من أعلي المنصة – ياسر الفادني – منبرا للرأي ومجهرا

كنت حضورا ومعي مجموعة أنيقة من الصحفيين والإعلاميين مستمعين ومناقشين لحالة الراهن السوداني في شكل لوحة رسمها شباب الإعلام بحركة المستقبل للإصلاح والتنمية بمركز الحاكم للخدمات الصحفية الذي يتربع علي عرش الساحة الإعلامية الخبرية والمنشطية وفي قاعتهم الأنيقة ، المنبر الإعلامي الذي تم فيه التشخيص لمرض الراهن السياسي شارك فيه سياسيون ضالعون ودبلوماسيون وخبراء في القانون الدولي ، هذا المنبر في إعتقادي أنه وضع روشتة لتطبيب ومعالجة الوباء السياسي الذي إستشري و حدد جرعات قوية فليت حكامي يسمعون … وليتهم يلتفتون… وليتهم يتناولون هذا الدواء الناجع ….

حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية بلا شك يعتبر من الأحزاب التي ولدت بأسنانها ووضعت أرجلها في الساحة السياسية بثبات وهو حزب واعد و له مستقبل قادم بخطوات منتظمة ، حضرت له من قبل عددا من المناشط في مجالات مختلفة في القانون وفي العمل الإجتماعي ومجالات أخري كثيرة ، ما أعجبني أن نشاط هذا الحزب يخطط له وينفذ فعالياته مجموعة من الشباب والشابات أصحاب الدماء الحارة بنشاط يشبه حركة النحلة وسكناتها التي تكاد تنعدم ، فيه الترتيب المحكم والدقيق فهم بلاشك يستحقون هذا الثناء وهذا التبجيل

لعل طريقة الإشراف علي هذه البرامج داخل الحزب يظهر فيها لمسات سياسيون في قيادة الحزب لهم خبرات متراكمة في العمل السياسي والإجتماعي وفيهم مخضرمين عركوا ساحات المعارك السياسية رأيا وتصويبا ويصرون في السير في قضيب الرأي المستنير والنصيحة المقشرة التي تكون جاهزة للآكلين أي بمعني يعرفون تماما كيف تحرز الأهداف بتمريرات (مَقَشَّرة) للحكام يضعها الهداف الحاكم في مرمي الشباك بفن وفي روعة وسط تصفيق الجمهور كما يقال بلغة أهل المستديرة أو الكورة أو المجنونة !

الذين تحدثوا جلهم أضافوا إضافات تكاد تكون ذهبية منهم من إستعرض دور بعثات الأمم المتحدة وتجربتها في بعض الدول والتي لم تخلف غير مزيد من التشظي ومزيد من هتك النسيج الإجتماعي وشيطنة مكونات سياسية علي حساب أخري وحجم الدمار الذي خلف ولا زال ، تحدثوا باستفاضة عن مبادرة (فولكر) التي جاءت مشوهة باقصاءها لبعض الأحزاب السياسية التي لها وزن وقاعدة وضربت بها عرض الحائط في خرق للعرف الدبلوماسي والسياسي في خطة لوضع مسودة لمبادرة فيها ذات الوجوه القديمة وذات الشخوص والنكرات التي لم نعرف لهم غير الفشل في تجربتهم السابقة التي لازال الوطن يَجْتُر مراراتها كل حين وعلقما ظل عالقا في حلق الشعب السوداني إلي الآن مما سبب له الغُصة و ( أبو الشِهِيق المستمر ) ، مبادرة فولكر التي إن خرجت علي العلن سوف تخرج كالعجوز التي أجريت لها عمليات كثيرة محاولة لتجميلها ارهقت خبراء التجميل واخيرا (تُمَشَط…. لكن بِقَمْلِها ) !

المنبر وضع خارطة للخروج من عنق الزجاجة وهو ترتيب الأولويات السياسية وفق رؤية يتفق عليها الجميع دون إقصاء ، ورفض كل البضاعة السياسية التي تاتي من الخارج والتي تحمل الألوان الزاهية لكن في داخلها يدس السم الذي يفتك بجسم هذا الوطن ، المنبر ثمن المجهودات الدولية التي تدعم خط الاستقرار السياسي في هذا البلاد بالرأي المستنير وتقريب وجهات النظر لكن التدخل في شؤون البلاد أمر غير مقبول

اتمني من كل الأحزاب السياسية أن تتبع هذا النهج وتقيم مثل هذه المنابر لعكس الرأي والرأي الآخر والمشاركة في علاج الأزمة السياسية السودانية كذات المنابر التي ظل يعقدها حزب حركة المستقبل وتبث صورة وصوت للرأي العام ولا تكون منابرها عبارة عن مغردين في الأسافير المختلفة ينهقون كالحمير دون كوابح صوت و دون إطلاق كلمة ( هُش ) ! علما بأن أنكر الأصوات هي صوت الحمير ! ، ولا يشبهون انفسهم بالخيول التي تركض سريعا دون لجام ينظم سرعتها واتجاهها وإن أرادوا صهيلا ينهقون !

منبرا للرأي ومجهرا ماتم استخلاصه من هذا المنبر الصحفي الدسم والذي برع في إخراج ملخصه وتلاوته مقدم المنبر الإعلامي الشاب الإعلامي القادم بقوة المذيع محمد العبيد
أتمني أن تصل مخرجات هذا المنبر من يحكمون وأتمني أن يلقي حظه من النزول بما جاء فيه واقعا ، إن حدث ذلك سوف نمشي في الطريق السوي وإن لم يحدث ذلك لا نجد إلا أن نقول :
اسمعت إذ ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى