محمد أحمد الدويخ يكتب : وفاة الصحفي حيدر خيرالله..وتوقف نبض صاحب النفس الطويل

..

أبرز وصايا الراحل : وحدة الصحفيين واتباع نهج التصالح والتمسك بمسمى النقابة.

غيب الموت بالخرطوم عصر الثلاثاء 28 / 6 / 2022.م
الكاتب الصحفي الاستاذ حيدر أحمد خيرالله بعد صراع مع داء الرئة ..وتم تشييع جثمانه بمقابر البحوث الزراعية بمنطقة شمبات بالخرطوم بحري وسط حشود كبيرة من معارفه وزملائه الصحفيين في مقدمتهم زملائه بصحيفة الجريدة التي يكتب عليها مقاله الصحفي وزاويته اليومية الكاتبة (سلام يا وطن) .
وأجمع متحدثون من زملاء الراحل وأصدقائه الذين زاملوه في رحلته الصحفية المليئة بالمصادمات الفكرية والرأي الآخر على مدى (25) عاما أو يزيد بينهم رفيقه بصحيفة الوفاق في التسعينات الاستاذ محي الدين شجر مدير تحرير صحيفة الصيحة الحالي والأستاذ خالد ساتي مدير تحرير صحيفة الوطن أعوام (2004 _2009.م ) حيث كان الراحل من أبرز كتاب الرأي بالصحيفة حينها بجانب مناقشته قضايا الفساد بقلمه الجسور. حيث أجمع هولاء المتحدثون بان الراحل حيدر أحمد خير الله كان من أصحاب النفس الطويل وقد عرف بالقلم المصادم في قضايا الفساد والظلم ..
وقال الاستاذ *خالد ساتي* في شهادته ل(سودان برس) :
إن الراحل حيدر خيرالله عرف بالوداعة والخلق الرفيع ولكن عندما يتعلق الأمر بالحق والعدل والمساواة والحرية يتحول إلى أسد جسور ..وابان ساتي أن انفعالاته تلك في القضايا الكبرى ادخلته في دوامة مع المرض والضغط بجانب فقدانه لعدد من افراد اسرته في الآونة الأخيرة بينهم أقرب إخوته اليه ..وأوضح خالد ساتي أن اعتناق الراحل أحمد خيرالله للفكر الجمهوري والسير على هدى مدرسة الاستاذ محمود محمد طه لم يحجبه ذلك عن صداقاته الممتدة مع كافة المدارس الفكرية والسياسية الأخرى بل تعايش معها بكل ثقة لما يتمتع به الراحل من روح صوفية وثقافة قانونية لازمة فهو من الكتاب الصحفيين المتقشفين غير أن كتاباته عن ملفات الفساد الكبرى جعلته من أكثر الصحفيين السودانيين ارتيادا للمحاكم وهو صاحب الرقم القياسي فب ذلك إذ تميز بالرأي والتحقيقات المصادمة غير انه يعد من أصحاب النفس الطويل في الكتابة ويعد العمل معه نوع من المحبة لما يتمتع به من المهنية العالية.
الجدير بالذكر ان الراحل له ثلاثة من الأبناء وابنتان وتعود جذوره إلى ولاية النيل الأبيض (كوستي) ..ويقام العزاء بمنزل الأسرة بالخرطوم بحري _كافوري جوار ويتا .
عمل الراحل بالعديد من الصحف السودانية على مدى (30) عاما تقريبا منها صحيفة الوفاق مطلع التسعينات وصحيفة الوطن والحرية وجريدة الجريدة آخر محطاته الاعلامية قبل وفاته.
كما تم اختياره مستشارا لحكومة الولاية الشمالية مؤخرا..بجانب كونه أحد أعضاء مسار الوسط وهو من أبرز المشاركين في مفاوضات المسارات باتفاقية جوبا للسلام ..
كما ذكر الكاتب صديق ابوفواز أن الراحل حيدر خيرالله يعد من أبرز الشخصيات التي ساهمت في صياغة بيان وحدة قوى المعارضة وتيار الانتفاضة تحت مسمى (تنسيقية قوى الانتفاضة) بجانب الدكتورة مريم الصادق والمهندس عمر الدقير وذلك قبل الثلاثين من ديسمبر 2018.م
تربطني بالراحل علاقة تواصل امتدت أكثر من عشرين عاما حيث كانت أبرز محطاتها صحيفة الوطن (2004.م) وكان له الفضل في ترتيب اول اجراء مقابلة صحفية لشخصي مع الاستاذة اسماء محمود محمد طه بجانب الاستاذ مصطفى ابو العزائم رئيس تحرير صحيفة الوطن حينها فيما جمعتنا المحطة الأخرى بصحيفة الحرية في معية كبار الكتاب من المفكربن والادباء والشعراء الأساتذة: الحاج وراق ..آمال عباس ..ادريس الدومة..لبنى أحمد حسين..علاء الدين سنهوري(المصحح والعواد) والشاعر والصحفي الراحل سعد الدين ابراهيم وكانت لهم مساجلات فكرية وأدبية تشهد لها أسطح وعمارات السوق العربي غرب فندق بلازا (مقر صحيفة الحرية) حينها..
يذكر ان الراحل ذكر في آخر تسجيل صوتي له حول قضية البلاغ الموجه له من الدكتور مأمون حميدة (وزير الصحة الاسبق بولاية الخرطوم) ذكر الراحل حيدر :
(ليس لدي قضية شخصية مع مامون حميدة رغم مطالبته بتعويض مالي (2) مليار ) وذلك على خلفية مقال صحفي كتبه الراحل حيدر خير الله بعنوان (كن من المنزعحين) ردا على مأمون حميدة الذي صرح ذات لقاء انه غير منزعج للهجرة الكوادر الطبية السودانية للخارج.
فقد كان الراحل صاحب صوت عالي ومسموع يجأر بالحق وتطالب بالعدالة والحرية والمساواة وكانت آخر وصاياه لزملاء الصحفيين :
ضرورة الالتزام بالمسمى التاريخي(نقابة الصحفيين السودانيين ) كما طالب بضرورة وحدة الصحفيين واتباع نهج التصالح وذلك في مقالته المهمة (المسالك الآمنة لأزمتنا تكمن في وحدة الصحفيين).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى