سيعود مولانا وكبير البلد الحسيب النسيب السيد/ محمد عثمان الميرغنى أبوهاشم ، حفظه الله ورعاه ومتعه بالصحة والعافية. سيعود ، وتعود أحدى أوتاد الحكمة وأقطاب السياسية السودانية الوطنية الأربع ، سيعود وفى غيابه غاب بلا عودة الشيخ الترابى ، الأستاذ نقد، الإمام الصادق المهدى ، عليهم رحمة من الله ومغفرة.
سيعود مولانا الأب ، ليشهد آخر مشهد إنشقاق المنشق، بسبب (الأبناء) ولا غرابة فى ذلك مولانا ، فهم لم يأتوا بجديد رماد من بعد نار كال البلاد والعباد ، فإن شاقوا وإنشقوا فقد إنشق إخوة لهم من ابناء الامام واتباع الشيخ ورفقاء الأستاذ ، وتنازعوا أمرهم بينهم ، منهم من باع ، ومن إشترى ، ومن سجل باسمه او باسم غيره.
فلا تسرها فى نفسك مولانا ، ويمم طرفك صوب الغرب والجنوب لترى ، وغُضه عن (شرقك) حتى لا ترى ، فتبيض عيناك وانت كظيم. ،
فالشرق يا مولانا فى غيابك – وقبل ساعات من قدومك – غابت عنه مسارات سراج الحكمة المنير ،ورجاحة التفكير وحُسن التدبير ، وحضر خيار ظلام المصير
مولانا ، فى غيابك توسع الفتق ،وما ظننت يجدى معه الرتق ، كل شئ تحرر وتغير ، الثوابت والمبادئ ، المدن والبوادي ، ونداء ثالوث الفُرقة والعصبية والكراهية فينا ينادى ، وكل اجهزة مناعة الوطن ، أصابها الضُعف والوهن ، صفائحه الدموية تخثرت ، حالته تدهورت ، تفشى الداء ، سيولة فى كل الأشياء ، فى الدماء والكبرياء والإباء وغُربة العِقد والعقيدة، فطُوبى للغرباء.
وبالغرباء الأجانب كانت الإستعانة يا مولانا ، لهم الحظوة والمكانة ، ودونهم المسغبة والمهانة ، وحضر الإستعمار بدعوة معززة مكرمة ، يتابط شر التدخلات والمخابرات ، والسفارات ، والآصالة بعد الوكالة ، واصبح للعمالة تناسل وسلالة ومزادات ودلالة وعييييك يا مولانا …
ولكن قبل كل هذا وقبلها ارسلنا لك تلغرافات، آخرها كان مستعجلا قبل اربعة أعوام – لربما ضلت طريقها إليك بفعل فاعل – فحواها : (الى مولانا … مطلوب حضورك فورا….. وطنك على فراش الموت)
مولانا ، الوطن فى حاجة لحكمتك ، ورجاء الجميع فى جيتك ، ولكن انا رجائى ، لا تجهد وتجتهد بما لا تقوى ، رفقاٌ على صحتك ولطفاً على عافيتك وأيامك.، أطال الله عمرك وبقائك ، وكتب سلامتك وقبلها سلامة الوطن .