أخر الأخبار

عمار العركي يكتب : المناقل أقوى أقوى

الخرطوم الحاكم نيوز

مدينة المناقل ، غنية جدا عن التعريف الجغرافي الذى يقول انها مدينة بحجم وقامة ولايات جوارها الأربع او الانسانى الذى يقول أنه مطابق لمواصفات الجودة ويزيد ، والسياسي الذى يقول انها عصية ومتمردة لصالح كونها وكيانها وانسانها ، الاقتصادى، فإن كان مشروع الجزيرة شريان السودان فالمناقل هى القلب الذى يضخ الدماء فى ذاك الشريان ، ناهيك عن سلسلة مصانعها ومطاحنها وتجارتها … الخ ، لذلك سأدلف مباشرة فى صُلب الموضوع ولكن قبل ذلك اسالكم الدعاء للمناقل واهلها وكل السودان واهله بالسلامة واللطف جراء مأساة الفيضانات والسيول التى ضربت العديد من المدن والقرى فالحقت خسائر في الأرواح والممتلكات ، أسال الله الرحمة والمغفرة للمتوفين وجبر ضرر كل من تضرر.
* *إرشيف ذاكرة مدينة المناقل* القريب والبعيد يقول بأن المناقل عصية وضد الانكسار وقوية امام أقوى، العواصف وأعتى الكوارث اين كانت بئية ام سياسية ، بل بالعكس كانت مدينة المناقل والتى تتوسط وتجلس بعزة وكبرياء خالفة “كراع فوق كراع” وسط ولايات اربع ولايات ” وبحقها ورجالها ما سألة فى اجعص ولاية فيهم ” ، بل كانت المناقل المشاغبة والمشاكسة والفارضة نفسها على ولايات الجوار تشعر بالتداعى والاعياء ان أصيبت إحدى ولايات الجوار بالحُمى ، فتفزع لغوثها ونجدتها فتُرسل نفراتها وقوافلها مُحمَلة بكل ما يحتاجه المفزوع من غوث وحاجة ودعم.
* *المناقل* ومن خلال رموزها الإعلامية البارزة ، الذين ، رسموا تلك الصورة الذهنية فى أذهان الناس عن مدينتهم ، ومن خلال قلمهم تمكنوا من التعريف بالمناقل وإستطاعوا باحترافية وبراعة أن يعكسوا صورة المناقل الحقيقة وايصال رسالة المناقل لكل السودان ، بل كانوا يستتفرون الاعلام للترويج و التعظيم والتفخيم لأمهم الرؤوم الثانية المناقل ، ودرجوا على ان يقودوا النفرات الاعلامية والتوثيقية من الخرطوم ليشهدوا بأم أعينهم عن صمود وتحدى المناقل أمام أعتى الملاحم والصراع مع الطبيعة والسياسبة ( سيول وفيضانات شبيهة بل أعتى في كوقيلا ، العبود ، ود الامين ، كمل نومك… الخ ، الأعاصير التى تضرب الجاموسي ، وباء الإسهالات المائية والكرونا…. الخ ، وكنا نحنا وبعض العابرين طريقها فى مشوار الوظيفة العامة نقف ونتأمل فى إعجاب وإستغراب عن هذا التفاعل والتفاعل المضاد..
ولكن عندما ينادى المنادى آيا “هلمى مناقل” ، فى وهلة تصطف الصفوف المتشعبة و المتفرغة تاركين كل خلافاتهم عند بوابة الدخول وأينما ولوا كانت قبلتهم المناقل ، وأداء فروض الولاء ، وبعد إنقضاء سبب النداء ، يعودوا من حيث أتوا ” إخوة متشاكسون” بحسب سنة وناموس الحياة والطبيعة.
* *السياسية ،* رغم انها قطعت عنها جزء عزيز وأصيل حتى تنقص من حقها واستحقاقها كولاية ، فكان القطع سياسياً فقط ، فلم ولن يخرج ظفر القرشى من لحم المناقل ، وتوالت الملاحم السياسية التى لم توثر في تركيبة وطبيعة انسان المناقل ، حتى تلك التى إفتعلها إبنائها المشاغبين السياسيين فيما بينهم بسبب لعنة الله عليها “السياسية” .
بعض من أقلام وإعلام المناقل تناول أزمة المناقل بصورو لا تشبه أقلامهم المُعتزة والفخورة حين الفزعة والإصطفافات السابقة عند الملمات ، كتابات متحسرة وآسفة مستنكرة الإهمال والغوث.الرسمى والذى هو شحيح او يكاد معدوما بالأساس ، والبعض إفترض إفتراضاً لو كانت المناقل منطقة أخرى من السودان لوجدت الإهتمام والعون ، وأن الكارثة اكبر من امكانيات مواطن المناقل ….الخ .

اعتقد أنه الخوف والخشية على المناقل وليس لشئ آخر.
المناقل مدينة عفيفة، ودوما صاحبة اليد العليا ، ولم تكن يوميا بالأسفل ، بفضل مواطنها الجسور الغنى بالشهامة والفزعة والنجدة والمعروف فى ملاحم أشد وأعتى ، المناقل بتلاحم قراها التى تفوق الثلاثمائة ورجالها ونسائها وشبابها ورب يحميها كفيلة بنفسها وقادرة على تجاوز الأزمة العابرة مثلها مثل أزمات كُثر أشد خطورة.
اللهم لطفك وعونك للمناقل واهلها وارفع عنهم البلى والعُسر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى