أخر الأخبار

عمار العركي يكتب : النيل الأزرق الى أين ؟

الخرطوم الحاكم نيوز

* في واحدة من أعنف جولات العنف القبلي التي شهدها السودان ، لقى.المئات من مواطني إقليم النيل مصرعهم – لهم جميعا الرحمة والمغفرة – في القتال الذي انطلق بين قبيلتي الهوسا والبرتا الثلاثاء 18 اكتوبر الماضى فى مدينة (ود الماحي) الحدودية مع إثيوبيا بسبب نزاع على أرض ليصل يوم أمس الأحد 23 اكتوبر الى مقر قيادة الفرقة الرابعة مشاة ، وامانة الحكومة ومطالبات بخروج الدعم السريع من الإقليم واقالة الحاكم.
* أتت موجة القتال هذه المرة أعلى وأعنف من سابقتها التى وقعت بين القبيلتين في منتصف يوليو الماضي2022م والتى أسفرت عن مقتل حوالى، 149 مواطن ، كشئ متوقع نسبة لعدم زوال الأسباب الرئيسية في انفجار الوضع ابتداءا ، بل تفاقمها ، مع الركون للحلول الأمنية المؤقتة والتى لم تصمد أكثر من اربعة أشهر فقط.
* إقليم النيل الأزرق يدفع ثمن التخبط والفشل السياسى وحالة اللا دولة واللا أمن واللا إدراك ووعى حقيقى وعملى – وليس قولى مستهلك سياسيا – بمهددات الأمن القومى ظللنا نسمع بها طيلة الفترة الماضية من قبل الجميع ، حكومة، معارضة ،سياسيين ، مدنيين ، عسكريين ، دون أن نرى طحيناً ، فالكل يعمل لكسب معركته الخاصة ومصلحته الضيقة ، ودون ذلك الى الجحيم.
* ما حدث وسيحدث – إن لم تتم معالجات وحلول إسعافية وسريعة – بالنيل الأزرق وجواره ، نتيجة حتمية لكثير من القرارات والسياسات والأخطاء القاتلة والتى كان أولها حل هئية العمليات المدربة والمؤهلة والمجربة فى حسم والقضاء على شرارة الصراعات القبلية قبل أن تصبح ناراًٍ ،
* وحتى قبل انطلاق الشرارة ، كانت هناك ادارة خاصة ومتخصصة فى التعامل مع النشاط القبلى والجهوى والأزمات الناتجة عنه ، و تتدارك الحدث قبل وقوعه وتتنبأ به، مُقدمة مقترحات الحلول السياسية والأمنية الإستباقية والوقائية ، حيث لا يتطلب الأمر تدخل إحتياط هئية العمليات الا حال تلكؤ الدولة وجهازها التنفيذى فى إتخاذ القرار التنفيذى وفق مقترحات وتوصيات الحلول الناجعة.
* وبعد أن تم حل.هئية العمليات والغاء الادارة المعنية .وبقرارات سياسية غير مدروسة تم تحويل الولاية الي إقليم – نظريا وكتابياً فقط – دون تهيئة وتدرج بشرى ووظيفى وإدارى ، وتسليمها كلية الى حركة ( كفاح مسلح ) كى تحكمها وتديرها ذاتياً ، وهذا ليس تقليلاٌ من (كفاحها العسكرى ) ، ولكنها كحركة (عسكرية مكافحة ومناضلة ) لا يمنحها الكفأءة والجدارة الذاتية والمنفردة للحكم والإدارة والممارسة السياسية والتنفيذية لإقليم فى حجم دولة ، يعج بالتعقيدات والترسبات الأثنية والقبلية ، ويجاور دولتين بذات الصراعات والمواصفات .

*خلاصة القول ومنتهاه :-*

– هذه التطورات حذرنا منها فى يونيو الماضى، إبان موجة النيل الأزرق الأولى ، وقلنا فى هذه المساحة بأن الحلول الأمنية المؤقتة لا تجُدى ، وهى قد تخفف الألم ، لكنها لا تداوى الجُرح – فلابد من إتخاذ حلول وقرارات سياسية قوية وفورية فى عودة هئية العمليات وإعادة الادارات والصلاحيات لجهاز الأمن فى الحدود المطلوبة وبما يمكنه من إطفاء الحريق قبل إنتشاره.
– الحصانة السياسبة والدولية لإتفاقية جوبا ، لا يعنى ترك الجمل بما حمل للحركة الشعبية جناح مالك عقار ، فلابد من الوصول لصيغة مشتركة فى إدارة الإقليم ووضع سياسات وقرارات تزيل المرارات والإحتقانات بين المكونات القبلية، وتعيد الأمن والإستقرار والأوضاع لطبيعتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى