كلمات صريحة – بدرالدين الباشا – الجوهرة الزرقاء

من أعظم إنجازات رئيس مجلس إدارة نادي الهلال السابق، أشرف سيد أحمد الكاردينال، ومجلسه في ذلك الوقت، إعادة بناء إستاد الهلال “الجوهرة الزرقاء”، الذي شكَّل علامة فارقة في تاريخ النادي العريق. حيث بلغت تكلفة هذا المشروع الطموح (400) مليون جنيه في حينها، ما يعادل (400) مليار، والتي تُقدَّر حاليا بقرابة التريليون ونصف التريليون جنيها سودانيا ، ليكون أحد أضخم الاستثمارات في البنية التحتية الرياضية بالسودان.
اليوم، ومع تحسن الأوضاع تدريجيًا، تلوح في الأفق بوادر عودة الحياة إلى طبيعتها، ما يُعيد الأمل في استئناف النشاط الكروي في الخرطوم. لكن إعادة تشغيل إستاد الهلال وفندق اللاعبين يتطلب مجهودًا جبارًا وميزانية ضخمة لتستعيد “الجوهرة الزرقاء” مكانتها كمفخرة رياضية وطنية.
إنجاز الكاردينال لم يكن مجرد عملية صيانة أو تأهيل، بل كان إعادة بناء شاملة لإستاد حديث بمعايير عالمية. شملت هذه العملية تطوير البنية التحتية بالكامل، بدءا من شبكة الصرف الصحي، وشبكة المياه والكهرباء، ونظام الإضاءة، إلى مقاعد المشجعين، وغرف اللاعبين، والمكاتب الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، أُنشئ فندق حديث خاص بالنادي، وتم توفير وسائل نقل متطورة للاعبين، بما في ذلك زراعة نجيل طبيعي حديث.
تابع مجلس الإدارة برئاسة هشام السوباط العمل على استكمال النواقص، وتجهيز الإستاد وفق متطلبات الفيفا والكاف. تم التعاقد مع شركة إسبانية لتوريد نظام إضاءة متطور، كما جرى تحسين المخارج والمداخل وفق أعلى معايير السلامة. ولكن قبل اكتمال تركيب الإضاءة وافتتاح الإستاد رسميًا، اندلعت الحرب المدمرة في الخرطوم، والتي تسببت في دمار شامل للبنية التحتية الرياضية في العاصمة، وكانت “الجوهرة الزرقاء” من أبرز المنشآت المتضررة.
تحوَّل الإستاد إلى مسرح للدمار بعد استخدامه من قبل مليشيا الدعم السريع ، حيث تعمّدوا تدميره وتخريبه ونهب محتوياته بالكامل. وشملت عمليات السرقة والنهب محتويات المكاتب الإدارية، و الفندق، بالإضافة إلى سيارات اللاعبين، وبصات الترحيل الجديدة، ولم يسلم حتى نظام الإضاءة المتطور من النهب والسرقة. كما أُحرِق النجيل الطبيعي، ليتحوَّل الإستاد من منارة رياضية إلى أطلال .
لكن رغم هذا الدمار الخراب ، بدأ مجلس إدارة الهلال يُلمّح إلى نية العودة لخوض مباريات الفريق في دوري الثمانية بدوري أبطال أفريقيا على أرض “الجوهرة الزرقاء”، مما يعكس عزيمة النادي على استعادة أمجاده رغم الظروف القاسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى