في زيارة مفاجئة وخاطفة بتاريخ الأربعاء 26 مايو 2021م ، قام السيد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، والقائد العام لقوات الشعب المسلحة، بزيارة تفقدية إلى حدود التماس مع الجارتين أثيوبيا وارتريا ، تفقد خلالها القوات المسلحة بالمنطقة العسكرية الشرقية .
كما تفقد المواطنيين بمناطق (حمداييت ، العلاو ، القلابات) وحيًا جموع المواطنيين الذين إحتشدوا لتحيته بمناطق حمداييت والقلابات ، ووجه بصيانة مدرسة الأساس وقسم الشرطة وتشييد نادِ للشباب ، موجهاً باكمال مرافق الكهرباء
كما قام بتقديم دعم مادى لقطاعي الشباب والمرأة ، ولبعص مُواطني القلابات.
جآءت هذه الزيارة عقِب التوترات الأمنية التى شهدتها منطقة القلابات خلال الإسبوع الماضى إثر تغول وتعدى من قِبل مليشيات “الأمهرة” الأثيوبية وإختطافِها لمواطن سودانى من داخل الآراضي السُودانية ، الأمر الذي أدى الى إحتجاجات المواطنيين الذي عبًروا عن غضبهم بتعديِهم على بعض الشاحنات الأثيوبية، وإغلاقهم لمعبر القلابات الرابط مع أثيوبيا ، وذلك قبل تدخل السُلطات ولجنة الأمن بالمنطقة، والعمل على تهدئة الاوضاع وإجلاء الموقف،وإعادة فتح المعبر .
كما تجئ الزيارة متزامنة مع تصريحات عدائية واتهامات أطلقها وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأثيوبي”دمغي مكونن” – كبير صقور الأمهرة المتشددين في حكومة آبي احمد – والذى وجًه إتهاماً للسُودان بدعمهِِ “لجبهة التقراى” الأثيوبية المعارضة ، الأمر الذى نفته الخارجية السُودانية فى بيان رسمى، يأتى ذلك فى إطار تحركات وأدوار، وُصفت مِن قِبل المراقبين ،بسعى قومية “الأمهرا” للإيقاع بين السودان واثيوبيا وإستدراجهم معاَ الي الحرب.
كذلك جاءت الزيارة بعد يوم واحد من رسالة البرهان للرئيس أسياس أفورقي مهنئاً بالعيد ال 31 لبلاده ، والتي سبقتها رسائل من أفورقي للبرهان وزيارات لوفود ارترية في إطار تقارب وتنمية للعلاقات.
نعتقد الزيارة جاءت في التوقيت المناسب، وأوصلت عدة رسائل ، خاصةً “للأمهرا” الساعين للوقيعة و للحرب ، فآخر زيارة للبرهان كانت في نوفمبر 2021م ،
والتى جآءت ذات طابع “عسكرى أمنى” بسبب الإشتباكات التى وقعت مع الجيش الأثيوبى،وإستشهد خلالها ضابط وجنود سودانيين ، بيدا أن هذه الزيارة وبالرغم من التحركات العدائية “للامهرة” قبل إسبوع من الآن، جآءت ذات طابع اجتماعى وتفقداً لأحوال المواطنيين .
كذلك ، أوصلت الزيارة رسالة نافية لإتهامات وزير خارجية أثيوبيا ، بدعم “جبهة التقراى” عبر تلك المناطق الحدودية المشتركة ، وأخرى تطمينية لإرتريا والتى تشهد علاقتها حالياٌ توتراَ متصاعداً مع أثيوبيا ، يحفُها شكوك وهواجس “إرترية أثيوبية” فى وقت واحد ، من دور سالب للسودان تجاه كل طرف ، فالزيارة تقول بأن التقارب السودانى الراهن مع إرتريا المتحالفة مع “الامهرةَ” ضد “آبى أحمد” والتى تسعي لخلق بلبلة بين السودان واثيوبيا لن يكون خصماً على اثيوبيا ، والعكس صحيح.
الجدير بالذكر ، أننا في مقال سابق أشدنا بالتحركات الإيجابية والنوعية التى قامت بها السلطات ولجنة آمن المحلية بالتنسيق مع الجانب الأثيوبي بمدينة المتمة الأثيوبية ، مما كان له الأثر البالغ في تهدئة الأوضاع وفتح المعبر وإطفأ نار الفتنة في مهدها ، وأوصينا بضرورة أن تحذُو السُلطات المركزية فى المركز حذو السلطات المحلية الحدودية ، فبالتالى نعتقد بأن زيارة البرهان تأتي فى ذات الإطار الإيجابي، وبالضرورة أن تحذو الجهات التنفيذية المختصة وذات الصلة في المركز ، حذو السَيد رئيس مجلس السيادة بمثل هكذا زيارات لتلك المناطق الحدودية بشرق السودان لدعم الأمن والإستقرار بها.