دكتور عادل عبد العزيز الفكي يكتب :خط السكة حديد بورتسودان أدري هل يزيد الهجرة من غرب افريقيا

adilalfaki@hotmail.com
تناولت على هذا العمود أول أمس خبر توقيع وزارة المالية مع شركة الخليج للبترول على مشروع تنفيذ خط سكة حديد بورتسودان أدري التشادية بكلفة 15 مليار دولار بنظام البوت.
أشدت بالمشروع بوصفه نقلة تنموية هامة في إطار اقتصاديات النقل التي تحرك جمود الاقتصاد بصورة فعالة. غير أنني أبديت ملاحظة بشأن التكلفة لأنها بدت لي مرتفعة نوعاً ما.
تلقيت من عدد من الأصدقاء إفادات منقولة عن مهندسين مختصين أشارت الى أن الخط هو أساساً جزء من الخط المقترح بورتسودان- داكار السنغال بالساحل الغربي. وهو خط مزدوج وقياسي، يسمح بحمولات كبيرة وسرعات عالية، فضلاً عن استخدامه للكهرباء من خلال الخلايا الشمسية كتقنية حديثة صديقة للبيئة. هذا يبرر ارتفاع التكلفة.
الصديق الاستاذ سيد خويس من قروب مدرسة محمد حسين الثانوية خاطبني قائلاً:
(ليست لهذا المشروع فائدة كبيرة، بل ربما يتسبب في المزيد من المشكلات، ولا ضرورة له على الاقل في الوقت الحالي، مع هذه الظروف السياسية المعقدة، وبسبب الإثنيات المعقدة في المنطقة، وخاصة من قبل دول المنطقة الغربية تشاد وافريقيا الوسطى والنيجر ومالي وغيرها.
الدول التي سيصل لها الخط الحديدي دول فقيرة الموارد، وغنية بالمشاكل الاجتماعية والثقافية، شعوذة ودجل وخلافه، وليس من وراء ربطنا مع هذا الاقليم الا مزيدا من المشكلات، فهو خط للجنجويدية والكجورية والفقر).
تعليق: أقول للأخ سيد وغيره من الأخوة الذين لا يرون خيراً في الخط الحديدي بورتسودان أدري التشادية، إن شعوب تشاد والنيجر ونيجيريا ومالي والسنغال والكاميرون تقدمت كثيراً، اكتشفت البترول واستغلت اليورانيوم وغيره من المعادن، التواصل معهم مفيد لنا ولاقتصادنا.
نيجيريا ثاني اقتصاد في افريقيا بعد جنوب افريقيا، والكاميرون دولة بترولية غنية، كذلك تشاد التي بدأت استغلال مواردها البترولية مؤخراً، أما النيجر ومالي والسنغال فهي غنية باليورانيوم والذهب وغيرهما من المعادن.
الشيء الثاني الذي تنبغي الإشارة اليه هو أن التحرك عبر الحدود مع الدول المجاورة هو اصلاً متاح بالسيارات أو بالدواب أو عبر الأرجل، لن يضيف الخط الحديدي أو ينقص من هذا شيئا. الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر اقتصاد في العالم فشلت في مراقبة الحدود مع المكسيك واضطرت لعمل سور!
أهم من كل ذلك، إن استكمال مشروع ضخم كهذا لن يتم قبل عشرة سنين أن بدأنا فيه غداً، عليه لا معنى للحديث عن الظروف السياسية الراهنة. المؤكد أن تحريك الاقتصاد من خلال هذا المشروع سوف يستفيد منه الملايين. في السودان وفي الدول المجاورة. والله الموفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى