ضل التاية – بروفيسور إبراهيم محمد آدم – صمدت غزة فانتصرت

اليوم في الثامنة والنصف صباحاً يدخل اتفاق غزة حيز التنفيذ في مرحلته الأولى حيث أنه يمتد إلى ثلاث مراحل وذلك بعد أن صادقت عليه حكومة الاحتلال الاسرائيلي عقب وساطة كريمة من دولة قطر الخير التي كانت ناجحة في كل الوساطات التي دخلت فيها سابقاً بين حماس والكيان الصهيوني أو بين الحركات المسلحة وحكومة الانقاذ السابقة في السودان والتي نتجت عنها اتفاقية الدوحة التي استمرت لسنين عدداً واسفرت عن استقرار نسبي في الإقليم بعد سنوات من حرب مدمرة وقد تجلت خبرة وحنكة الدبلوماسية القطرية في المفاوضات بين حركة طالبان في افغانستان والولايات المتحدة الامريكية والتي كانت نتيجتها الانسحاب الامريكي من افغانسات بعد استعمار دام عشرين عاماً خرجت الولايات المتحدة بعدها صاغرة ذليلة تجرجر أذيال الهزيمة وتجر وراءها الآف العملاء الذين ضاقت بهم طائراتها وسفنها فتعلقوا في إطارات الطائرات منتحرين في مشهد لم تره البشرية من قبل، ولكن تلك عاقبة من باع دينه ووطنه، نعم انسحبت امريكا بعد أن بلغت خسارتها اثنين ونصف تريليون دولار ولم تحقق أي من أهدافها التي دخلت افغانستان من أجلها.
اليوم تبدأ فلسطين في قطف ثمار طوفان الأقصى الذي أعاد القضية الفلسطينية مرة أخرى الى واجهة الأمل في الحل بعد أن حاولت اسرائيل والعديد من الأنظمة العربية المتواطئة تصفية القضية الفلسطينية باتفاقيات واهية تؤكد على غلبة اسرائيل مثل اتفاقيات ابراهام، لقد صمد الشعب الفلسطيني صمود الجبال الراسيات خلف قادة حماس الذين باعوا أنفسهم لله والله اشترى، فقد صرح نتنياهو أن الحرب لن تنتهي إلا بتحرير الرهائن عنوة وها هو يفشل تماماً في استعادتهم حرباً احياءاً أو أمواتاً وهم في مساحة صغيرة طولها 40 كيلومتراً وعرضها فقط سبع كيلو مترات. قطاع غزة يساوى طوله بمقاييسنا في السودان مجرد مسافة داخل العاصمة الخرطوم تمتد طولياً بما يعادل المسافة من قلب الخرطوم الى ضاحية جبل اولياء وقد تطاولت الحرب فيه أطول من أي حرب بين الكيان الصهيوني والدول العربية وخرجت منه حماس منتصرة رغم أنها فقدت خيرة قادتها من أمثال اسماعيل هنية ويحيى السنوار ولكن المسيرة الفلسطينة القاصدة تحت راية حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سوف تستمر بإذن الله وستنجب حواء الفلسطينية مثل اولئك القادة الشهداء الذين نالوا مبتغاهم في عزة وكبرياء ووواصلوا ذات الدرب الذي مضى فيه قبلهم القادة الشهداء أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وسعيد صيام ويحيي عياش والآف الشهداء .
في الحروب العربية الصهيونية السابقة كانت اعداد المهجرين كبيرة جداً ولكن هذه المرة صمد الفلسطينيون تحت اقسى الظروف حتى مات اطفالهم بعد أن جمدهم الصقيع ولايزالون صامدون.
هذا الاتفاق استطاعت حماس أن تدخل فيه جميع مطالبها وتجبر الاحتلال الاسرائيلي على وقف اطلاق النار ومواصلة التفاوض حول مطالب أخرى في المرحلتين اللاحقتين لهذا الاتفاق كما سبقت الإشارة إليه حيث ستبدأ المفاوضات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من المرحلة الاولى ومن المتوقع ان تشمل هذه المرحلة اطلاق سراح جميع الاسرى الصهاينةالمتبقين، ووقف اطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة مقابل اطلاق سراح اكثر من ألف أسير فلسطيني مما يعني تحقيق هدف حماس من أسر أولئك الصهاينة لتبادل اطلاق سراحهم مقابل اولئك الاسرى الابطال من سجون الاحتلال.
اما المرحلة الثالثة فتشمل إعادة جميع الجثث المتبقية مقابل جثث شهداء فلسطين وعلى رأسهم الشهيد البطل يحيى السنوار،كما ستشمل هذه المرحلة بدء اعادة اعمار قطاع غزة باشراف قطر ومصر والأمم المتحدة.
انتصرت حماس إذاً ليست على الاحتلال الاسرائيلي فحسب بل على ستة عشرة دولة من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبرطانيا والتي وفرت كل انواع الدعم لربيبتها دويلة الاحتلال الاسرائيلي فارتد اليهم كيدهم ومكرهم وانقلبوا خاسرين خاسئين، نعم انتصرت حماس لأن شعارها اطلبوا الموت توهب لكم الحياة ولأنها تتخذ الله ربا وليس أمريكا التي تخشاها جل الانظمة العربية، انتصرت حماس لأنها طبقت الدين الصحيح الذي يحض على الجهاد لذلك اصبح الشغل الشاغل لأمريكا ودول الغرب هو تغيير المناهج في الدول الاسلامية وحذف آيات الجهاد وتقليص تدريس التربية الاسلامية من أجل تنشئة أجيال على الذل والخوف والهوان واتخاذ اهواءهم آلهة واتباع الغرب في ثقافته المنبتة عن أي قيم ودين .
انهم يعلمون أن الذي يقاتل هو العقيدة وليس السلاح لذلك انتصر المجاهدون الأفغان على الاتحاد السوفيتي وهو في قمة جبروته وتسلطه في ثمانينيات القرن العشرين، ثم انتصروا على أمريكا وهي في أوج صلفها وادعاءها أنها للعالم القائد الفرد والقوى العظمى الوحيدة ولكن نصر حماس كان الأكبر فهو نصر على أولئك الستة عشر طاغوتا وعلى رأسهم أمريكا، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، إن انتصار حماس حرك ايجاباً حتى المحكمة الجنائية الدولية التي بدأت الفصل في القضية التي رفعتها جمهورية جنوب افريقيا ضد سلطات الاحتلال الاسرائيلي فاصدرت لأول مرة مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوشيه قالانت، فقامت امريكا حامية العدالة وحقوق الانسان في العالم الحر كما تدعي بفرض عقوبات مالية على قضاة المحكمة الجنائية الدولية التي حاولت أمريكا من قبل تسليطها على قادة الشعوب المتطلعة للحرية والسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى