مصعب الشريف يكتب : الهادي إدريس… رجل السلام الحقيقي!

تابعت من على البعد الاتفاق الذي وقع بين الأطراف السودانية ومن بينها أطراف السلام متمثلة في الجبهة الثورية بقيادة د.الهادي إدريس (رجل السلام الحقيقي) لما يقدمه من تحركات، ساهمت بشكل حقيقي في انهاء الحالة التي عاشتها الدولة بعد انقلاب 25 أكتوبر .
في وقت تابع فيه السودانيين حالة التشتت التي تقوم بها اطراف السلام الاخرى نحو اغراق العملية السياسية في السودان بتحالفات أفضت إلى تازيم الوضع منذ خيارهم الأول وهو العمل على انتاج ال 25 من أكتوبر والتي اعتبرها نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بانها كانت “خطأ” ، ظهر الدكتور الهادي إدريس كرجل دولة تحرك وسط المجتمعات مبشر بعملية السلام ، وأن التحالفات التي تتم من قبل بعض الحركات هي لا تعبر عن الإتفاقية التي تم التوقيع عليها في جوبا.كذلك أوضح الهادي إدريس في أكثر من مناسبة بأن اتفاق جوبا مفتوح للجميع ، وما يتعلق بالمسارات يمكن النقاش حولها والكل يقدم طرحه للوصول الى توافق يضمن للسودان انتقال ديمقراطي سلس.
قدم الهادي إدريس خطاب قوي يمكن الوقوف عنده والاستشهاد به لتحقيق السلام ، موضحا بان التوقيع على الإتفاق الإطاري يشكل فتحا عظيما في تاريخ السودان ويشكل فتحا جديدا لمستقبل السودان نحو التحول الديمقراطي ، وهو ما اعتبره شخصيا نظرة صائبة نحو مستقبل السودان بعد الارباك الذي حدث للثورة .يتميز الرجل (بكاريزما) خاصة يمكن البناء عليها لضمان وحدة السودان غربا ، وسبق إن طرحت الجبهة الثورية بقيادته مبادرة لانهاء انقلاب ال 25 من اكتوبر وهو ما اعتبر في السابق والحاضر الاتجاه الصحيح وليس ذلك الذي اتبعه الاخرين من اطراف العملية السياسية القادمون من جوبا .ذكر الرجل في نقاط عديدة أهمية العدالة والعدالة الانتقالية وظل الرجل يدافع عن حقوق المشردين والضحايا منذ السابق وحتى ثورة ديسمبر المجيدة وهو يدفع بخطاب يؤكد به للمرة الثانية بان تحقيق العدالة يمثل ركيزة اساسية في بناء الحكم الراشد في السودان القادم .
أكد الرجل الالتزام بحل قضية شرق السودان والعمل على ذلك بعيد من التكسب السياسي باعتبارها واحدة من القضايا التي تستحق الوقوف عندها والعمل على معالجتها ،مشيرا الى أن علاج المشكلة لن يكون الا عبر التحاور .
كذلك أمن الرجل على أهمية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وهو أمر مهم جدا لدى الثوار الذين دفعوا مهر ذلك أرواح قدمت لأجل بناء سودان الغد .
وضع الهادي ادريس استكمال عملية السلام بالاتفاق مع عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور خطوة لا بد من السعي اليها لتكتمل بها العملية السلمية .
لم يطالب الرجل بمناصب ولم يضع اشتراطات خاصة وكل ما قدمه هو المصلحة العامة متجاوزا كل المرارات الذاتية في سبيل بناء السودان الموحد الديمقراطي .
لذلك استحق الرجل أن يكون رجل السلام وهو عينه على السودان الدولة وما تحقق من ثورة ديسمبر وعلى شهداء الوطن جميعا وليس شهداء الحركة فقط والمساومة بهما كما يفعل الاخرين.
قدم االدكتور خطاب متوازن يمكن أن يعالج صراع المركز والهامش، وصراع الماضي والحاضر، بأدب جميل، وهو ما طل عليه طوال فترته الماضية وحتى اليوم!
ختاما :
وللمرة الثانية ما قدمه الهادي ادريس من خطاب وما قدمه الاخرين في ذات المناسبة يمكن البناء عليه والعمل على تثبيته للخروج من هذا النفق !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى