نشر أخي الذي لم تلده أمي يوسف عبد المنان هذه الصورة علي صفحته بالفيس بوك وكتب عليها تعليق حزين على حال البلد… ولعل الصورة وتعليقه ما دعاني لنرسم تعليقا بالحروف علي (الحرب المفاجأة) التي ربما وضعتنا علي السياق الحقيقي من التاريخ الوطني المنطوق والمسكوت عنه ، ولذلك المطلوب قبل الدق على الصدور من هول المفاجأة ، إعمال العقول لاستيعابها واستخراج أكبر عائد منها، عبارات يوسف كانت بسيطة وهي ذكريات لكنها حافلة بالأفكار التي تعاملت مع الماضي بحب وشوق في ذات الوقت سعت إلي تشخيص الحاضر في محاولة متواضعة لاستشراف مستقبل هذه البلد بعد الحرب التي دمرت كل شيء .. إن الصورة الحزينة والعبارات الباكية للأستاذ يوسف عبد المنان ذكرتني أشياء كثيرة لكنها ستكون شفيعة في أن التقاعس في هذه الظروف غير مقبول ولا مبرر وعلي كل فقد ظل يوسف عبد المنان يقول كلمته ويمضي وعلي الله قصد السبيل … يوسف قصد استخدام التوصيف التاريخي للزمان والمكان الذي فقد مدلولاته وشخوصه لدرجة أن المشتغلين بكتابة السطور والتوثيق التاريخي وصاحب هذه الحروف منهم أصبحوا حساسين لدرجة بعيدة، بالطبع كثير من صور الحال تؤكد أن الحرب الحالية تشكل علامة بارزة في تاريخنا السوداني … السياسي… الاجتماعي والثقافي…
يوسف عبد المنان ليس صحفيا عاديا يلتقط الأخبار ويعالجها لينقلها للناس بهدف إعلامهم لكنه رجل معطون بعشق الوطن وقواته المسلحة الباسلة تحية وعرفانا بفضل هذا الصحفي الوطني النبيل… هذه الحرب وممارساتها السيئة وضعتنا أمام مرحلة تاريخية علينا أن نسهم في اتجاه استعدال كامل لوجهنا ووجهتنا لكياننا ومكانتنا كوطن وملكاتنا كمجتمع وأفراد، السودانيون بحاجة في هذا الظرف إلى سهم يعالج نقائضهم بلا تحرج ولا تحيز أو هروب .. السودان يحتاج إلى معالجة تاريخه تشمل، شخصيته بعد الحرب، معالجة عبقرية المكان وإبعاد الوجود في الزمان والمكان في الحضارة والثقافة وفي السياسة والاجتماع والاقتصاد، علينا جميعا أن نضع صورة السودان الجديد الحقيقي في صيغة واضحة متكاملة محكومة بدستور وقانون محددة المعالم والأبعاد… رفع الله بلادنا من وقعتها ونصر الله قواتنا المسلحة وأنني شخصيا متفائل بأن بلادنا ستعود أفضل إن شاء الله رغم الجرح وعمق الأسى .. عميق تقديري .. يوسف منان عبد المنان