ابراهيم عربي يكتب : ماذا لو إتحد دارفور ..؟! (2  – 3)   

ماذا لو إتحد دارفور؟ شعار أطلقته منظمة شباب من أجل دارفور منذ أن بدأت فكرة فوجدت القبول والاستحسان من قبل الشباب ، فتوحدت رؤيتهم حولها فتواثقوا عليها مبادرة جمعت الخريجين والطلاب والعاملين بالخارج والداخل للمساهمة في نهضة دارفور وبالتالي النهوض بالوطن السودان ! .
فتعاظمت الفكرة وإنعقدت عليها نية الشباب بالعزيمة والهمة وقوة الإرادة بمختلف مكوناتهم بالداخل وبدول أوروبا وأمريكا وبقية دول العالم ، وسرعان ما أصبحت المنظمة واقعا في مايو 2020 منظمة طوعية أهلية بلا لون سياسي ولا توجه قبلي لأجل نهضة دارفور ، تجاوزت عضويتها (198) ألف عضو في (56) دولة حول العالم وبالطبع بداخل الوطن ، ولازالت طلبات العضوية تتدفق للإنضمام للمنظمة وهي مفتوحة لجميع أهل دارفور.
ولكن هل حقا يمكن أن يتحد أهل دارفور لا سيما الشباب ؟! وهو الخاسر الأول إزاء التناحر والصراعات القبيلة التي أودت بحياة نفر كريم منهم وبل أطاحت بمقدرات الشباب نفسه وبالتالي قضت علي أحلامهم المستقبلية !.
قطعا لم يكن طريق النجاح ممهدا تماما أمام الشباب ولم يكن مفروشا بالورود هكذا ، بل فيه الكثير من التحديات والعقبات والمتاريس والمثبطات ولكنها ليست عصية أمام همة الشباب العالية ، وإذ يمكن حلها والتغلب عليها بجهد الشباب بقوة العزيمة والتجرد ونكران الذات لأجل خدمة دارفور خاصة والوطن عامة أرضا ومجتمعا ، ، كيف لا فالشباب هم الحاضر وكل المستقبل .
ولكن يظل المطلوب في سبيل تحقيق ذلكم الإتحاد كثيرا ، فلابد من التجرد لأجل أن يكون الإتحاد واقعا ، بعيدا عن الأنانية وحب الذات ، والإبتعاد تماما عن القوقعة القبيلة والجهوية والعنصرية البغيضة وتحرر العقول من عقدة الدونية والتبعية ، فلابد من تحررالشباب من الإحباط ورواسب الماضي القريب والبعد التي أدت لتلكم النتيجة العكسية التي آلت إليها الأوضاع في دارفور ..! 
لكل ذلك إنطلقت منظمة شباب من أجل دارفور واقعا بكم ولأجلكم دون عزل لأحد أو فئة دون أخرى ، ولذلك كله جاءت الخطة الخمسية للمنظمة (2020 – 2026) بولايات دارفور الخمسة يتم من خلالها تنفيذ مشروعات تنموية وخدمية ومجتمعية .
وبلا شك أن كل أهل دارفور شركاء في منظمة شباب من أجل دارفور بالأصالة وواجب المنظمة خدمتهم بمختلف إثنياتهم وتعدد مشاربهم وتباين آيديلوجياتهم ، وليس ذلك فحسب فإن كافة عوامل النجاح متوفرة من خلال المشتركات والملتقيات بين الشباب إن حسنت النوايا وتلك تجعل الإتحاد ممكنا ولكن التحدي أمامهم أيضا كبيرا كيف يمكن إستثمار تلك الفرص سانحة لمصلحة ذلكم الإتحاد المنشود ؟! . 
بالتالي لابد لنا من الإجابة علي الأسئلة من نحن وماذا نريد ولماذا جئنا ؟ وكيف نصل لتنفيذ ما نريد ؟! نحن قوم إتحدنا أن منظمة شباب من أجل دارفور وجهتنا وهي قبيلتنا وهي حزبنا وهي وعاءنا الجامع بلا عصبية وبلا عنصرية ، نسعي لجمع كل مكونات دارفور داخل هذا الوعاء الجامع لأجل تحقيق أهداف المنظمة التنموية الخدمية ، وبالتالي لابد لنا من الجلوس مع كافة الأعيان والقيادات الدارفورية (بلا خيار وفقوس) لا سيما المركزية والإقليمية منها بغض النظر عن مواقفنا الخاصة تجاههم أفرادا أو جماعات أو تباين مواقفنا أوإختلاف توجهاتنا أو تضاد رؤانا أو تقاطعات مصالحنا الخاصة ، فالمنظمة جاءت تعمل للجميع من أجل الإنسان والإنسانية أينما كان وكيفما حل وهو المستهدف بتقديم الخدمة ، ولذلك لابد من الإنطلاق نحو التكامل والتنسيق مع الجهات ذات الصلة والإختصاص من وزارات ومؤسسات ومنظمات وهيئات محلية وإقليمية ودولية لأجل تحقيق اهداف منظمة شباب من أجل دارفور (مشاد) .
نواصل ….
الرادار .. الإثنين .. الخامس من يوليو 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى