تقرير : الحاكم نيوز
في الثاني من يونيو القادم أي بعد أيام تنتهي هدنة رعتها الأمم المتحة بين أطراف الحرب الأهلية اليمنية دامت لشهرين، وسط مساع وجهود لتمديدها لشهرين آخرين، يجري خلالهما تلمس طرف خيط لطرق زسلام شامل ودائم تسعى دول أقليمية وقوى دولية إلى جانب الأمم المتحدة لتحقيقه في هذا البلد الذي انهكته حرب السنوات الثمان المستمرة، منذ انقلاب جماعة الحوثيين المدعومة من إيران على السلطة واستيلائها على العاصمة صنعاء بقوة السلاح في سبتمبر من عام 2014م.
الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن خلفت أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوء في العالم، وتزيد حالى الانسداد السياسي والعسكري من تداعيات هذه الأزمة، فيما تفاقمها تداعيات الازمات الدولية بشكل كبير، ولا مخرج نفي يبدو في نهاية النفق حتى الآن على الأقل، فيما يعول العالم على دول قليلة اثبتت وقوفها دائما إلى جانب اليمنيين، في ك لالمراحب السابقة، والتعويل هنا لايقتصر على الجانب الانساني فقط بل على الدفع بعجلة السلام قُدمان ومن تلك الدول، دولة الإمارات العربية التي تتمتع بحضور فاعل في المشهد اليمني وتحظى بعلاقات قوية مع معظم الأطراف الفاعلةن كما ويحظى حكامها بشعبية كبيرة في الاوساط اليمنية خصوصا على المستوى الشعبي، نظرا لكونها الداعم الانساني الأكبر طوال العقود الماضية لهذا الشعب.
وللإمارات كما يعرف الجميع دور فاعل وقوي وحاضر في مختلف المجالات وفي كل المنطقة، وباتت تمتلك حضورا عالميا واضحا، في مشهد يرده مراقبون كُثر الى محمد بن زايد الذي تولى رئاسة البلاد الاسبوع الماضي، والذي ينظر له منذ فترة بأنه رجل المنطقة القوي والفاعل، وهو إلى جانب ذلك صاحب المبادرات الكثيرة في المكلف اليمني وغيره من الملفات، وقد أكد الرجل فور توليه لسلطة خلفا لشقيقه الراحل الشيخ خليفه بن زايد استمرار اهتمام أبوظبي بدعم اليمن في كل المجالات.
الإحصائيات الإماراتية الرسمية تشير إلى قرابة ثلاثة وعشرين مليار أنفقتها الإمارات في مواجهة تدهور الوضع الإنساني. أنفقت هذه الأموال على شكل مبادرات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إعادة الحياة إلى المحافظات المحررة اليمنية والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، مثل تزويد المحافظات اليمنية بمحطات كهربائية وشحنات وقود لهذه المحطات وصيانة لمحطات المدمرة، وإصلاح المؤسسات التعليمية والصحية، وتشيد المدن السكنية للأسر الفقيرة وإغاثة الملايين من اليمنيين خلال سنوات الحرب الماضية، أخرها إغاثة قرابة سبعة ملايين يمنيين في ست محافظات يمنية في مارس الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، حضر الهلال الأحمر الإماراتي في جميع المحافظات اليمنية، هذا غير الحضور الإماراتي في دعم المنظمات الأممية العاملة في اليمن. في 2018 قالت التقارير الأممية إن الإمارات كانت أكبر شركاء العمل الإنساني في اليمن، مضاف إلى ذلك، إعلان أبوظبي دعم الاقتصاد اليمني بمليار دولار في إبريل الماضي، غداة تدهور قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
لعبت هذه المساعدات والمبادرات دورًا كبيرًا في التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية ومنعت اليمن من الانزلاق إلى المجاعة التي وقف على عتباتها كثيرًا خلال السنوات الممتدة من عام 2015 وحتى 2022، وتحدثت عن ذلك الأمم المتحدة، أعني عن هذه المجاعة وعن المساعدات أيضا.
وفقًا ما يبدوا واضحًا، تنظر الإمارات بأهمية كبيرة إلى العلاقات اليمنية الإماراتية وبالتالي، تحاول مساعدته للنهوض من الوضع المتردي الذي يعيشه. وهي مساعدة طبعًا ليست مقتصرة على الجانب الإغاثي والتنموي، بل على الجانب السياسي. استثمرت العلاقات الكبيرة التي تملكها مع الأطراف اليمنية لمساعدة الجهود الأممية لإيقاف الحرب والدخول في عملية سياسية تفضى إلى حلٍ شاملٍ للأزمة، وأيضا استثمارها في حلحلة الخلافات التي ضربت معسكر الحكومة اليمنية عام 2019، إذ رعت إلى جانب المملكة العربية السعودية اتفاق الرياض الذي أنهى التوترات بين المكونات اليمنية وكان قد تطور إلى مواجهات عسكرية.
العلاقة الإماراتية اليمنية بلا شك استراتيجية وتاريخية وممتدة منذ خمسة عقود، وهذا هو انعكاس هذه العلاقة. ولعل هذا السبب الذي يشير إلى اختيار مجلس القيادة الرئاسي اليمني العاصمة الإماراتية أبوظبي لتكون المحطة الثانية بعد الرياض في زياراته الخارجية، والتقى هناك بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين. تستثمر هذه العلاقات في الأثناء في مساعدة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروند برغ للدفع بالجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية إلى الأمام، ويعول عليها في النجاح عند النظر إلى العلاقات المتميزة التي تجمع الإمارات مع جميع الأطراف اليمنية ليس من الآن فقط، بل منذ تأسيس العلاقات اليمنية الإماراتية.