موازنات – الطيب المكابرابي – كذبة الربيع العربي

الخرطوم الحاكم نيوز
بداية بتونس أثر قضية شاب تونسي منعته البلدية بيع مايسترزق به انطلقت شرارة ماعرف لاحقا بثورات الربيع العربي وهي ثورات وحراك أسقط حكاما في عدد من بلدان عالمنا العربي ولم يستثن الا القليل..
هذا الحراك الذي شمل الجزائر وليبيا ومصر واليمن وسوريا واخيرا السودان لم ينتج حكما راشدا في كل تلك الدول الا واحدة أو اثنتين فقط بل تفككت تلكم الدول وباتت مهددة بالانقراض والزوال ولم تشهد الاستقرار السياسي مطلقا وبالتالي لم تشهد استقرارا اقتصاديا ولا تنمية ولا يحزنون..
تونس الدولة التي انطلقت منها شرارة الربيع العربي بدأت الان العودة إلى النظام القديم أو على الاصح الإبتعاد عن كل ما افرزته تلك الثورة من حكم ومؤسسات..
في تونس حدث انقلاب على الوضع القائم بإعلان الرئيس حل البرلمان واعفاء الحكومة واعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد…
بعض التونسيين يتهم فرنسا بالوقوف وراء هذا الذي يحدث مفسرين الخطوة بانها تمهيد للعودة الي الآنظمة الحاكمة ماقبل الربيع ولهم ادلتهم على ذلك من بينها ان جميع الاعمال تقريبا كانت معطلة وان العاملين لم يتقاضوا اجورا منذ حين وان الكمامات لم تكن تفارق وجوه الناس قبل حدوث هذا الانقلاب ولكن وبمجرد ان حدث هذا التحرك ٨لع الكل اغطية الوجه وعادت بعد إعلان حل الحكومة وتعطيل البرلمان اكبر مؤسسة لإنتاج الفوسفات الي العمل وقد ظلت معطلة منذ مغادرة بن علي.
مايحدث في تونس وكيفماكان ومن كان من يقف وراءه يدل دلالة قاطعة على أن كل ثورات الربيع العربي لم تحقق النجاح ولم تستطع تلبية رغبات الشعوب في إيقاف التدهور الذي تشهده تلك الدول ولم تحقق رفاهية ولاتنمية بل زادت الأمور تعقيدا بخلقها مشاكل جديد تمثلت في تدهور كبير في قيمة عملات تلك الدول وتدهورا اكبر في الحالة الأمنية وازداد الفقراء فقرا وتوقفت عجلة نمو الغني لدى الاغنياء تبعا لتوقف الاقتصاد والانهيار..
ليس غريبا ان تعود الدول الي نظام حكم كانت تتحاكم اليه وليس عيبا ان تتراجع بعض القوى عن تبنيها أفكار لم تجدها ذات نفع وجدوي على الواقع بعد ان كانت تراها مخرجا من كل الازمات ولكن…
ماينبغي الانتباه له هو العودة بنظام قد تطور وقد تخلص من كل سوءاته ومساوئه ومن كل مجرم ومفسد وفاسد ومن كل حاشية لا تجيد الا التطبيل وترضى بالقليل..
ننتظر ان تعود تونس وكل دول الربيع العربي الي ماكانت عليه من استقرار وامن ومسيرة تنموية برغم مافيها من بطء ومايصاحبها من فساد فالأفضل ان يكون هناك شئ بدلا من اللاشئ الذي تشهده كل هذه الدول التي توشك على الزوال…

وكان الله في عون الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى