من أعلي المنصة – ياسر الفادني – نعلات من طين !

الخرطوم : الحاكم نيوز

رؤساء الدول عندما يريدون أن يلقوا خطابا لشعبهم اولا تضج وسائل الإعلام المملوكة للدولة وغيرها ،ويترقب الشعب ويترقب إصلاحات جديدة وإنجازات جديدة يرتب لها او بدأ التنفيذ فيها خطابات تحمل بشريات لأمل جديد قادم ، إلا نحن والحمد الله في السودان ،رئيسنا يصمت دهرا …وينطق صفرا ! كلاما (ساكتا) كما ذكر المرحوم أبو القاسم محمد ابراهيم.أيام حكومة نميري حينما القي خطابا قال فيه : إن ثورة مايو ليست كلاما ساكتا ! ، خطاب لا يستفاد منه البته ،ليس فيه معالجات وليس فيه بشريات إنما هو حديث العاحز ،وهمهمة الفاشل ،وخطاب يذكرني بأسلوب الشريف الرضي في شعره ،شعر الحسرة والبكاء علي اللبن المسكوب ،بل يذكرني بقصيدة الحلزونة التي ألقاها عادل إمام في فيلمه مرجان محمد مرجان !

مكشن بلا بصلة ! و(ام جللوا) هو خطاب حمدوك الذي تلاه بالأمس لا طعم فيه ولا رائحة ولا جمال ، خطاب لم يطرح فيه معالجات لهذا الوضع الاقتصادي المنهار ،والوضع الاقتصادي الذي بلغت فيه نسبة التضخم ٣٨٧،٧ في المائة، الاقتصاد المتكلس الذي ظل يعتمد علي الهبات الاجنبية والقروض التجسيرية ، لم يوضح حمدوك معالجته للازمة السياسية في البلاد قاطبة واكتفي بحاضنته التي تتكون من أحزاب وكيانات لا يملؤون بصين ، لم يتحدث حمدوك عن الخوازيق التي ركبناها وهي كثيرة وكيف نزعها او معالجتها، لم يتطرق للحرب التي يقودها جيشنا في الفشقة ،لم يتحدث عن الانفلات الامني الذي استفحل في دارفور والتفلتات الأمنية التي ظهرت في العاصمة وماجاورها وكيف يكبح جماحها ،
حمدوك بخطابه الذي القاهو بالأمس البسنا (نعلات من طين) وأراد أن يوهمنا هي ماركات عالمية جيدة ،نعلات من طين كل تذوب وتتلاشي عندما ندخل ارجلنا في الماء ، وإن لم تذوب تتساقط من الجري وراء لقمة العيش حينها نكون (حفايا) وقريبا جدا إن أستمر الحال سوف نكون عرايا……

أنا حقيقة أستغرب جدا في شخصية حمدوك ، حمدوك يدرك تماما أن كل الشعب يصفونه بالفشل هو وزمرته ، سمع الكلام دا وفات (اضانوا لي غادي)ولم تحدثه نفسه بالاستقالة ،لا أدري هل هي( تقلة دم) ؟ ام( جلدو تخين) ؟!…، حتي الذين هم معه عسكريون كانوا ام مدنيين اعترفوا بالفشل فلماذا لايعترف هو به ، هذه البلاد لاتحتاج لخطابات مكتوبة ومدبجة من أفراد ،وهذه البلاد لايحتمل شعبها السواقة بالخلاء التي شبعنا منها حد التخمة ، كفانا كذبا وكفانا ضياع للبلاد والعباد ،وكفاكم حمدوك ومن معه ولا نقول .. إلا تسقط بس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى