خواطر مزارع – علي أحمد دقاش- “مثاقفات ومراجعات مع مزارعي الروكب”

الخرطوم الحاكم نيوز

مضت ايام الخريف بروعته وبهائه وخيره ودخل الشتاء واقتربنا من ايام حصاد الذرة حيث سنودع بعدها هذه السهول الطينية التي استضافتنا لاكثر من اربعة اشهر بهدوئها ونقاء هوائها ونيمم وجوهنا صوب المدينة بصخبها وضجيجها وضوضائها.
اعتدنا ان نلتقي في الخريف نحن مجموعة من المزارعين ذوي المزارع المتجاورة لنتسامر ونعيد الذكريات فنملأ الوقت بالمراجعات والمثاقفات ، يحدثنا ابكر المبرد عن ذكرياته في الدفاع الشعبي والمكابدة التي عاشوها لتامين مدن جنوب كردفان من التمرد ويتحدث د.علي التوم مسار المشهور بعلي شريعة عن تجربة لجنة التصالحات التي جنبت كادقلي فتنة كبري اوشكت ان تقضي علي كل شئ ويركز علي ضرورة إعلاء قيمة التعايش وتخفيف النعرات القبلية ، يزورنا من وقت لآخر د.عيسي ابكر ويحدثنا بلغة الإستاذ الجامعي الرصينة عن تجربته في ورش السلام والتعايش السلمي التي شارك فيها منذ اتفاقية وقف اطلاق النار بسويسرا وحتي الآن . احيانا نستغرق في ونسة المصارعة وذكر المصارعين التي يحبها صديقي يوسف عبد المنان فيدخل في النقاش كل من علي فاس ومسار التوم وفضل المولي ابو الزريقة وآخرين. عندما ينفض السامر ابقي مع اخي وصديقي يوسف عبد المنان الذي نتقاسم معه قطية واحدة فننتقل الي المثاقفة والمراجعات الفكرية ومتابعة ما يجري هناك في الخرطوم ، يوسف بحسه الصحفي الباحث عن الاخبار كثيرا ما يتركني غارقا في تأملاتي وينكفي علي تلفونه يهاتف السياسين والصحفيين او يصطاد الاخبار الجديدة من مواقع التواصل الاجتماعي ، كثيرا ما اسمعه يهاتف النور احمد النور او ابراهيم عربي او الصافي حمد صاحب موقع الحاكم نيوز وقد يدير حوارا من علي البعد مع بعض السياسين ثم يعود لينورني بمستجدات الراهن السياسي والثقافي والاجتماعي انها صحبة استمتعت بها.
افتقدت اخي يوسف الذي سافر إلي القوز ليحصد ما زرعه هناك.
تلفت في القطية التي بقيت فيها وحيدا ، اتفحص اثار يوسف …
الناموسية التي فقدت وظيفتها بعد اختفاء البعوض ، السرير الخالي الذي ادخره لضيافة من ياتي من الضيوف ليقضي معنا ليله، بحثت عن البطانية لعلي استفيد منها إذا ما اشتدت برودة الجو لكني لم اجد لها اثر فيوسف يتأبطها اينما ذهب وجدت في القطية بعض ظروف استيفانا التي يستخدمها كمحلي للشاي الذي يحبه حبا جما رغم داء السكري .
فجأة تذكرت كنزا كنا ندخره ، مجموعة من الكتب الثقافية والفكرية والروايات التي اصطحبناها معنا ،
ابو الحسن الندوي حياته وفكره التربوي لدكتور عبد المنعم عثمان ، دار فور وازمة الدولة في السودان لعبد الجبار محمود دوسة ، الثورة والتمرد والمقاومة قوة الحكاية لبريك سيلبين ،اسرار القراءة السريعة لمحمود الشرقاوي ومن الروايات؛ مائة عام من العزلة لغبراييل غارسيا ماركيز وتبلديات كوكو القصاري للزين بانقا .
طالعت رواية تبلديات كوكو القصاري حتي إذا ما وصلت صفحة 47 التي وصف فيها الكاتب موت النائب جود الله في احضان ام سالم استوقفتني اللغة التي لا تكترث من خدش حياء القارئ الفاظ عارية متبرجة تشبه بعض الالفاظ التي استخدمها الطيب صالح في موسم الهجرة الي الشمال وعبد العزيز بركة ساكن في الجنقو مسامير الارض.
بعض الكتاب يظنون انهم باستخدام هذه الالفاظ الخادشة للحياء يقتربون من الواقع المعاش في كثير من المجتمعات ، وهم بذلك يحققون توزيع اكثر لكتبهم.
تبلديات كوكو القصاري اقتفت آثار الطيب صالح وبركة ساكن في روايتيهما موسم الهجرة للشمال وجنقو مسامير الارض واستخدمت لغة متبرجة خادشة .
ليس من الضروري ان يستخدم الكاتب لغة خادشة ليقال عنه يصور الواقع كما هو فقد قرات روايات كثيرة ذات الفاظ محتشمة لكنها وجدت قبولا كبيرا و حققت رواجا واسعا مثل رواية ” مائة عام من العزلة”
قالت صحيفة نيويورك تايمز عن رواية غابرييل كارسيلا
” مائة عام من العزلة ”
( تصحو بعد قراءة هذه الرواية الرائعة كمن يصحو من حلم… عقلك وخيالك جامحان بل ملتهبان… وأمامك غابرييل غارسيا ماركيز العملاق كخياله وجبريته وعظمته فهو والرواية مدهشان.) وقالت الغارديان 🙁 قليلة هي الروايات التي تغيير حياة الناس وهذه من تلك الروايات) .
ليس من الضرورة ان تكون اللغة متبرجة ليقال ان الرواية واقعية ادعو كتابنا للابتعاد عن الالفاظ المبتذلة الداعرة و استخدام الفاظ مؤدبة لا تخدش الحياء.
اعتدت ان اسجل بعض الملاحظات عن الكتب التي اقرأها حتي لو لم انشرها وتبلديات كوكو القصاري تحتاج لتعليق وسافعل إنشاء الله .
علي احمد دقاش الروكب الاحد 12 نوفمبر 2022

Exit mobile version