أخر الأخبار

محمد الفكي يكتب : الطريق إلى المجاعة

مع صوت الرصاص المتصل تذكرت قصة قديمة تقول أن بلدياتنا حُكِم عليه بالسجن في أحد البنادر وعندما نطق القاضي بالحكم: “حكمت المحكمة عليك بالسجن ستة أشهر” رد بصوت عالٍ “والله كضبت في محلك تلاتة بس الخريف بجي أنا بمش البلد”.

والخريف عند معظم أهلنا في السودان وعدٌ لايرد والأرقام تقول أن أعلى مستوعب للأيدي العاملة في السودان هو القطاع الزراعي التقليدي.

تذكرت هذه الرواية وسط هتافات الحسم المتوالية من أطراف المعركة ومعها درس التاريخ أن أكبر مجاعة في تاريخنا ابداً لم تكن بسبب الجفاف وإنما بسبب الحرب..
يتكاتف الناس الآن ويتقاسمون الزاد القليل بمحبة كبيرة ولكن المخزون يتناقص بوتائر متسارعة.

مثل هذه الأيام وطوال تاريخنا تبدأ الورش في استقبال التراكتورات والمحاريث الآلية لمراجعتها قبل الموسم الزراعي، وبعد شهر يبدأ العمال الزراعيون وأصحاب البلدات الصغيرة في السفر إلى قراهم وهي أسفار مرتبطة بمواعيد دقيقة إذ لابد من وصولك قبل عينة العصا الرويانة.

الحرب ستفتح أبواب ويلات غير منظورة الآن وعليه لابد من نتضافر جميعاً بأن تكون هذه الهدنة هي السادسة والأخيرة وصولاً إلى وقف شامل لإطلاق النار من أجل سلامة هذه البلاد.

وأيضاً عامل الزمن مهم لأن الزراعة مواقيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى