ابراهيم عربي يكتب : (قحت والعسكر) … مراجعة أم تراجع ..؟!

من الواضح أن مركزية الحرية والتغيير (قحت) لم تتعلم من تجربتها السابقة الفاشلة (شراكة الدم مع العسكر) التي حدث فيها ماحدث ..! ، فلازالت (قحت) في غيها القديم تمارس الغش والخداع مع الثوار وسياسة (سواقة الناس بالخلا ..!) . 
وليس العسكر أنفسهم في مأمن من مسؤولية وتبعات حدث ماحدث في ملابسات فض الإعتصام ، علاوة علي التطورات المتواصلة التي صاحبت مواكب المظاهرات المستمرة من قتل وعصابات وتفلتات أمنية ومشاكل قبلية وجهوية وأزمة إقتصادية خانقة في ظل ظروف معيشية قاسية تنذر البلاد بمجاعة في ظل فشل ذريع قد تقود البلاد لتطورات لا تحمد عقباها ..!. 
وليس ذلك فحسب بل نحمل (قحت والعسكر) معا تبعات كافة مظاهر الفشل والفساد والظلم لأكثر من (ثلاثة) سنوات وإفراغ أيقونة الثورة (حرية ، سلام وعدالة) من محتواها ، وتغييب العدالة وإهدار الحقوق ورمي الناس في السجون بالباطل تصفية لخصومة ، تشفيا وكيدا سياسيا ..!.
في الأثناء عادت (قحت) لمغازلة أحبابها العسكر والتودد إليهم هذه المرة بوساطة (أمريكية – سعودية) تحت ضيافة دبلوماسية سعودية وصفت ب(غير رسمية) ، خطوة تؤكد أن قحت غدرت بشركائها أصحاب اللاءات الثلاثة (لا تفاوض ، لا شراكة ، لا شرعية) ، جاءت قحت تبحث لها عن فرصة للتقارب والتوادد مع العسكر ومن ثم الإرتماء في أحضان أحبابها شركاء الأمس لتمارس هوايتها المفضلة (بيع الموية في حارة السقايين) ، لم يخزلها حبيبها الذي أفرد ذراعيه لضمها مرحبا بها وقد إختلطت عنده مشاعر الصدق بالكذب ربما حبا وربما مجرد تمثيل لتجنب خبث حبيبته وإتقاء شرها ومكرها ..!.
ولكننا بالطبع لن ننسى غدر (العسكر وقحت – شركاء الدم) بشباب الثورة الذين تفرق جمعهم مابين قتيل وجريح ومفقود وفاقد للأمل وثائر تعج به الشوارع حراكا متصلا وكثيرهم قد فقد العشم في  حياة كريمة في بلادهم ، منهم من ركب البحر يائسا فارا بجسده إلي عالم المجهول ، ومنهم القليل الذين لازالوا يحلمون بوطن يغنون له (ﺣﻨﺒﻨﻴﻬﻮ ﺍﻟﺒﻨﺤﻠﻢ ﺑﻴﻬﻮ ﻳﻮﻣﺎﺗﻰ .. ﻭﻃﻦ ﺷﺎﻣﺦ ﻭﻃﻦ ﻋﺎﺗﻰ .. ﻭﻃﻦ ﺧﻴﺮ ﺩيموقرﺍﻃﻰ) .
لا اعتقد قحت صادقة فيما ذهبت إليه في مؤتمرها الصحفي التي تسارعت خطواتها إليه بدار حزب الأمة لإمتصاص غضب الشارع قبل أن ينكشف سرها ، فالكذب شيمتها وليس لها في الصدق والشفافية سبيلا ، طالبت (قحت) أصحاب الدعوة (مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقي والسفير السعودي بالخرطوم) طالبتهم بلا خجل بتسوية سياسية مع العسكر تمكنهم من العودة لكرسي السلطة وإقامة حكومة مدنية ديمقراطية كاملة ، ولذلك سموها (علاقة جديدة مع العسكر) وليست ذات الشراكه القديمة قبل 25 إكتوبر 2021 ..!.
بالطبع لم يكن مفاجئا لنا أن تغدر قحت برفاقها أصحاب اللاءات الثلاثة  (لا تفاوض لا شراكة لا شرعية) لتجلس لوحدها مع شركاءها السابقين العسكر (شركاء الدم) علي طاولة مفاوضات واحدة مثلها ثلاثيها (البرير ، عرمان ، طه) ومثل العسكر ثلاثيه المعروف (حميدتي ، كباشي ، جابر) ، بررت قحت خطوتها تلك بإنها خطوة راعت فيها المصالح المشتركة مع كل من أمريكا والسعودية ..!. 
أصلا لم تبتعد (قحت) كثيرا عن خطواتها المشبوهة تلك والتي يراها البعض عمالة وإرتزاق لصالح أجندات خاصة تصب في معين الخيانة وتقاطعات المصالح ، وربما لذلك رفضت قحت الدعوات المتكررة لها من قبل الآلية الثلاثية (يونيتامس ، الإتحاد الأفريقي ، الإيقاد) كجهة ميسرة لحوار سوداني سوداني يضم كل السودانيين ، فارتمت بثقلها في أحضان الوساطة (الأمريكية – السعودية) والتي لم تكن بذاتها بديلا للآلية الثلاثية المعتمدة رسميا من قبل مجلس الأمن الدولي لحلحلة الخلافات السودانية .  
بلا شك أن الحوار هو الأساس لحل المشكلة السودانية وليس التخندق خلف اللاءات الثلاثة والتي تعتبر خيارات صفرية وبالطبع ليست رؤية سياسية ثاقبة ، ولكن علي (قحت) أن تتسارع خطاها لتنضم لحوار الآلية الثلاثية ، وأن تقنع قوى المقاومة والثورة بأن الحل السياسي يأتي عبر الحوار وليس الشارع ماهو إلا وسيلة ضغط وقالها ياسر عرمان بكل وضوح ليس لديهم ما يقدمونه للشارع إلا مزيدا من الدماء ..!.
أعتقد قحت توصلت لقناعة بان التضليل والخداع التي ظلت تمارسه أحزابها  الاقصائية (4 طويلة) طيلة مسيرتها فى الثلاث سنوات السابقة للإنفراد بالحكم كان سببا في  الأزمة ..! ، وبالتالي فقدت سندها الذي كانت تكتسب منه شرعيتها الثورية ..! ، قالت الحرية والتغيير (قحت) إنها ستعقد اجتماعاً مع الآلية الثلاثية لتوضيح موقفها الرافض وستدفع برؤية ستسلمها للآلية الثلاثية والمجتمعين الإقليمي والدولي توضح كيفية تسليم السلطة للشعب ، ولكن قبل ذلك يلزم (قحت) إجتماع مهم وربما تم مع شريكها السابق العسكر لكيفية الوصول لرؤية متفق عليها وألا تكون الإنتخابات المبكرة ضمن الخطة .
ولكن في إعتقادي أن الحرية والتغيير (قحت) أدركت خطأها وما قامت به عبارة عن مراجعات بنظرة سياسية ثاقبة لتخرج من كبوتها التي كلفها خسارة حكمها وتحالفاتها مع رفاقها وشراكتها مع العسكر ، فلابد إذا من خطوات متقدمة تقنع لجان المقاومة والشباب بضرورة وحدة الصف إنتصارا للثورة ، وبلا شك إن حدث ذلك فإننا نؤكد أن قحت عادت لصوابها وعليها مراجعة موقفها لأجل الوطن .
الرادار .. السبت 11 يونيو 2022 .

Exit mobile version