فاطمة مصطفى الدود تكتب : المديدة حرقتني!

لا تزال عمليات التربص بالسلام والاستقرار في دارفور تتواصل وان اؤلئك المتربصين الذين يتاجرون بدماء أهل دارفور لن يهدأ لهم بال فقد ادمنوا واصبحوا مصاصي دماء للاستفادة من حالة اللا استقرار واللا أمن واللا سلام لمكاسب رخيصة.

فقد أشعل اؤلئك الفتنة من جديد بعد أن تمكن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي من اخماد نيرانها في غرب دارفور ولكنهم سعوا لخلق توتر في الحدود والذي جاء متزامنا مع زيارة حميدتي الي إنجمينا وزيارة وزير الدفاع التشادي الي الخرطوم بعد أن آمنت الزيارتين على قوة ومتانة هذه العلاقة وزيادة مستوي التنسيق الأمني في حدود البلدين.

وازاء هذا التنسيق فقد فجع مواطنو الجنينة بمجزرة لم تشهدها حدود الدولتين من قبل فقد شيع المواطنين جثامين 18 شهيدًا تم اغتيالهم عصر الخميس بمنطقة بير سليبة بمحلية سربا على الحدود مع تشاد اثر كمين تعرضوا له اثناء تتبعهم اثر ابل نهبت الاربعاء من قبل المتفلتين التشاديين .

وكان على رأس المشيعين نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، ونائب والي غرب دارفور الاستاذ التجاني الطاهر كرشوم، والفريق الركن خالد عابدين الشامي نائب هيئة الاركان عمليات، والفريق محمد إبراهيم ممثل الشرطة واللواء أمن أبو عبيدة ميرغني ممثل جهاز المخابرات، ولجنة أمن الولاية.
وحميدتي الذي قدم واجب العزاء لأسر الشهداء طالب المواطنين بضبط النفس حتى تستطيع الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحفظ حقوقهم ، مؤكدا ان حماية المواطنين مسؤلية الدولة لجهة ان الدولة مسؤلة عن حماية حدود البلاد، وقال أن مسألة تكرار الاعتداءات على المواطنين في الحدود السودانية التشادية هي مسؤلية القوات المشتركة وان هنالك قرارات ستتخذ ، موجها المواطنين بعدم التجمهر واتباع الأثر وإنما ذلك مسؤلية القوات المشتركة مشيرا إلى القرارات الحاسمة التي اتخذت بشأن الحدود خلال الاجتماع الطارئ للجنة الأمن والدفاع على ضوء التطورات الأمنية التي حدثت بالحدود السودانية التشادية والتي راح ضحيتها 18 فردا من المواطنين السودانين وعددا من الجرحي.

لجنة أمن ولاية غرب دارفور كانت تتابع عن كثب هذه الاعتداءات وانها اتخذت قرارات بشأنها، مطالبا بضبط النفس واعماء الحكمة، وترك امر حمايتهم للسلطات المختصة.

وعلى ضوء تلك الاعتداءات عقدت لجنة الأمن والدفاع اجتماعا مشتركًا طارئًا بين الخرطوم والجنينة عبر تقنية الزوم برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو مساء اليوم على ضوء التطورات الأمنية
وتم خلال الاجتماع المشترك بين لجنة أمن الولاية ومجلس الأمن والدفاع، بعد دراسة للوضع الأمني التوافق على عدد من التوصيات والقرارات.
وقد ناقش الاجتماع تداعيات الاحداث المؤسفة بمحلية سربا التي قام بها عدد من الجناة التشاديين بهجوم على الرعاة حيث قتل ثمانية عشر مواطنا وجرح سبعة عشر اخرين.

تقدم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو بالتعازي لأسر شهداء أحداث منطقتي بئر سليبة وعرديبة التي وقعت في الأيام الفائتة بولاية غرب دارفور والتي تسببت في إزهاق عدد من الارواح وفقد عدد كبير من الماشية.
وَنقل حميدتي خلال زيارته المنطقة التي وقعت فيها الأحداث تعازي رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبد الرحمن وأعضاء المجلس، وتعازي الرئيس محمد ادريس ديبي رئيس دولة تشاد.
واكد أن هنالك إجراءات أتخذت من جانب حكومة دولة تشاد لاسترداد الأموال المنهوبة والقبض على الجناة،
وقال وجدنا تعاونا منقطع النظير من الرئيس محمد ادريس ديبي، وانه تاسف على عدم حضوره شخصيا لتقديم واجب العزاء على أرواح الشهداء نسبة لوجوده خارج بلاده مشيرًا الى وصول وفد تشادي رفيع للسودان لتقديم واجب العزاء في الشهداء، مؤكدا سعيه لاحلال السلام بين الدولتين لجهة أنهما أشقاء تربطهما علاقات ازلية كاشفًا عن اجتماعات للقوات المشتركة السودانية التشادية في منطقة (برك).

وانتقد الفريق أول دقلو البيان الذي أدلى به ممثل القوات المشتركة من الجانب التشادي مشيرًا الى ان البيان حوى معلومات مغلوطة .
وكشف دقلو عن أن هنالك من يزرعون الفتن بين الأشقاء في الدولتين ويعملون على استغلال هذا الحادث لإرسال رسائل سلبية بهدف الوقيعة بين البلدين واضاف (في ناس شغالين مديدة حرقتني في السودان وتشاد)، مشيراً إلى تقصير الحكومة في حماية الحدود وزاد اللوم بكامله يقع على الحكومة التي فرطت في حدودها وتركتها مفتوحة دون ضوابط، لافتا الى ان القرارات التي أصدرها مجلس الأمن والدفاع في اجتماعه الطارئ المشترك شددت على ضبط الحدود والتعامل بالمثل مع كافة الدول وفي كل الإجراءات واردف منذ اليوم حدودنا سنضبطها بشكل كامل (تاني همله مافي ولا نريد مشاكل).
وأوضح ان الحكومة تعمل على المحافظة على علاقات الجوار وفقا للمصالح المشتركة والاحترام المتبادل حافظا على سيادة الدولتين.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة بصبر وجلد اهل الضحايا مثمنا تعاونهم مع القوات النظامية، مطالبا بضبط النفس والتروي وعدم التسرع والاستجابة لأي استفزاز من اي جهة، مؤكدا ان الحكومة عازمة على عدم تكرار مثل هذه الاحداث وستقوم بحماية الحدود.
كما طالب المواطنين بعدم التستر على اي مجرم او حرامي، مشيرا إلى أن الأمن مسؤلية الجميع وعلى المواطنين مساعدة القوات النظامية لأداء مهمها حفظا للأمن والسلام واردف قائلاً “لا نريد حماية لأي حرامي وان الحرامي محلة السجن”.
وشدد دقلو على أهمية الاهتمام بتعليم الاطفال والشباب من أجل تطور وتنمية المجتمع، وضرورة تطهير وتصفية التفوس من الاحقاد والضغائن والعيش في سلام كأمة واحدة يجمعها الدين والوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى