
تقرير حصري لصحيفة براون لاند
محمد سعد كامل
رئيس التحرير
قالت الحكومة النيجرية في نشرة بثها التلفزيون الرسمي إن النيجر انسحبت من قوة دولية تقاتل جماعات إسلامية مسلحة في منطقة بحيرة تشاد بغرب أفريقيا في إطار سعيها لتعزيز الأمن حول الأصول النفطية في الداخل.
وتعمل قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات ، التي تضم أيضا جنودا من نيجيريا وتشاد والكاميرون ، على وقف نشاط جماعة بوكو حرام منذ عام 2015 ، لكن التقدم تعرقل بسبب الانقسام وضعف التنسيق ، مما سمح للجماعات المسلحة بالازدهار في جميع أنحاء الأراضي العشبية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في المنطقة.
ولم تعلق القوة بعد على انسحاب النيجر ، ومن غير الواضح كيف ستؤثر هذه الخطوة على مستقبل البعثة.
وتعرضت منطقة بحيرة تشاد لهجمات متكررة من جماعات متشددة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا وجماعة بوكو حرام التي اندلع تمردها في شمال شرق نيجيريا عام 2009 وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وفي العام الماضي هددت تشاد بالانسحاب من القوة بعد مقتل نحو 40 جنديا في هجوم على قاعدة عسكرية.
وانسحبت النيجر بشكل متزايد منذ أن أطاح المجلس العسكري بالرئيس محمد بازوم في عام 2023. إلى جانب بوركينا فاسو ومالي – الدول المجاورة حيث انتزع المجلس العسكري السلطة أيضا في السنوات الأخيرة – انسحبت من الكتلة الإقليمية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في عام 2024.
ووعد المجلس العسكري في النيجر ، الذي أعلن الأسبوع الماضي انتقالا مدته خمس سنوات إلى الحكم الدستوري ، باستعادة الأمن في البلاد ، التي يعبر المهاجرون والمتاجرون بشمالها الصحراوي الشاسع.
وقتل متشددون 44 مدنيا على الأقل وأصابوا 13 آخرين بجروح بالغة خلال هجوم على مسجد في جنوب غرب البلاد هذا الشهر . وتعرضت بنيتها التحتية للطاقة ، بما في ذلك خط أنابيب النفط الذي يربط حقل أغاديم النفطي بساحل بنين ، للهجوم .
قال د. شريف جاكلوا المحلل السياسي التشادي لصحيفة براون لاند : كانت جماعة بوكو حرام في نمو مستمر الي ان تم اعادة تفعيل القوة المشتركة في العام ٢٠١٥ خوفا من تمدد جماعة بوكو حرام في تلك الفترة ولكن بالرغم من دعم فرنسا و امريكا للقوة المشتركة الا انه تعذر القضاء عليها .
العام ٢٠٢٢ – ٢٠٢٣ بدأت ظهور الازمات بين دول النيجر و مالي و بوركينا فاسو من جهة و فرنسا من جهة اخري وتم طرد فرنسا من هذه الدول مما ادي الي نشاط جماعة بوكو حرام في المنطقة وكان حدث مقتل اكثر ٤٠ من الضباط و الجنود و الجنرالات .
الرئيس الشادي شعر بالغضب و طالب من دول الجوار السماح له بمطاردة جماعة بوكو حرام داخل اراضيها و لكنه فوجئ بالرفض و بالرغم من ان هذه الجماعات قد تضر بالدول المجاورة لتشاد بل ان الدول الاربعة المعنية بالامر لم تساعد القوات التشادية حتي بالمعلومات وحتي فرنسا التي كان لها وجود داخل تشاد لم تقدم معلومات او دعم مباشر للجيش التشادي بالرغم من امتلاكها لطائرات الاستطلاع والاجهزة الحديثة و نتيجة لهذه الاحداث هددت تشاد بالانسحاب من القوة المشتركة معللة السبب بانه لايوجد اي تعاون او فائدة بالاضافة الي عدم الثقة المتبادل
فالنيجر تثق في اتحاد دول الساحل اكتر من تشاد
والدول الاخري المشتركة في القوة المشتركة تنظر الي تشاد بعين الشك و الريبة بسبب علاقة تشاد المشبوهة مع فرنسا.
النيجر ذكرت مبرر واحد لانسحابها بانه عليها اعادة تركيزها علي حماية مؤسساتها النفطية داخل النيجر بالاخص الموجودة في الاقليم الشرقي المتاخم لتشاد .
وايضا يوجد انبوب نفطي يمر من جنوب النيجر و يصل الي داخل اراضي دولة بنين العضوة في مجموعة اكواس والملاحظ انه بالرغم من الخلافات السياسية بين النيجر و مجموعة الاكواس الا ان العلاقات الاقتصادية لم تتأثر .
تعرض انبوب النفط الي التخريب كثيرا من قوات المعارضة التي تعارض حكومة النيجر و لاحقا تم اعتقال رئيس المعارضة اثناء تواجده بجنوب ليبيا من جماعة اللواء خليفة حفتر و كان متوقع ان يسلم لحكومة النيجر و لكن بعد زيارة خليفة حفتر لباريس تم اطلاق سراح رئيس المعارضة وعلل الكثيرون بان اطلاق سراحه جاء بطلب من الحكومة الفرنسية المتهمه بدعم هذه الجماعات الموجهة لتخريب الاقتصاد في النيجر .
ولهذا حكومة النيجر لاتثق في القوة المشتركة باعتبارها القوة الوحيدة في المجموعة التي لها عداء مع فرنسا و ايضا توجد احاديث عن انتشار قوات فرنسية علي الحدود بين النيجر و نيجيريا .
اما تشاد و بالرغم من خروج القوات الفرنسية منها الا ان العلاقات الاقتصادية والسياسية مستمرة بشكل جيد وهذا ايضا يعد سبب لعدم الثقة بين النيجر و تشاد .
اعتقد ان جماعه بوكو حرام ستكون موجودة في المنطقة في كل الاحوال سواء بوجود النيجر او عدم وجوده داخل القوة المشتركة وهذه الجماعة بها عناصر من ابناء حوض بحيرة تشاد في الجانب التشادي انضمو لجماعة بوكو حرام نتيجة لسوء معاملة جنرالات الحكومة التشادية المتواجدين بالمنطقة مثل التجويع و النهب و الاغتصابات و نهب الثروات الحيوانية التي تتميز بها المنطقة بالاخص الابقار الموجودة في المنطقة التي تتميز بضعف حجم الابقار العادية…
وبالتالي فإن إنضمام شباب منطقة حوض بحيرة تشاد الي جماعة بوكو حرام و داعش ليس لاسباب دينية متطرفة او سياسية او ارهابية بل هو إنتقام من حكومة تشاد و محاولة لحماية انفسهم من بطش وظلم الحكومة التشادية .
لذا وجود النيجر او عدم وجوده لايؤثر علي بوكو حرام طالما هناك استمرار للممارسات السيئة من حكومة تشاد ضد مواطني منطقة بحيرة تشاد .
———
حسن يوسف عبدالرحمن الملقب ب حسن يوسف زرما صحفي من النيجر قال في تصريح خاص بصحيفة براون لاند
ماهي القصة اصلا و ماهو تحليلك لموقف النيجر ؟
القصة أنها كانت هنالك قوات تم تكوينها من قبل دول بحيرة تشاد في العام 1994 للتنسيق الأمني .
و تم تفعيلها بعد ظهور بوكو حرام و اتخذت شكلها الحالي في أواخر عام 2014 وأوائل 2015.
و تضم تحالف دول بحيرة تشاد، نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد بالإضافة إلى دولة بنين.
و البحيرة تتكون من مستنقعات وجزر تتمركز فيها المجموعات الإرهابية “بوكو حرام” وتنظيم داعش في غرب أفريقيا.
من خلال متابعتي لقوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات (MNJTF)، أرى أنها بذلت في بداية تنشيطها جهودًا كبيرة لمحاربة تنظيم بوكوحرام لكن مشكلات التمويل والتخطيط و التنسيق أعاقت فعاليتها.
لان القوة لا تعتمد استراتيجية واضحة للتعامل مع بوكوحرام حول البحيرة غالبا ما ينسقون معا عندما تكون هنالك احداث خطيرة. لأجل ذلك تعرضت القوة للارتباك بشأن الأولويات التي يجب القيام بها، لسبب عدم وضوح الأولويات ، غالبا ما يسود العمليات العسكرية البطء والتخطيط المرتبك و الذي دائما يعيق فعاليتها،مما يسمح لبوكو حرام إلى تغيير مواقعها بسرعة كبيرة.
كما أسلفت الذكر فإن من العوائق الأكبر للقوات هو غياب التمويل، فغيابه أثر على قدرة البلدان الأربعة على تحسين الظروف وكسب الثقة بين السكان المحليين و القوات.
و رغم العوائق لا ننكر جهود القوة في السنوات الماضية، حيث نفذت القوة المشتركة عمليات دورية، وحققت انتصارات كبيرة على هذه الفصائل الإرهابية داخل مستنقعات البحيرة.
حيث ساعدت العمليات المشتركة، التي شملت بشكل رئيسي القوات التشادية المنتشرة في البلدان الأخرى، على وقف انتشار بوكوحرام عامي 2015 و2016 وضغطت الجماعة، مما أدى إلى انقسامها إلى ثلاثة فصائلين على الأقل، كما أدت الهجمات القصيرة التي قامت بها القوة المتعددة الجنسيات بين عامي 2017 و2018، لإستدامة الاستقرار في عام 2019 مما ساعدت بعودة سكان القرى على البحيرة و ساهم على تحرير المدنيين الذين تم خطفهم أو محاصرتهم في المناطق التي تسيطر عليها بوكو حرام كما يسرت توصيل المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات.
ومع ذلك، فإن التقدم ضد التنظيم وفروعه كان في الغالب قصير الأجل، فقد نجحت الجماعات الإرهابية في تجاوز الهجمات باستمرار، ويعود صمودهم إلى قدرتهم على الفرار إلى مناطق أخرى و التخفي في الادغال خاصة غابة سمبيسا، وجزئياً إلى عدم قدرة الدول نفسها، ولا سيما نيجيريا، على متابعة العمليات العسكرية بجهود لإعادة بناء وتحسين ظروف سكان المناطق المستعادة من بوكو حرام او داعش.
نيجيريا هي التي تحتضن قواعد الجماعات المتطرفة ، و كل الهجمات التي تقع على اراضي تشاد و النيجر و الكمرون تنطلق من نيجيريا ، حيث يهاجمون ثم يعودون إلى قواعدهم في نيجيريا.
*اسباب انسحاب النيجر من القوة متعدد الجنسيات*
اذا رجعنا للوراء قليلا نجد أن أسباب فشل قوات متعدد الجنسيات من القضاء على الإرهاب في البحيرة تعود إلى غياب التعاون و التنسيق الأمني و بطء النشاط الاستخباراتي بين القوات، و بسبب غياب الجهود المشتركة ضد العدو، وهو ما نلاحظه للأسف دائماً على الأرض. يبدو أن هذه القوة التي أُنشئت بهدف تجميع الجهود والاستخبارات في حالة ركود و لا يتوفر الآن أي حلول لإعادة تنشيطها”.
لأجل ذلك اتخذت النيجر موقفها من الانسحاب للأسباب التالية:-
1/ أنها تحتاج إلى تعزيز الأمن في البلاد، وخاصة حول بنيته التحتية النفطية، التي تتعرض بشكل متزايد للهجمات و التزاماتها الجديدة مع تحالف كونفدرالية الساحل.
2/انسحاب النيجر من قوة المهام المشتركة المتعددة الأطراف جاءت لرغبة المجلس العسكري في إعطاء الأولوية لنهج أمني يركز بشكل أكبر على القضايا الوطنية، على حساب الالتزامات المتعددة الأطراف في الحرب الإقليمية ضد الإرهاب.
3/ العلاقات بين نيامي وأبوجا شهدت توترًا حادًا، حيث اتهمت النيجر نيجيريا بإيواء قوات أجنبية و معارضين تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد، وهو ما نفته أبوجا مرارًا.
5/ تصاعد الخلافات بين الدول الأعضاء بسبب ضعف التنسيق الاستخباراتي، مما جعلت النيجر ترى أن المشكلة الحقيقية تكمن أن البعض يبذل جهودًا، بينما يعمل آخرون على تقويضها، و ما يثبت ذلك تكرار رئيس النيجر الاتهامات لجارة بلاده نيجيريا بإيواء مسلحون بدعم فرنسي و كذلك تشادي .
6/ انسحاب النيجر من القوة الإقليمية باختصار يعود لتراجع الثقة المتبادلة بين دول المنطقة، حيث أغلقت النيجر حدودها مع دولة بنين بسبب بناء فرنسا قواعد عسكرية على الحدود مع النيجر ، و الاتهامات المتكررة بين البلدين، و غياب ثقة النيجر في تشاد خوفا من أن تشاد مازالت تحتفظ بقوات فرنسية ، و تاكيد النيجر بأن الممولين الأساسيين للمجموعات التي تضرب خطوط النقل يعيشون في نيجيريا.
و لا ننسى أن تشاد هي أول من هددت بالانسحاب عندما قال رئيس البلاد محمد ادريس دبي بأن التنسيق الأمني غير كافي بل معدوم بين الأطراف ، و اعترض على عدم مشاركة اي قوات مع جيش بلاده في مواجهته الاخير ضد بوكو حرام.
*هل سيؤثر انسحاب النيجر موقف بوكو حرام في تشاد*
الانسحاب سيكون له ما بعده، وسينعكس بصورة سالبة على أمن واستقرار منطقة البحيرات العظمى”.
لان خلال شهر مارس إعادة بوكو حرام نشأتها في منطقة ديفا ، هاجمت البوابة الرئيسية للمدينة و هذا ما كان غائبا قبل ثلاثة سنوات ، فالعنف بدأ يعود تدريجياً في منطقة ديفا و سوف تقوم الجماعات الإرهابية بتعزيز وجودها في جميع أنحاء الأراضي القاحلة ذات الكثافة السكانية المنخفضة في البحيرة.
*هل ستطمع الجماعة الإرهابية في معاودة نشاطها في منطقة بحيرة تشاد بعد انسحاب النيجر من القوة المشتركة متعددة الجنسيات*
نعم أجزم بحدوث ذلك لان الوضع في منطقة بحيرة تشاد معقد جداً ، لأجل ذلك اتوقع عودة العنف إلى المنطقة ، لان نيجيريا الآن تواجه تحديات أمنية صعبة حيث يقاتل الجيش النيجيري جماعات مسلحة متعددة من قطاع طرق و انفصاليون ، حيث تشهد الولايات الشمالية كدونا و ترابا و كسينا و سوكوتو انعدام للامن بشكل مخيف و ذلك لسيطرة قطاع الطرق على الطرق السريعة و القرى و هم ليسوا أقل خطورة من بوكو حرام لان هجمات بوكو حرام أقل من هجمات قطاع الطرق.
نشاهد يوميا عمليات اختطاف وقتل و طلب دفع فدية من قبل قطاع طرق في الشمال و الجنوب بالتحديد ليغوس و ايدو و بلاتو.
و تصب كل جهود الحكومة في السيطرة على هجمات قطاع الطرق التي باتت تشكل اكبر تحدي أمني لعموم البلاد، و كذلك الصراعات القبلية الداخلية في البلاد و التي تقع بين الفولان الرعاة و المزارعين من الهوسا و قبائل اخرى.
و لأجل هذا الثقل النوعي في مواجهة انعدام الأمن اذا غاب التنسيق الأمني بين دول حوض بحيرة تشاد ستكون هنالك ثغرة أمنية كبيرة و اتوقع أن تعود حركتي بوكو حرام وداعش أكثر قوة و خاصة بعد تمكن القوات المسلحة التشادية من أبعاد بوكو حرام من حدودها و اعادة الحركة تمركزها في عمق الجانب النيجيري من البحيرة.
فالنيجر لن تسلم من هجمات بوكو حرام لان انعدام الأمن في نيجيريا يؤثر بشكل مباشر على النيجر و نرى ذلك من خلال حركة لاكوراوا التي تشن هجماتها في نيجيريا و النيجر معا و تتخذ نيجيريا مقرا لها في ولاية سوكوتو المجاورة للنيجر و تقوم في بعض الأحيان بالاغارة على خطوط الأنابيب الناقلة للنفط النيجري من و إلى بنين.
إذن سيتأثر إقليم ديفا بشكل مباشر لان بوكو حرام و داعش سيعودان إلى مواقعها على البحيرة لتستأنفان هجماتما على قرى و بلدات بلدية بوسو كما لا ننسى هنال أيضا قطاع طرق كانوا يشكلون انزعاج كبير للسكان في ديفا بالتحديد بلدية بوسو وانغنغمي، في السابق كانت القوات التشادية تحمي المنطقة ، و بعد انسحابها ستجد النيجر نفسها في مواجهة مشكلة أمنية كبيرة في ديفا حيث يفرض على الجيش القتال المستمر لحماية السكان .
و ستتعرض مناطقها على البحيرة مثل بوسو ،انغنغني، إلى هجمات متكرر من قبل مسلحي بوكو حرام و ياخذون السكان أسرى لطلب الفدية لتمويل نشاطهم الإجرامي، و كذلك قرى الصيادون اريكوكوري،قاروملي،تمور،مالم فاتورة ،ابادام،كانتناوا،قاروا، ماموري، ففي السابق كل هذه القرى كانت تم تهجيرها بسبب حملات الاختطاف لكنها عادت بسبب انتشار قوات تشادية في المنطقة، و بغياب القوات التشادية تضطر النيجر إلى تأمين هذه المناطق بقوات إضافية.
الخلاصة
رغم ضعف دور قوات متعدد الجنسيات و الخلافات الجارية بين دول حوض بحيرة تشاد ، إلا أن بقاء هذه القوات ضرورية لأنها تساهم كثيرا في عدم انتشار بوكو حرام و داعش في المنطقة و تضعف انتشارها بسبب ضربات سلاح الجو التشادي و النيجيري، قبل أسابيع شاهدنا كيف دمر سلاح الجو النيجيري متحرك لبوكو حرام في النيجر بمنطقة ديف بعد أن تم رصدها من قبل سلاح الجو، و قد استفادت النيجر من سلاح الجو النيجيري و التشادي للحد من بناء قواعد عسكرية للجماعات الإرهابية داخل البلاد.
———–
الصحفي السوداني عمار العركي قال
القوة المشتركة متعددة الجنسيات (MNJTF) تم تشكيلها في عام 2015 لمحاربة بوكو حرام والجماعات المسلحة الأخرى في منطقة بحيرة تشاد. وتضم القوة نيجيريا، النيجر، تشاد، والكاميرون.
جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (ISWAP) يستغلان الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة لتنفيذ هجمات عبر الحدود، وفي ظل ضعف التنسيق الأمني داخل القوة. أصبحت بعض المناطق خارج السيطرة، لكن وجود النيجر كان يوفر عنصرًا هامًا في المواجهة باعتبارة القوة الصلبة اارئيسية ضمن التشكيل .
بالتالي سيؤثر انسحابها
وبشكل خطير.علي تشاد من قبل تهديد بوكو حرام لها، وذلك للأسباب التالية:
انسحاب النيجر يعني احداث فراغا امنيا علي حدودها مع تشاد ونيجيريا ، وستصبح أكثر ضعفًا وهشاشة ، مما يغري. بوكو حرام وغيرها من الجماعات الإرهابية المتواحدة علي تلك الحدود فرصة للتمدد مجددًا نحو حوض بحيرة تشاد.
تشاد كانت تواجه بالفعل هجمات متزايدة من بوكو حرام وISWAP، لكنها كانت تعتمد جزئيًا على دعم القوات النيجرية في عملياتها المشتركة.،ا لآن، تشاد ستتحمل العبء بمفردها، وهو ما قد يرهق جيشها ويفتح المجال لعودة المجموعات الإرهابية بقوة.، ومن جهة أخري ستنتهز المعارضة الداخلية التشادية المسلحة فرص استهلاك الجيش التشادي وستنشط بدورها ، وهنا لا استبعد ان تكون فرصة ذهبية من المعارضة السياسية للرئيس ديبي في التحالف ودعم واسناد المعارضة المسلحة .
التنظيم قد يستغل الفوضى للعودة إلى الهجمات ضد قوات الجيش التشادي والقواعد العسكرية، خاصة على ضفاف بحيرة تشاد ، خصوصا ولديه ثأرات خلال الفترة الماضية من الجيش التشادي والقوات المشتركة (MNJTF) جراء خسائر وهزائم متلاحقة
انسحاب النيجر من ال (MNJTF) يعكس تحولات استراتيجية لدى المجلس العسكري الحاكم بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني. يمكن تحليل موقفه من عدة زوايا:
التركيز على الاولويات ، مثل حماية المصالح النفطية والبنية التحتية بدلاً من الانخراط في عمليات إقليمية، خاصة مع استمرار الهجمات على خط أنابيب أغاديم – بنين.
انسحاب النيجر من إيكواس ثم الانسحاب من (MNJTF) تزامنا مع قرار.حل الأحزاب السياسية الذي اتوقع ان تتبعه قرارات سياسية تنظيمة لاحقة ،،، يعكس رغبة المجلس العسكري الحاكم في الاستقلالية من الغرب و تقليل التأثيرات الخارجية ، خاصة فرنسا والولايات المتحدة والمنظمات الإقليمية المتماهية مع الغرب
المجلس العسكري الحاكم قد يرى أن المواجهة المباشرة مع بوكو حرام وISWAP مكلفة عسكريًا وسياسيًا، وقد يتجه إلى تهدئة الأوضاع بدلًا من التصعيد، ولو بشكل غير معلن ، كابداء لحسن نوايا غير مباشر تمهيدا لتفاهمات او هدن مستقبلية
اما فرنسا …. فقد كانت تمثل القوة الغربية الأبرز في الساحل الإفريقي، لكنها خسرت نفوذها بشكل متسارع بغدرطرد القوات الفرنسية من النيجر في أعقاب الانقلاب العسكري.
وذلك يقابله تنامي النفوذ الروسي في المنطقة خصوصًا عبر مجموعة فاغنر التي تدعم السلطات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو، وربما في النيجر لاحقًا.
تقارب النيجر مع دول مثل روسيا وإيران، يعني أن باريس لم تعد قادرة على فرض سياساتها الأمنية كما كان الحال سابقًا.
عموما
انسحاب النيجر من القوة المشتركة يفتح الباب أمام بوكو حرام وISWAP لإعادة تنشيط عملياتها في تشاد وحوض بحيرة تشاد، مستغلة الفراغ الأمني وضعف التنسيق الإقليمي. تشاد ستتحمل العبء الأكبر، وفرنسا ستجد نفسها بلا تأثير كبير في معادلة الأمن الإقليمي، بينما النيجر تراهن على الأولويات الداخلية بدلاً من المعارك الإقليمية.
—-
د. عصام بطران
الكاتب المختص في العلوم السياسية والاستراتيجية قال
انسحاب النيجر من القوة المشتركة متعددة الجنسيات (MNJTF) التي تم تشكيلها في عام ٢٠١٥م لمحاربة جماعة بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد وتضم القوة بجانب النيجر، نيجيريا، تشاد ، والكاميرون . سيرجح كفة تنظيم بوكو حرام والمعارضة المسلحة في تشاد خاصة ان النيجر كانت تمثل حائط الصد لحماية المناطق الوعرة التي يتمركز فيها التنظيم ببحيرة تشاد ، الامر الذي سيكشف ظهر تشاد مع السودان المهموم باشغال انجمينا من تواصل دعمها بالوكالة لمليشيا الدعم السريع خاصة ان لتشاد ثلاث مفاتيح استراتيجية تؤثر تاثير مباشر في انفتاح المعارضة التشادية وبوكو حرام على حساب حكم الرئيس محمد كاكا وهي:
١. السودان الذي يسعى بكل السبل لاشغال تشاد من تدفق الامدادات العسكرية لمليشيا الدعم السريع..
٢. النيجر التي تمثل بقوتها المشتركة متعددة الجنسيات النصيب الاكبر في تأمين ظهر تشاد خاصة بعد اقالة الرئيس النيجري بازوم الحليف القبلي للمتمرد محمد حمدان دقلو والذي حمله بامواله لسدة الحكم في النيجر ..
٣. فرنسا صاحبة الامتياز الاستعماري للسودان الفرنسي (تشاد).
اما مفتاح السودان فقد فقدته تشاد منذ ان بدات في تمرير السلاح الى مليشيا الدعم السريع المتمردة لصالح دولة الامارات المتحدة.
وكذلك المفتاح الفرنسي اضاعته تشاد بانهاء وجود قوة الحماية الفرنسية المتواجدة بالعاصمة انجمينا منذ عقود مضت واسهمت بقدر كبير من ايقاف موجات الانقلابات وتمدد المارضة نحو القصر الرئاسي حتى منذ ايام حكم ديبي الاب ..
ثم الان تفقد تشاد المفتاح الاخير بقرار المجلس العسكري في النيجر بسحب القوة المشتركة لمكافحة بوكو حرام وبالفعل نشط التنظيم قبل فترة حتى وصل القصر الرئاسي في انجمينا.
بذلك بدأت ملامح المواجهة بين الحكومة التشادية وتنظيم بوكو حرام بزوال وضعف خطوط الحماية الاستراتيجية الثلاثة التي تجعل محمد كاكا في مأمن من هجمات التنظيم و تمدد المعارضة
الصحفي التشادي احمد بشارة قال
تاثير انسحاب النيجر من قوة دول محاربة الإرهاب في دول حوض بحيرة تشاد:
لا يوجد اي أثر من انسحاب نيجر لأن منذ 2020 ظلت الدول تقاتل وحدها داخل حدودها.
هذا الانسحاب يُعتبر تحصيل حاصل وكان متوقعًا، حيث سبقت تشاد إلى الانسحاب من هذه القوة.
ويرجع سبب انسحاب النيجر إلى نفس الأسباب التي دعت تشاد للانسحاب.
ففي أبريل 2020، هددت تشاد انسحابها من جميع التحالفات التي تقاتل ضد الإرهاب خارج حدودها.
منذ عام 2015، خاضت تشاد معارك ضد جماعات بوكو حرام في كل من النيجر، نيجيريا، والكاميرون، ووسعت عملياتها القتالية ضد الإرهاب في منطقة الساحل، ضمن إطار مجموعة دول الساحل الخمس، فضلًا عن مشاركتها في البعثة الأممية بدولة مالي.
قبل شهرين، انسحبت تشاد من قوة محاربة الإرهاب في منطقة بحيرة تشاد وجمدت جميع عملياتها القتالية ضد الإرهاب خارج حدودها. والسبب الأساسي وراء هذا القرار هو عدم مساهمة بقية الدول الأعضاء في العمليات القتالية، إضافة إلى غياب الدعم الدولي لتضحيات تشاد المستمرة في مكافحة الإرهاب منذ عام 2015.
بانسحاب تشاد، التي كانت القوة الأكبر، ومن ثم النيجر التي تأتي خلفها، يُعتبر التحالف المكون من دول لجنة بحيرة تشاد قد انتهى فعليًا.
الصحفي من النيجر حسيني محمد عثمان قال :
إن انسحاب النيجر من القوة المشتركة متعدد الجنسيات لمواجهة بوكو حرام في حوض تشاد ناتج عن ثلاتة أمور :
– أولا: رغبة حكام البلاد (النيجر) في التركيز أكثر في القوة المشتركة الساحلية لمواجهة المتطرفين في قطاع لبتاكو غورما،
– ثانيا: كون الحالة الأمينة في حوض تشاد تحت سيطرة نسبيا،
– ثلاثا: محاولة نيامي من الابتعاد من كل ما يخضع لسيطرة أجنبية، لا سيمبا فرنسية، خصوصا في المجال الأمني. علما بأن الوطيس قد حمي بين النيجر و الغرب منذ الانقلاب العسكري الأخير.
لكن هذا الانسحاب قد يؤثر سلبا على موقف بوكو حرام في تشاد. و ستحاول الجماعة المتطرفة تكثيف عملياتها في القطاع، نظرا إلى التخفيض في حجم القوة المشتركة مع انسحاب النيجر. لكن لا يعني ذلك أن النيجر ستسمح لمحاربي بوكو حرام استغلال مساحاتها كمفر لها..
أما فرنسا، فإنها غير قادرة على إلزام النيجر على التراجع من موقفها و إن كانت تملك إمكانيات عسكرية كافية لسد الفراغ داخل قوة مشتركة و لعرقلة المشوار للنيجر.