الخرطوم الحاكم نيوز
تساءلت كثير من الأوساط والاقلام الصحفية لماذا بدأ رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن زيارته الخارجية بجمهورية مصر العربية بعد خروجه من القيادة العامة بعد أكثر من ١٢٠يوما من تمرد مليشيا الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي ،وهذا السؤال الذي طرحته الوسائط والأقلام الصحفية يحمل في ثناياها كثير من علامات الاستفهام ،لان تمرد مليشيا الدعم عندما تم تنفيذ مخططه بالهجوم علي قيادة الجيش ومقر القائد العام لم تكن دوافعه في الأصل هي دوافع داخلية بالرغم من التمرد تنقل من سبب إلى سبب لتبرير فعلته هذه لإقناع الرأي العام ،حيث ذكر أن العمل قصد به استعادة الديمقراطية، وعندما كانت نتائجه منافية لأسباب قيامه ولم يجد قبولا من العامة بل وجد إستنكارا وشجبا ورفضا ،لجأ التمرد للبحث عن سبب اخر لعله يكون أكثر مقبولية من سابقه عند عامة الناس ،أنه قام بهذا العمل من أجل محاربة الفلول وأنصار النظام البائد،وكانت النتيجة مثل سابقتها ولم تجد القبول وكانت الطامة الكبرى عندما قال أنه جاء ليحارب (دولة ٥٦) وبالتالي حصر نفسه في مساحة ضيقة وخسر مساحات واسعة من السودان وأهله ،وادخل مؤديه في في حرج شديد،بهذا السبب الاخير وهو محاربة( دولة ٥٦).
وكشفت أفعال وأعمال التمرد الكارثية والتي جاءت كلها مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وبالتالي تستحق كل هذه الجرائم عقوبات دولية تتناسب مع عظم الجرم وفظاعته.
والمليشيا المتمردة يعلم قادتها أنها لم تقم بهذه الحرب من أجل هذه الأسباب الثلاثة المذكورة أعلاه وإنما ذكرت لتغطي بها عن الدور الخارجي في هذه الحرب والأهداف الحقيقية منها،وهي تنفيذ أجندة خارجية لعديد من الجهات أن كانت دول أو غيرها لكل واحدة من هذه الدول أطماع في السودان ولا تجد افضل من مليشيا الدعم السريع عندما تصل الحكم لتحقيق تلك الأطماع فدولة تريد الموانئ وأخرى تطمع في الأراضي وثالثة في المياة ورابعة في الذهب وخامسة تطمع في الموقع الاستراتيجي للسودان، ودولة تريد تقطع الطريق أمام منافسيها للوصول للسودان لبسط النفوذ، بل الأدهى وأمر أن جماعات عرقية أجنبية تريد الإستيطان في السودان وطرد سكانه ،وذلك وضح جليا من ممارسات وأفعال المليشيا في ولايات الخرطوم وغرب وجنوب دارفور ولو نجح المخطط لاجتاحت المليشيا بقية الولايات وحدث ذلك التغيير الديمغرافي.
ومن هنا يظهر حجم التأمر الكبير على السودان في أطماع تلك الدول والمنظمات مثل فاغنر وغيرها.
فكان من الطبيعي أن يتجه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لبعض الدول الشقيقة والصديقة لاطلاعها على حجم التأمر الكبير على السودان وإبعاده والذي يكون له تأثيره الكبير خاصة على دول الجوار ومن بينها مصر والتي كانت مواقفها متوازنة بحيث أنها إستطاعت أن تحيد الكثير من الأطراف الدولية والإقليمية ،وتمنع الكثير من التحركات الضارة بالسودان بقليل أو كثير من الجهد الدبلوماسي،وبالتالي يمكن أن تلعب مصر دورا في مرحلة ما بعد الحرب أن كان في مسار الاعمار وأعادة التأهيل أو في المسار السياسي والاستراتيجي في الحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته القومية ،المنوط بها واجبات كثيرة وكبيرة بعد دحر التمرد واستعادة كل منظومة الحكم ،وترتيب أوضاع كل المواطنين الذي تأثروا بهذا الحرب للعودة بهم إلى حياتهم الطبيعية ،لهذا الأسباب وغيرها كانت البداية من مصر ،ولعل بقية الأيام تكشف المزيد في هذا الإتجاه.