السماني عوض الله يكتب : المدرسة المتنقلة

الخرطوم الحاكم نيوز

نهضة الأمم لا تتم إلا من خلال عملية تعليمية متكاملة ونوايا خالصة وارادة قوية وهمة عالية وشعور بالمسؤولية الوطنية.

وما تشهده اليابان اليوم من تطور فني وتقني وصناعي – رغم أنها لا تملك موارد طبيعية – لم يحدث ما لم تكن الحكومة اليابانية وضعت استراتيجية للنهوض بالتعليم والاهتمام به. فلم يكن تعليمها لمحو امية القراءة والكتابة بل كان الاهتمام بالتلميذ ورفع مقدراته الذهنية مما مكنها من صناعة أجيال ناهضة تستطيع أن تصنع الإبداع وتطوع المستحيل..

والهند التي كانت من أفقر الدول الاسيوية هاهي تخطو خطوات متقدمة نحو الابتكار والاقتراع مما يجعلها الان مؤهلة لقيادة النهضة في مختلف المجالات.

والسودان كان بإمكانه ان يكون كتف بكتف مع اليابان والهند حيث بدا خطوات جادة لنشر العلم والمعرفة ليس في المدن بل بدأ بالريف من خلال قناة الجزيرة الخضراء التي بدأت تبث برامجها التوعوية والثقافية والارشادية للمزارعين من خلال محطة بركات.

وحسنا انتبهت وزارة التربية والتعليم السودانية لأهمية هذا الأمر ودشنت قنوات السودان التعليمية واوكلت إدارتها لانسانة مهمومة بالتعليم وقضاياه.. فقد ترعرت دكتورة عرفة سر الختم المدير العام لقنوات السودان التعليمية في بيئة أساسها التعليم فجابت معظم أنحاء السودان مع والدها في ذلك الوقت وقد أنجبت دكتورة عرفة أشهر مذيعة تتسابق عليها القنوات الفضائية العربية الإعلامية تسابيح مبارك خاطر وشقيقتها سماح خاطر التي تشق هي أيضا طريقها بنجاح في الاثير الفضائي.

واختيار عرفة سر الختم لهذه القنوات لم يكن وليد صدفة او عبر انتماء حزبي او جهوي وإنما لخبرتها التراكمية في مجال التعليم وادراكها لحوجة التلاميذ للعملية التعليمية.

وجاء تدشين القنوات الفضائية التعليمية في وقت السودان في أمس الحاجة لهذه القنوات خاصة وأنه يعاني الان من كوارث طبيعية وازمات سياسية أدت الي تأخر المستوي التعليمي والتحصيل الأكاديمي وسط الطلاب.

ان وجود هذه القنوات يعتبر خطوة متقدمة وفهم كبير يقدمه الخبير التربوي والوزير محمود سر الختم الحوري الذي تبني هذه القنوات لتقديم الرسالة التعليمية التي تخدم التقدم والنهضة والبناء.

وقد “علمت” ان ادارة القنوات التعليمية السودانية وضعت الرد المسبق لكيفية استفادة الريف من هذه القنوات في ظل عدم توفر تلفزيونات في كثير من قري الريف حيث أن البنك الدولي سيقوم بتسليم كل مدرسة في السودان تلفزيون حتي يتثني للتلاميذ من متابعة الحصص والمناهج التي تقدم من أساتذة اكفاء يملكون مهارة وخبرة في شرح الحصص عبر هذه القنوات.

إن على الحكومة السودانية بغض النظر عن تكويناتها وما يدور حولها من لغط سياسي واجب الاهتمام بهذه القنوات وتقديم الدعم لها وتسخير كل الإمكانيات وإزالة كافة العقبات أمامها حتي تؤدي الرسالة المطلوبة بهدف اللحاق بركب الدول المتقدمة وتحقيق التنمية المستدامة

Exit mobile version