القوة المشتركة تقلل من التهديد، وتسخر من تطاول الجنجويد

المهلة التي حددتها الميليشيا لاجتياح المدينة تنتهي اليـوم،،
فـاشـر السـلطان،، قلعة الصمـود..

..

نتشرف بحماية المدنيين ونقدم أرواحنا من أجل مكافحة المجرمين..

جبريل: التهديد غالباً ما يكون مقدمة لمجزرة ضد المدنيين العزل..

مراقبون: الميليشيا لجأت إلى التهديد للتغطية على هزائمها المتلاحقة..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

قللت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح من المهلة التي حددتها ميليشيا الدعم السريع للجيش والقوة المشتركة بمغادرة مدينة الفاشر خلال 48 ساعة اعتباراً من يوم الاثنين أمس الأول، وسخر بيان للقوة المشتركة تلقَّت الكرامة نسخة منه، من تهديد ميليشيا الجنجويد وقال إن القوة المشتركة والجيش السوداني يتشرفون بحماية المدنيين ويقدمون أرواحهم رخيصة من أجل مكافحة هذا التنظيم الإجرامي لمصلحة الأمن والسلم المحلي و الإقليمي والدولي، ودعا البيان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه الجرائم المستمرة التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين الأبرياء، وبذل المزيد من الجهود لتوثيق هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، مبيناً أن ميليشيا الدعم السريع، بدعم إماراتي ومرتزقة دوليين، أصبحت تمثل تهديداً عابراً للحدود، يزعزع استقرار المنطقة والعالم بأسره.

انتهاء المهلة:
وبدخول اليوم الأربعاء 22 يناير 2025م تنتهي المهلة التي حددتها ميليشيا الدعم السريع لجميع المسلحين والمقاتلين داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لتسليم المدينة ومغادرتها خلال 48 ساعة، وقالت الميليشيا في بيان إنها تضمن حسن معاملة المسلحين والمقاتلين وإخلاء سبيلهم فوراً، مشددة على أن هذا النداء هو الأخير للمقاتلين في صفوف الجيش والحركات التي تقاتل إلى جانبه، نظراً لـعلمها بأن غالبيتهم من أبناء المهمشين والمغلوبين على أمرهم، وأن الظروف دفعتهم إلى مسايرة الأوضاع والقتال بالوكالة عن الحركة الإسلامية، طالب البيان جميع المسلحين من الجيش والقوات الداعمة له، بوضع السلاح، ومغادرة المواقع العسكرية، والتسليم الفوري، وشددت الميليشيا أنه بانقضاء المهلة، لن تتهاون في التعامل بحسم رادع مع جميع المسلحين داخل المدينة، ولا عذر لمن أُنذر.

جبريل مغرِّداً:
وفي الوقت الذي أعلنت فيه القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها، تماسكها واستمرارها في هزيمة وتفتيت قوتها على تخوم وأسوار مدينة الفاشر، قال رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم محمد، إن التهديد الذي أرسلته ميليشيا الدعم السريع باجتياحها مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وإمهال الجيش والقوة المشتركة والقوات المساندة لها 48!ساعة لمغادرة المدينة، ليس جديداً، وأبان جبريل في تغريدة على صفحته على منصة إكس أن “هذه التهديدات غالباً ما تكون مقدمة لمجزرة جديدة ضد المدنيين العزل عن طريق المزيد من القصف المدفعي والمسيرات الاستراتيجية”، وظل المدنيون والنازحون في مخيمي أبوشوك وزمزم في مدينة الفاشر، يتعرضون في الآونة الأخيرة إلى تهديدٍ خطير على حيواتهم جراء استخدام ميليشيا الدعم السريع للطائرات المُسيَّرة والمدافع الانتحارية، التي قالت تقارير صحفية إنه يتم إرسالها مباشرة من الإمارات ومن مواقع في داخل دولة تشاد المجاورة.

أكثر من 170 هجوماً:
ومنذ أبريل من العام 2024م تحاول ميليشيا الدعم السريع السيطرة على فاشر السلطان من خلال حصار محكم وشن هجمات متتالية تجاوزت 170هجوماً مسلحاً، فشلت جميعها في تحقيق مراد الميليشيا المتمردة وداعميها من المحاور الإقليمية والدولية وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية، حيث تم سحق جميع الهجمات على تخوم وأسوار مدينة الفاشر و القضاء علي القوة الصلبة للمتمردين، وسقوط أبرز قيادات الميليشيا المتمردة وفي مقدمتهم اللواء علي يعقوب جبريل قائد متحرك الفاشر والعميد عبد الرحمن قرن شطة، وغيرهم حيث شكّل صمود الفاشر، وقوة إرادة أهلها الصامدين، شوكة في حلق ميليشيا الدعم السريع.

ظروف متشابهة:
وأرسل المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المقدم أحمد حسين مصطفى تطمينات إلى جماهير الشعب السوداني عامة ومواطني دارفور بصفة خاصة بقدرة الفاشر على التصدي لميليشيا الجنجويد وتجريعهم مرارات الهزيمة، وردهم خائبين، وقال حسين إن تهديد الميليشيا اليوم يشبه تهديدهم بالبارحة، عندما اجتمعت قيادة القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بقادة ميليشيا الجنجويد في نوفمبر من العام 2023م لتحذير المتمردين هم من التمادي في الهجوم علي المدن الآمنة بدارفور والسودان حيث تعهد المجرم عبدالرحيم دقلو وأقسم أتباعه أن الفاشر ستسقط خلال 72 ساعة فقط إن لم تقم القوة المشتركة بتسليمها لهم خلال أسبوع، وقال المقدم أحمد حسين مصطفى ها نحن وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام، نجد أن الفاشر قد أصبحت الفاشر مقبرة ومحرقة للغزاة، مؤكداً أن جميع قادة الميليشيا الذين حضروا ذلك الاجتماع قد لقوا مصيرهم المحتوم وتجرّعوا مرارة الموت على أسوار مدينة الفاشر التي ألقت بهم إلى مزبلة التاريخ، ولم يبقى منهم إلا من فرّ بجلده إلى الخارج، مؤكداً أن أرض مدينة الفاشر العصية قد ابتلعت أكثر من 15,000 جندي من الجنجويد خلال عام واحد فقط وفقاً للإحصاءات الأولية، من بينهم أبرز قادة الميليشيا في السودان، منوهاً إلى ما أبرزته صحف كولومبية والتي اعتبرت الفاشر أول مدينة أفريقية يموت على أرضها أكثر من 300 مرتزق كولمبي الجنسية.

مؤشرات ساعة الحسم:
واستعرض المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المقدم أحمد حسين مصطفى الانتصارات الباهرة التي حققتها القوة المشتركة بالتنسيق مع القوات المسلحة في محور شمال دارفور والتي قال إنها استنزفت ودمرت الكتلة الصلبة لميليشيا الجنجويد التي تم تجهيزها بكافة المعدات والعتاد الحربي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبح الجنجويد يعانون من النقص الحاد في الجنود في كل المحاور، مما أدى إلى هروب جنودها من جبهات القتال للنجاة من المصير المحتوم، وكشف المقدم حسين عن هزيمة ساحقة تلقتها ميليشيا الدعم السريع نهار الاثنين بقيادة الهارب عبد الرحيم دقلو الذي كان يقود متحركاً قتالياً قوامه أكثر من 600 آلية عسكرية مدعومة بالسلاح الإماراتي و مرتزقة أجانب ظلت تعد لها دولة الإمارات في شرق ليبيا لأكثر من عام ولكنه ذهب أدراج الرياح تحت بنادق وأسلحة القوة المشتركة والقوات المسلحة والقوات المساندة لها، حيث تم سحق المتحرك وتشتيت قواته وقدراته في ساعات قلائل، مبيناً أن هذه الانتصارات الكبيرة والمتتالية تحمل في طياتها مؤشراً مهماً يؤكد أن ساعة الحسم والقضاء النهائي على الجنجويد باتت وشيكة.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وبحسب مراقبين جنحت إلى استخدام لغة الوعيد والتهديد بعد فشلها في اجتياح مدينة الفاشر عسكرياً، وهي محاولة بائسة ويائسة من غرف الحرب النفسية التابعة لها بهدف خطف أبصار وأفئدة وقلوب الرأي العام وزرع أشواك القلق في الصدور، للتغطية على الهزائم الساحقة والمتلاحقة التي ظلت تتلقاها الميليشيا وأعوانها في مختلف محاور وجبهات القتال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى