م.صلاح غريبة : السلام والتعافي بشكل أفضل من أجل عالم منصف ومستدام

شئ للوطن

م.صلاح غريبة :

السلام والتعافي بشكل أفضل من أجل عالم منصف ومستدام

يُحتفل باليوم الدولي للسلام في جميع أنحاء العالم في 21 سبتمبر من كل عام. وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم باعتباره يومًا مخصصا لتعزيز مثل السلام، بحيث يتلزم العالم باللاعنف بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة.

في عام 2021، بينما نتعافى من جائحة كوفيد – 19، نشعر بالإلهام للتفكير بشكل إبداعي وجماعي بشأن كيفية مساعدة الجميع على التعافي بشكل أفضل، وكيفية بناء المرونة اللازمة، وكيفية تحويل عالمنا إلى عالم أكثر مساواة، وأكثر عدلا وإنصافا وشمولا واستدامة وصحة.

وذكرى اليوم الدولي للسلام، يعيدنا لجرد حساب لمراحل ما بعد اتفاق جوبا لسلام السودان في أكتوبر ٢٠٢٠, واين وصلنا حتى الآن في تنفيذ بنود هذا الاتفاق، والمتبقي منه.
ظل السودان يعيش منذ نهاية العقد الخامس من القرن الماضي حروبا أهلية حصدت أرواح أكثر من 4 ملايين شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.

ورغم انحصار الحرب منذ 1955 في جنوب السودان الذي انفصل وفقا لمقررات مؤتمر نيفاشا وكون دولته المستقلة في العام 2011، إلا أن نطاقها الجغرافي بدأ في الاتساع مع مطلع الألفية الحالية ليشمل مناطق عديدة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ما أدى إلى إهدار كم ضخم من الموارد وتسبب في خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 600 مليار دولار ،إضافة إلى خلق حالة من الغبن الاجتماعي

وحسب متابعتنا لمجريات الامور، كنا نتوقع استخدام السلام على نحو استراتيجي وليس تكتيكي لرسم ملامح جديدة، وإيجاد كتلة قوية فاعلة وداعمة للمرحلة الانتقالية، مع التركيز على تحسين معاش الناس وتحسين الاقتصاد والاتجاه نحو إعادة الوجه المنتج للريف السودان، بحكم أن تم إنجازه في قضية السلام ساعد في تحريك جبل كامن، وان وجود عدد من حركات الكفاح المسلح مجتمعة في اتفاق واحد للسلام لم يستطع النظام السابق تحقيقه في ثلاثين عاما

وختاما وضمن منظومة السلام ، وتداعيات جائحة كورونا، اشير لدعوة الأمم المتحدة من جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لمنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد إلى الاحتفال باليوم الدولي للسلام بصورة مناسبة، بما في ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور والتعاون مع الأمم المتحدة في تحقيق وقف إطلاق النار على النطاق العالمي.
وبحكم أن جائحة فيروس كورونا يصيب الفئات المحرومة والمهمشة أكثر من غيرها. وبحلول نيسان/أبريل 2021، تلقى أكثر من 687 مليون شخص جرعات لقاح كوفيد – 19 على مستوى العالم، لكن أكثر من 100 دولة لم تتلق جرعة واحدة. كما أن الأشخاص المحاصرون في النزاعات معرضون للخطر لإنهم يفتقدون خدمات الرعاية الصحية.

وتماشياً مع دعوة الأمين العام في مارس الماضي لوقف إطلاق النار على مستوى العالم، أصدر مجلس الأمن بالإجماع في شباط/فبراير 2021 قرارًا يدعو الدول الأعضاء إلى دعم وقف إنساني مستدام للنزاعات المحلية. ويجب مواصلة احترام وقف إطلاق النار على الصعيد العالمي لضمان حصول الأشخاص المحاصرين في النزاع على اللقاحات والعلاجات الضرورية للبقاء.

مع ملاحظة أن ترافق ظهور الوباء مع تصاعد في وصمات العار والتمييز والكراهية، التي تزيد كلفة الأنفس: فالفيروس يهاجم كل ذلك دون الاهتمام بالمكان أو العقيدة. وفي مواجهة هذا العدو المشترك للبشرية، يجب أن نتذكر أننا لسنا أعداء بعضنا بعضا. ولكي نتمكن من التعافي من الدمار الذي أحدثه الوباء، يجب أن نحقق السلام في ما بيننا.

وعلينا أن نحقق السلام مع الطبيعة. فعلى الرغم من قيود السفر والإغلاق الاقتصادي، فإن تغير المناخ لم يتوقف مؤقتًا. ما نحتاجه هو اقتصاد عالمي أخضر ومستدام ينتج فرص عمل ويقلل الانبعاثات ويبني القدرة على الصمود أمام تأثيرات المناخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى