أخر الأخبار

كلمات صريحة – بدرالدين الباشا – الهلال ودقق

مباريات دور الثمانية في دوري أبطال إفريقيا تمثل تحديا كبيرا، ومن يظن أنها سهلة فهو مخطئ. كل مباراة أشبه بامتحان مصيري يتطلب استعدادا ذهنيا وبدنيا كاملا، ما يذكرنا بامتحانات الشهادة السودانية. الحمد لله، الهلال نجح حتى الآن في اجتياز امتحانات الكيمياء والفيزياء والرياضيات، لكن تبقى أمامه امتحانات اللغة العربية والتربية الإسلامية، التي تحتاج إلى عزيمة وإصرار لتحقيق النجاح الكامل. وأي تعثر في هذه المرحلة قد يعني إعادة المحاولة من جديد في المستقبل.
الهلال، وبفضل أدائه الرائع، تأهل رسميا لدور الثمانية كأول فريق يضمن مقعده مبكرا. ولكن هذا الإنجاز لا يعني الاسترخاء أو التهاون. مباراة الشباب التنزاني في الجولة الخامسة المقبلة تمثل محطة مهمة للغاية؛ الفوز فيها ليس فقط لتأكيد التأهل، ولكن لإثبات شخصية البطل وتعزيز مكانة الهلال كفريق متميز قادر على التفوق على جميع الأندية المتأهلة لهذا الدور.
لقد أدخل الهلال الفرحة إلى قلوب جماهيره، بتحقيقه ثلاث انتصارات وتعادل في الجولات الأربع الماضية. هذا الأداء يُحسب له، خاصة وأنه أصبح حديث الإعلام والقنوات الفضائية. الفريق حاليًا في أفضل حالاته البدنية والفنية، ويتمتع بروح معنوية عالية، ما يجعل طموحه في مواصلة المشوار حتى النهاية أمرا ممكنا ومبشرا.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يكافئ المتميزين بحوافز مالية سخية، تبدأ من دور الـ64 وتصل إلى مبالغ كبيرة في المراحل المتقدمة. وإذا تمكن الهلال من التأهل إلى نصف النهائي، فسيحصل على جائزة المليون دولار، ليقترب من المباراة النهائية خطوة واحدة، وليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ البطولة بإنجازاته المشرفة.
الهلال في مسار الأبطال، ونجاحه مرتبط بالإصرار والعمل الجاد، لأن التميز لا يقبل التهاون.
برحيل الحاج سليمان دقق، تُطوى صفحة مشرقة من تاريخ الرياضة السودانية والسياسة الوطنية. كان هذا الرجل قامة شامخة، نذر حياته لخدمة كرة القدم، فكان أحد صُنّاع مجدها في السودان. بعطائه اللامحدود وصدقه الذي لا يعرف الزيف، صنع لنفسه مكانة في القلوب، وسيرة ستظل خالدة في ذاكرة الرياضة.
لم يكن الحاج سليمان رياضيا فقط؛ بل كان رمزا للكرم والوفاء، وسياسيا فذا في الحزب الاتحادي الديمقراطي، وتاجرا نشطا في سوق الأبيض، حيث جمع بين النجاح في عمله والتأثير في مجتمعه. لقد كان رجلا استثنائيا، يجمع بين التواضع والهيبة، وبين الظرافة والجدية، وبين العطاء والبصيرة.
تعرفت عليه من خلال صديقه
الدكتور كمال شداد، فوجدته مثالا للرجل النبيل الذي لا يتكرر. رحل عن دنيانا، لكن ذكراه ستبقى حاضرة في كل قلب عرفه. ندعو الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، وأن يجعل ما قدمه من خير شفيعا له يوم اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى