لؤي عبد الرحمن يكتب : الأمام وزمام المبادرة

 

 

فاجأ حزب الأمة القومي الأوساط السياسية بخطوته الشجاعة والمسؤولة بعقد لقاءاته بالحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو في جوبا، في وقت انشغلت فيه الأحزاب والحركات بمكاسبها الحزبية ووجودها في خارطة الحكومة الجديدة، ليستعيد الحزب بهذه الخطوة الموقع الريادي للإمام الراحل الصادق المهدي في حمل هم الوطن والسعي في حل مشكلات البلاد سلمياً، والدعوة لوقف الحرب

مخرجات اجتماع الطرفين ممتازة في حدها الأدنى، ولكن اللقاء نفسه يعد تجديداً للعلاقة بين التنظيمين اللذين جمعتهما محطات كثيرة منذ حياة الراحل جون قرنق، مروراً بوثيقة الفجر الجديد الموقعة بكمبالا وغيرها، كما أنه رسالة لقواعد الحزب في جبال النوبة، والتي للأنصار فيها وجود تاريخي يشهد عليه جبل قدير، الذي أوى إليه الإمام لمهدي، والملك آدم أم دبالو ملك جبل تقلي الذي كان مناصراً صلباً للمهدية.

حزب الأمة بلقائه بالحركة الشعبية يجعل المواطن في جنوب كردفان يتيقن أن مشكلته هي مشكلة كل السودان وأن همه ليس لدى قيادات الحركة الشعبية التي حملت السلاح من أجله فحسب، بالإضافة إلى ذلك يعزز اللحمة الوطنية ويحفز منظمات المجتمع المدني الأخرى لقيادة مبادرات مماثلة أو في مجالات إنسانية أخرى نحو إنسان مناطق الحرب لمداواة جراحه ومواساته ودعمه نفسياً ومادياً

لقاء الحلو الصديق الصادق المهدي يمكن أن يكون نواة عمل سياسي استراتيجي للطرفين ينبني عليه تحالف مستقبلي لخوض الانتخابات المقبلة؛ حال تم توقيع اتفاق سلام مع الحركة الشعبية يقود للفوز في ظل التشتت الواضح للأحزاب والحركات الأخرى،

ليس بالضرورة في السياسة أن ترضي تحركات حزب الأمة كل الناس؛ ولكن من ناحية المصلحة الحزبية هي جيدة وخلقت نقلة في عمل التنظيم، الذي دخل في بيات سياسي عقب رحيل عرابه الراحل – رحمه الله – وبما تم من مجهود يكون بذلك اكتسب ثقة في قدرات قياداته الجديدة، وتحفز لتحمل مسؤوليات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى