أخر الأخبار

لؤي ابرهيم عثمان يكتب: التعقيد و التقعيد الفروق و التأثيرات

مصطلحا التعقيد و التقعيد يستخدمان في مجالات متعددة مثل الفلسفة ، اللغة ، العلم و التشريع إلا أن لكل منهما دلالة خاصة تميزه عن الآخر . فبينما يشير التعقيد إلى صعوبة التركيب و التداخل بين المكونات ، فإن التقعيد يرتبط بوضع القواعد و النظم التي تسهل الفهم و التطبيق .
التعقيد هو حالة من التشابك بين العناصر بحيث يصبح من العسير فهم النظام أو التفاعل بين مكوناته . قد يكون التعقيد ناتج عن طبيعة الشيء نفسه ، مثل تعقيد الظواهر العلمية أو الأنظمة البيولوجية أو قد يكون نتيجة لإسلوب العرض ،كما في حالة تقديم المعلومات بطريقة غير واضحة ، و التفسير المفرط باستخدام مصطلحات متخصصة و لغة غامضة و هذا قد يؤدي إلى تعقيد غير ضروري . كذلك بعض الأنظمة كالاقتصاد و البيئة قد تتفاعل بشكل غير متوقع و بطرق غير خطية .
التقعيد هو عملية وضع القواعد و الأسس المنظمة لمجال معين ، مما يسهم في توضيح المعايير و المبادئ التي يجب إتباعها . الهدف من التقعيد هو تبسيط الفهم و تسهيل التطبيق سواء في اللغة أو العلوم الأخرى .
تظهر أهمية التقعيد في التنظيم و توحيد الرؤى و وضع قواعد عامة تقلل من العشوائية و الاختلافات الكبيرة في الفهم أو التطبيق . كذلك تقديم قواعد و أطر عامة تسهل اتخاذ القرارات ، بدلاً من التعامل مع كل حالة على حدة . أيضاً يفيد التقعيد في بناء المعرفة و تراكمها بشكل منظم ، مما يسهم في تطور العلوم و المجالات المختلفة.
و عليه التقعيد هو وسيلة للتعامل مع التعقيد . فعندما يكون هناك مجال معقد يسعى العلماء و المفكرون إلى وضع قواعد تساعد على تبسيطه و فهمه . على سبيل المثال في مجال البرمجة تكون الأنظمة المعقدة صعبة الفهم ، لكن وضع معايير و قواعد برمجية يسهم في تسهيل العمل عليها . كذلك في اللغة فإن التعقيد النحوي قد يجعل الفهم صعباً لكن القواعد تساعد في تيسير تعلمها و القواعد الفقهية تضبط الأحكام الشرعية و هكذا .
التعقيد و التقعيد مفهومان يكمل بعضهما البعض ، حيث يعبر الأول عن صعوبة التركيب و التشابك بينما يسعى الثاني إلى التنظيم و التوضيح . إن إدراك الفارق بينهما يساعد في التعامل مع المشكلات الفكرية و العلمية بشكل أكثر فعالية ، سواء من خلال تبسيط الأفكار المعقدة أو وضع قواعد تنظمها .

أ.لؤي ابراهيم عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى