كبد الحقيقة – د.مزمل ابو القاسم – بل يليق به تماماً

الخرطوم الحاكم نيوز

* عندما رفع نادي المريخ دعواه التحكيمية الشهيرة إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) في مدينة لوزان السويسرية، ليستأنف بها قراراً ظالماً أصدرته لجنة الاستئناف بالاتحاد السوداني لكرة القدم في قضية مريخ الفاشر الشهيرة، خرج علينا الدكتور كمال شداد، رئيس الاتحاد ليصف القضية (بالعبث الإداري والمالي والونسة الفارغة)، متخذاً منها مثالاً على ضحالة المستوى الذي تدار به الأندية السودانية.
* مرت الأيام وتحولت الونسة الفارغة والعبث الإداري والمالي إلى أشهر سابقة قانونية دولية في تاريخ الكرة السودانية، حيث تعرض فيها الاتحاد إلى إذلال غير مسبوق، عندما أوسعته المحكمة نقداً وتقريعاً، واستهجنت الطريقة غير المسئولة التي تعامل بها مع أكبر وأشهر محكمة تحكيم رياضي في العالم، قبل أن تنقص قراره وتنصف المريخ وتنصبه بطلاً لدوري 2018 بجدارة.
* مارس المريخ حقاً كفله له القانون، وحفظه له النظام الأساسي للاتحاد، ولائحة مسابقة الدوري الممتاز نفسها، حينما نصا على جواز استئناف القرارات الصادرة من الاتحاد إلى هيئة التحكيم الوطنية أو محكمة التحكيم الرياضي الدولية.
* لم يكن هناك ما يستدعي وصف ما فعله المريخ بالعبث، ولم يكن هناك ما يستوجب السخرية من القضية، لكن الغرور الأجوف، وادعاء احتكار المعرفة، ومحاولة الظهور بمظهر الخبير العارف بالقوانين الدولية دفعت رئيس الاتحاد إلى التعريض بالنادي الكبير، بدلاً من الإشادة به لأنه احترام القانون، وسلك طريقه بمنتهى الرقي والتحضر.
* العبث الحق يحدث في المسابقات الكبيرة التي ينظمها اتحاد الفساد والفشل والذريع، ودونكم ما وقع مساء أمس الأول، عندما شهدت انطلاقة الجولة الثالثة من الدورة الثانية للدوري الممتاز فضيحة مدوية تسببت في تأجيل مباراة ديربي الفاشر بين مريخ الفاشر وهلال الفاشر، والتي كان يفترض أن تقام عصراً بملعب دار الرياضة بأم درمان.
* حضر الفريقان إلى الملعب وانتظرا خارجه مع حكام المباراة وقتاً طويلاً، بعد أن وجدا بوابات الإستاد (الأثري) مغلقة بالضبة والمفتاح.
* حدثت تلك السقطة المدوية بسبب نزاع مالي حدث بين الاتحاد السوداني واتحاد الخرطوم المحلي، وكان رئيس لجنة المسابقات الفاتح باني حاضراً لفصول المهزلة غير المسبوقة..
* تم تأجيل المباراة نتاجاً لإغلاق بوابات الملعب، ليصف رئيس القطاع الرياضي بنادي الهلال الفاشر الأمر بالمحيِّر، في تصريحات صحافية قال فيها: (حضرنا إلى الملعب وفق الاتفاق الذي تم خلال الاجتماع التقليدي للمباراة، ووجدنا الملعب مغلقاً، وبعد فترة حضر الفاتح باني رئيس لجنة المسابقات وطالب بكسر أقفال الباب والدخول إلى الملعب عنوةً، ووجدت تلك الخطوة معارضة كبيرة من مسؤولي ورواد الدار)!
* أردف إداري هلال الفاشر قائلاً: (نسأل الاتحاد العام.. أين دوره في الإعداد للمباراة، كما أن التأجيل المفاجئ يضر بالفريقين، ونحن لسنا معنيين بفشل التنسيق بين الإتحاد العام واتحاد الخرطوم المحلي).
* بدوره وصف أسامة التجاني عضو مجلس إدارة نادي المريخ الفاشر ما حدث بالاستهتار الواضح من قبل الاتحاد العام، لكون جميع أسباب قيام الجولة توافرت، حيث حضر المراقب وحضر الفريقان وحضر طاقم التحكيم وفق الاتفاق الذي تم في الاجتماع التقليدي.. وقال: (نتعب ونصرف ونعمل ونجتهد، وفي الأخير نأتي لنجد الملعب مغلقاً، لغياب التنسيق بين الاتحاد العام واتحاد الخرطوم، ونتساءل لماذا تتكرر مثل هذه الأحداث مع أندية الفاشر تحديداً)؟
* في ختام حديثه لقناة الملاعب وصف أسامة التجاني ما يحدث في الدوري الممتاز هذا الموسم بأنه لا يليق بشخصية تأريخية كشخصية الدكتور كمال شداد ولا يليق بمسيرته الرياضية المعروفة!
* نقول للسيد أسامة إن ما حدث لهم يشبه شداد ويليق به وباتحاده الفاسد الفاشل.
* قبل مباراة ديربي الفاشر اضطر الاتحاد إلى تأجيل مباراة المريخ وحي العرب الدورية بسبب عدم جاهزية المولد الكهربائي الملحق بإستاد المريخ، وقد تم تعليل العطل بأن المولد (جاري هوا)!
* اتحاد شداد هو (الجاري هوا)، وليس المولد.

* اتحاد فاشل وفاقد للكفاءة والخبرة والرغبة في الإجادة.
* اتحاد مستهتر، لا يحترم أنديته ولا مسابقاته، ولا جديد في فشله وسوء تدبيره، لأنه أخفق في تنظيم بطولة الدوري الممتاز للموسم الثالث على التوالي.
* أصر على تشويهها بتنظيمها بطريقة المجموعتين في موسم 2018 فأنتج واحدةً من أضعف نسخ البطولة، ثم كابر وأعاد الكرَّة مرةً أخرى ونظمها بالطريقة نفسها في موسم 2019 فاضطر إلى كلفتتها في خواتيمها، وعندما عاد إلى صوابه ونظمها بطريقة الذهاب والإياب في الموسم الماضي فشل في تجويدها، ليعود إلى تجميع الأندية في الخرطوم خلال الدوري الحالي، وتتوالي الفضائح والسقطات.
* يطيب لرئيس الاتحاد أن يصف الآخرين بالجهل والتخلف ويصمهم بالفشل وضعف القدرات، وقد كشفت الدورة الحالية أنه فاشل بدرجة الامتياز، وأن تجربته الهزيلة والممتدة 66 عاماً لم تنتج إلا التخلف وسوء التنظيم وغياب التخطيط والعجز عن تنظيم المسابقات القومية بطريقة صحيحة.
* لا عجب، فهي تجربة مشوهة، تستند إلى عامٍ واحد تكرر خمسة وستين مرةً، قوامها الصراعات والأحقاد وتصفية الحسابات والفساد بالتعدي على أموال كرة القدم وتخصيصها للأقارب والمحاسيب والنثريات الإدارية والرحلات الدولارية.
* حصد الاتحاد في الدورة الحالية ملايين الدولارات من أموال مشروع الفيفا للتطوير، فلم نر له تطويراً ولا تحسيناً لمناخ كرة القدم ولا تجويداً في تنظيم المسابقات الكروية، بقدر ما تفشى فيه الفساد، وتعددت السرقات، وتوالت السقطات والفضائح التنظيمية والإدارية لتصل حد إغلاق بوابات الملاعب بالجنازير في وجوه الأندية المتبارية في كبرى مسابقات الاتحاد!
* لو كانت لرئيس الاتحاد ذرة من حياء أو خجل لاعتذر للرياضيين عن فساده وسوء أدائه وفشله الذريع، ولألحق اعتذاره المستحق باستقالةٍ يحفظ بها ما تبقى من ماء وجهه، لو كان له ماء وجه في الأصل!
آخر الحقائق
* أموال كرة القدم لا تنفق على كرة القدم في السودان.
* يخصص الفيفا مبالغ ضخمة بالدولار لبطولة الدوري كل عام، فهل رأيتم لها أثراً إيجابياً على المسابقة؟
* ملاعب الدوري غير الممتاز تشبه حظائر الأبقار.
* نجيل مصفر ومدرجات متهدمة ومقصورات متسخة وتنظيم من العصر الحجري.
* تحكيم متخلف يفتقر فيه الحكام حتى إلى أجهزة الاتصال اللاسلكية المستخدمة في كل أنحاء العالم.
* تطورت بطولات الدوري في كل مكان.
* باتت تشهد استخدام تقنية (الفار) لمراجعة الحالات التحكيمية أثناء المباريات، وفي السودان لا يحظى الحكام حتى بأزياء تليق بهم، ناهيك عن أجهزة الاتصال اللاسلكية.
* لا يوجد فحص طبي للاعبين قبل انطلاقة الدوري.
* ولا يوجد أدنى اهتمام بتطبيق الاحترازات الصحية المتصلة بالكورونا قبل بداية المباريات.
* لا فحوصات ولا تعقيم ولا تباعد اجتماعي ولا يحزنون.
* بعض المباريات تقام بغياب سيارات الإسعاف، وقد تابعنا كيف اضطر أحد الأندية إلى نقل لاعب مصاب إلى المستشفى بعربة بوكس قبل فترة.


* قبل أيام اضطرت القناة المالكة لحقوق بث الدوري إلى استضافة معلق مباراة المريخ وحي العرب بأضواء الموبايلات، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتعطل المولد الخاص بالإستاد.
* ننصح المهندس الفاتح باني بشراء عتلات حديدية وزرديات وشواكيش لاستخدامها في كسر إقفال الإستادات المغلقة في وجوه أندية الدرجة غير الممتازة.
* لا ضير في استئجار مولدات كهربائية من محلات المناسبات تحوطاً لانقطاع التيار الكهربائي وتعطل المولدات الملحقة بالإستادات.
* شكا اتحاد الخرطوم من أن الاتحاد العام يسلم النثريات المتصلة بتنظيم المباريات إلى أشخاص لا علاقة لهم به، فأغلق البوابات ووضع العقدة لاتحاد الفساد في المنشار.
* باب جديد من أبواب السرقة والفساد في اتحاد اشتهر بالتعدي على أموال اللعبة.
* لا غرابة في ذلك.
* إذا كانت السرقة تتم بدءاً بواسطة رئيس الاتحاد نفسه، وكان شداد نفسه يتولى حماية اللصوص الذين يسرقون أموال اتحاده، فما الذي يمنع الآخرين من تقليده واقتفاء أثره؟
* رئيس يخصص دولارات اتحادات وسياراته لزوجته ومحاسيبه، ويأمر بصرف كل العُهد المالية لسائقه الخاص، ويستخدم أموال الفيفا لشراء سيارة لاستخدامه الشخصي، ويحمي مستشاره ويغطي على سرقاته بتقييد المبالغ المختلسة كعهدة شخصية على الرئيس، كيف ننتظر منه أن يحارب السرقة والفساد؟
* آخر خبر: كيف نتوقع من لصٍ جريء يعتدي على أموال الاتحاد ويجاهر بفساده بكل قوة عين، أن يحارب اللصوصية، ويمنع سرقة أموال الاتحاد؟

Exit mobile version