محمد إدريس يكتب : الجنرال نمر.. من كوبر السجان إلى فاشر السلطان..!!

 

في أخبار الأمس وانفاذا لإتفاق السلام حمدوك يعين ثلاثةولاة لشمال وغرب دارفور والنيل الأزرق،اللافت أن أسيرا ومقاتلا كبيراً ضمن الثلاثة هو الجنرال ( نمر عبدالرحمن) مؤسس حركة وجيش تحرير السودان المجلس الإنتقالي،ولمن لايعرفون (نمر) هو قليل الظهور في الإعلام وثيق الصلة بالنازحين والأرامل وضحايا الحرب.

 

من كوبر السجان يذهب واليا إلى فاشر السلطان أو من الأسر إلى القصر.. وفي الآونة الأخيرة لم يعد الناس يحفلون بفرمانات التعيين.. فحكومات تجي وحكومات تفوت..وأوضاع الشعب تزداد شظفا ومعاناة.. لكن في حكاية ورحلة نمر قصص وعبر لعدالة السماء التي ساقته من مقصلة الإعدام إلى كبير مفاوضي الحركة في جولات التفاوض ثم واليا لشمال دارفور والفاصل الزمني بين هذه التداعيات أربعة أعوام من ٢٠١٧ إلى ٢٠٢١..مرت خلالها أحداث وتطورات كثيرة تغيرت فيها المعادلات.. إلا أن الجنرال لاذ بمقولة الفيلسوف الروسي تولستوي أقوى المحاربين هما الوقت والصبر..!

 

عدة أسباب دفعت أهالي دارفور إلى الاحتفاء والاحتشاد بهذا الاختيار في مقر الحركة بالمقرن مساء الأمس أولها أن الجنرال منذ أن عاد من جوبا ضمن وفد المقدمة في نوفمبر الماضي كان ومايزال لصيقا بالنازحين واللاجئين في أماكنهم.

 

الصدق والتجاوب بينه وبين جماهير دارفور كقائد شعبي وجنرال ميداني أكثر من كونه سياسي يحزلق اللغة ويطنب في الشعارات الإنشائية.. جعله يصمم برنامج اسعافي سريع لقضايا شمال دارفور في رتق النسيج الاجتماعي توفير الأمن القضاء على خطاب الكراهية تحقيق العدالة .. تعزيز قيم العمل والإنتاج بالاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية وربط حركة التعدين بالقنوات الرسمية.. الطريق لن يكن مفروشا بالورود
إلا أن الإرادة متوفرة بحجم الارادة التي قهرت الميدان والأسر والتفاوض.!

 

مطلوب من نمر ورفاقه،العمل بروح المحاربين وأخلاق الأبطال، وأن يكون السلام مدخلاً للتسامح والمصالحة الشاملة وتناسي المرارات والتخلص من الميراث الثقيل للنزاعات الأهلية التي أحرقت دارفور،هذه المصالحة قوامها إعداد المجتمع وجبر الضرر والتعويضات إلى أقصى حد وفتح أبواب المستقبل وادماج الجميع في بوتقة قومية..
وصولاً إلى واقع جديد وسودان متحضر..!!

وسينسي الناس أحزان القرون..
وسينسون السلاسل والمقاصل
والمنافي والسجون..
وسنكسو الأرض يوما بالزهور..
وستاسو الفرحة الكبرى جراحا في الصدور..
عندما يأتي الربيع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى