ابراهيم عربي يكتب :(سلام جوبا) … القرد في عين أمه غزال (3)

الخرطوم الحاكم نيوز

بلاشك أن ملف الشرق حساس وفي حاجة لتعامل خاص من قبل الجميع لخصوصية الإقليم وأهميته نظرا للظلم والتهميش الذي ظل يعانية علي مستوي تعاقب الحكومات الوطنية وقد ظل هذا الإقليم يعاني أعداء البشرية الثلاثة (الفقر والمرض والجهل) رغم إنه يحتضن موانئ السودان التي أصبحت بذاتها مصدر صراع عالمي ،جعلت البلاد مكان تمدد نفوذ إستخباراتي دولي .
وبالتالي أضم صوتي لصوت حاكم دارفور مناوي لكشف كافة المتورطين والعملاء الذين تلاعبوا بمسار الشرق وقبضوا الثمن بالدرهم والدولار ، فهؤلاء العملاء الخونة يجب كشفهم وفضحهم وتعريتهم وليس التستر عليهم ، بكل تأكيد لا نريد للشرق أن تصيبة لعنة دارفور أو جبال النوبة أو لأن يلحق بمصير جنوب السودان ليصبح جنوبا آخرا ..!، ولكن اعتقد ذلك يتطلب منا جميعا الوقوف بقوة مع قيادات الشرق لإستعادة مسارهم المختطف ولكن يظل المطلوب أيضا أن ترتقي هذه القيادات لمستوي المسؤولية وأن توحد رؤيتها لأجل المصلحة العامة .
وبالطبع ليس مسار المطقتين ومسار الشرق فحسب بل لازال مساري الشمال والوسط يراوحان مكانيهما وسط خلافات بين أهل الشمال من جهة والوسط من جهة أخري في ظل تباين في الرؤي وخلافات قوية ترشح لإلغاء المسارين معا وترك الأمر لأهالي الإقليمين ليختاروا رؤيتهم بأنفسهم سويا مع مسار الشرق ، وبالطبع ليس هنالك شخص أو حزب أو حركة أو مجموعة مفوضة ولها الحق في تقرير مصير الآخرين ، ولكنها مجرد إجتهادات ومحاولات بشرية يمكن تعديلها أو إلغاءها أو منحها الضوء الأخضر لإستمراريتها .
الناظر للحروب التي تدور في السودان يجدها حروب عبثية فاقدة المعني وأظنها من أساليب سياسة شد الأطراف التي ظلت تستخدمها المخابرات الدولية بإمتياز بما يعروف بحروب الجيل الرابع وإذ يستخدمونها بإحترافية عالية دون أن تخسر فيها مليما (صفرية التكلفة) ، ولذلك لابد أن يدرك الجميع مع وضد أن السودان مستهدف في أرضه وثرواته وإنسانه وعلينا جميعا أن نتواضع لأجل هذا الوطن علي كلمة سواء حتي لا نفقد هذا الوطن الذي نتصاع بشأنه .
يبدو أن اللجنة الفنية لورشة تقييم تنفيذ إتفاق سلام جوبا تراه جيدا مثلما تري القردة أن إبنها الأجمل في مسابقة الجمال ، وقالت لايحتاج الإتفاق لأي تعديل جديد حسبما كشف مقرر لجنة الوساطة الجنوبية الدكتور ضيو مطوك ، بل تعديلات في مصفوفات التنفيذ على نهج جديد وتصنيفها الى ثلاثة مجموعات ويتوقع رفع التقرير اليوم لروساء التنظيمات والحركات المتوقع إنعقاده غداً بحضور الوساطة والمراقبين الإقليميين والدوليين وقد غادر رؤساء الحركات الخرطوم صباح اليوم إلي جوبا بقيادة عضو مجلس السيادة الجنرال شمس الدين كباشي .
من الواضح أن كافة أن كافة المسارات تعترضها مشكلة التنفيذ لأسباب موضوعية ، حيث لازال الجدل يدور حول مسار الشرق ، واعتقد أن بنود المسار جيدة وربما تحتاج لتعديل طفيف وقد حقق مكاسب لأهل الشرق ولكن المشكلة في من وقعوا علي المسار بعضهم مشكوك في إنتمائه للشرق وبعضهم مشكوك في سودانيتهم وقد ركزت معظم المطالب علي إلغاء المسار ولذلك لابد من التوصل لحل يحدده أهل الشرق أنفسهم ، ومطالبات بهيكلة مسار المنطقتين لإدخال تحفظات الحلو حتي لو أدي ذلك لفصل المسار لمسارين .
بلا شك أن مسار دارفور هو المسار الرئيسي المتوافق عليه وما حققه من مكاسب لأهل دارفور مقبوله ولكنه بطيئ التنفيذ كما أكدت اللجنة بشأن البرتكولات الثمانية حيث لا يتجاوز التنفيذ نسبة في برتكولي تقاسم السلطة والترتيبات الأمنية ولذلك لازال المشوار طويلا …
نواصل …
الرادار .. الخميس 16 فبراير 2023 .

Exit mobile version