الباقر عبد القيوم يكتب : العقيد شرطة آمنة عمر حسن أحمد

IMG ٢٠٢٢٠٦٠٧ ٢٠٠٤٥٣
لا شك أن المحيط الخاص بالمرأة السودانية في مراكز القيادة لا يساندها لتحقيق أهدافها المنشودة ، و قد لا يمكنها ذلك من تفعيل دورها على الوجه المطلوب ، و ذلك لأن البيئة الاجتماعية السودانية النمطية تلعب دورا محورياً في تقليل الابداع المنجز في ظل مساحات شديدة الضيق لا تتيح للإبداع مجالاً ، ولكن نجد في وسط هذا الضيق بعض الإشراقات التي تتيح تحقيق بعض الأهداف و ان كانت خجولة ، و لكن يمكن وصفها بالعظيمة لأن تحديات النجاح هنا تكون عظيمة جداً ، حيث تتشكل في بيئة كثير من الاعمال ظروفاً قاسية لإنجازها ، ففي خضم هذه الصعوبات تتشكل العزيمة لتحقيق مزيداً من الإنجاز لبلوغ الأهداف المخطط لها ، و نجد أن هذه الصعوبات تشكل اللاعب الأكبر في التقدم بصورة أو بأخرى ، و التي من خلالها يمكن إستغلال الفرص المتاحة حسب الظروف لتمكنها من التميز و الابداع و تجعلها تتقدم الصفوف سواء كان ذلك من خلال أدوارها القيادية أو أدوارها العادية . و هذا الرأي يتفق مع ان معظم النظريات السلوكية التي ترى أن القادة العظام يجب ان تتوفر لهم البيئة الصالحة التي يتم فيها تأهيلهم خطوة بخطوة من خلال عمليات متواصلة تدعم إمكانياتهم وتصقلها ، إلا أن في بعض الأحيان تبرز حالات فردية تتمتع بثقة عالية في نفسها ، و تشكل هذه الثقة سلاحها الذي يمكنها به من بلوغ هدفها بكل يسر .

فمن ضمن نساء السودان الفارعات في الطول اللائي يملأن مراكزهن بكل إقتدار و يسعين في رفع رؤوس السودانيين عالياً فخراً بهن ، و كن متسلحات بالعلم و الثقة الزائدة ، فمن ضمن هؤلاء النجيمات الساطعات برزت شخصية العقيد آمنه عمر حسن أحمد تلك المرأة التي تعتبر من أميز أرقام نسائنا الوطنية ، فهي من قلة قليلة برعن في أماكنهن التي كلفن بها ، حيث أنها تعتبر بكل المقاييس عظيمة شأن و متميزة في أدائها و فاعلة في مجتمعها و رائدة في محيطها المهني ، فعلى الرغم من ضيق ماعون القالب الشرطي الذي لا يمكن منسوبي الشرطة من التألق الإبداعي لمحدودية مساحات الحركة المتاحة فيه ، و ذلك تماشياً مع النظم و اللوائح المنظمة له حسب التراتبية الهرمية في صناعة القرارات و التعليمات و تمريها وفق الرتب و الأقدميات ، إلا أن هذه المرأة كانت لها بصمتها ذات النكهة التي تحمل إبداعها المهني الذي بدورة يعبر عن عظمة المرأة السودانية التي تشغل وظائف تتعلق بالخدمة المباشرة للجمهور .

فالعقيد آمنة عمر حسن تحمل السمة العامة لصفات المرأة الحديدية ذات الكيان المستقل في جميع سلوكها المهني، والتي تتميز دائماً بإنجازاتها المتفردة في حدود مكتبها و أحياناً تتخطى هذه الحدود لأجل المساعدة و الإسناد في سبيل تحقيق الجودة الشاملة في سير العمل ، فدائماً نجدها هاشة باشة لكل من طرق باب مكتبها حتى تركت نكهة بصمتها الخاصة بها في أي مكان عملت به ، حيث تعتبر مصدر إلهام و قدوة إيجابية لجميع زملائها و لكل نساء السودان العاملات بشكل عام و ذلك من واقع إمتلاكها لصفات عديدة جعلت منها إمرأة متميزة لكونها أكثر قدرةً على تحديد أهدافها و السعي في تحقيقها ، بالإضافة لكونها تتحمل جميع المسؤوليات التي تُسند إليها بدون ضجر أو إبداء تعب ، ولعل من أبرز صفات هذه المرأة هو حبها لمساعدة كل من قصدها لانها تمتلك روح التحدي في اتمام أعمال الخير و قضاء الحوائج المتعلقة بوظيفتها ، لانها عملياً تقدم للجمهور التعريف الحقيقي لشعار هذه المؤسسة العظيمة الذي يقول (الشرطة في خدمة الشعب) و تقدم هذا الشعار في قالب من ذهب و إن كلفها ذلك عزيز وقتها و عظيم جهدها ، أتمنى من جميع نساء بلادي الإقتداء بها و التعلم من مهاراتها وقدراتها التي إستحقت بها نيل هذه المكانة العظيمة في قلوب الناس .

Exit mobile version