت تميل مجددًا نحو كفة الدولة السودانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى