ابراهيم عربي يكتب : (شمال كردفان) … الوديعة (الأخيرة) 

بقلم : إبراهيم عربي
لم أجد شخصا بشمال كردفان يؤيد الوالي خالد مصطفي في سياساته ، وقد تبرأت منه حاضنته السياسية نفسها تماما كما دفع بعضهم بمطالبات لإقالته ، مع الأسف كان أهل الولاية يتوقعون أن ينصفهم الدكتور عبد الله حمدوك بإقالة  هذا الوالي الفاشل قبل مغادرته الأبيض ، في وقت لازالت إخفاقاته التي أدهش بها حمدوك نفسه تتواصل ، هذا الوالي الخلافي ظل يكيل الإتهامات ويحيك الفتن حقدا ، ولذلك أعتقد إتهامه لمولانا أحمد هارون بشأن الوديعة المليارية محاولات كيد سياسي للنيل من الرجل بدفع من جهات وشخصيات ذات غرض تريد تمرير أجندتها .
غير أن تجاوزات وإخفاقات خالد مصطفي نفسه لا تخطؤها العين ، فقد كشفت اللجنة الميدانية المشتركة لتصحيح مسار الثورة بشمال كردفان في وقت سابق ل(جريدة الجريدة) عن تدوين (44)  بلاغ في نيابة الفساد ضد الوالي خالد مصطفى ، لكنها مع الأسف لم تجد طريقها للعدالة حتي الآن ، وقالت اللجنة أن الولاية أصبحت تدار عبر شلليات وتكتلات (جماعة حول الوالي) ، واصفة خالد مصطفي بالضعف السياسي وطالبت بإقالته .
وليست تلك بعيدة عندما حاصرت لجان المقاومة رئيس الوزراء إبان زيارته الأخيرة للأبيض مطالبة إياه بإقالة خالد مصطفي الذي ظل يتواري عن الأنظار خائفا وجلا ومضطربا لفشله ، والعجيب عندما تكالبت عليه محاولات الفشل ذهب متهما بعض الموظفين ورفاقه بالفساد والتخريب ، وبل ذهب واصفا رفاقه بشخصنة القضايا لتقاطعات مصالح سياسية ، وبل ذهب أكثر من ذلك مستخدما  منهج (السياسة الحمدوكية) مطالبا حاضنته السياسية بتسليمه خطة عمل ، وبل لكسب ود ساداته بالمركز ذهب متهما مولانا أحمد هارون بالوديعة زورا وبهتانا لشيئ في نفس يعقوب !.
الإخوة قيادات مكونات الحرية والتغيير (قحت) بالولاية (منصور ميرغني زاكي الدين ، محمد عبد الله بقلوص ، محمد حامد حاج عبيد ، علي الزبير ، الزين كندوة ، سليمان بارا ، أنور محمد أحمد ، عثمان حسن صالح ، عصام الدين أبو سندة وآخرين) أنتم سياسيون ومن أبناء شمال كردفان ، وقد جاءتكم الفرصة أن تكونوا خداما علي أهلكم وتكونوا مسؤولين عنهم ، كونوا قدر التحدي والمسؤولية الحكم (نقارة عرب) ، فالتاريخ لا يرحم فستذهبون يوما كما ذهبت الإنقاذ بخيلها وخيلائها بإنجازاتها وإخفاقاتها ، وإني لكم من الناصحين تبرأوا من هذا الوالي الذي لا يشبه الكردافة، هذا الوالي دنس صحيفتكم بترهاته المخالفة والمخادعة ، فالأمر بيدكم ، إما أن تنتصروا لذواتكم أو لأهاليكم ..!.
تعددت أخطاء وتجاوزات خالد مصطفي ، ولكننا لسنا هنا في مكأن رصد لها ، إما كيف جاء واليا لهذه الولاية الهاملة فهذا مايجب أن يجيب عليه رفاقه في الحرية والتغيير (قحت) !، ولكن لماذا إتهم خالد مصطفي ، زميله مولانا هارون بالوديعة ولماذا أوقف إستثماراتها ولمصلحة من تم ذلك ؟ وماذا يخبئ خالد تحت إتهاماته تلك ضد هارون المعتقل زورا وبهتانا لأكثر من عامين بكوبر (فك الله أسره مع إخوانه) ، ولمصلحة من صادر هذا الوالي الوثيقة وهل يحق له ذلك ؟!.
لم تكن تصريحات خالد مصطفي بشأن الوديعة المليارية الأولي ، فقد تضاربت المعلومات والأرقام حولها ، فقالت (زيرو فساد)  سابقا إنها (89) مليون (مليار) جنيه ، بينما قال عنها الوالي خالد مصطفي لذات صحيفة الحراك السياسي في وقت سابق إنها (77) مليون (مليار) جنيه ، غير أن معلوماتنا كشفت إنها أكثر من (170) مليون (مليار) جنيه تقريبا ، فضلا عن حساب بالعملة الأجنبية ، هذه الوديعة وردت كاملة بتفاصيلها في مذكرة التسليم والتسلم بين مولانا أحمد هارون وخلفه الجنرال المرضي صديق المرضي في الأول من مارس 2019 ، ضمن مشروعات وخطط وإنجازات وإيرادات النفير ومنصرفاته وديونه وتنفيذات مشاريعه الخدمية والتنموية .
بناء علي كل ذلك توقفت إستثمارات وديعة بريق لصادر الذهب (50) مليون (مليار) جنيه ببنك السودان في أشهرها الأولى بعد أن وصلت جملتها (60) مليون (مليار) جنيه تقريبا ، فيما رهنت حكومة الجنرال الصادق كركساوي (80) مليون (مليار) جنيه ببنكي فيصل والنيل لتمويل (450) تكتك للشباب ، فإن كانت هذه لوحدها (140) مليون (مليار) جنيه ، أين بقية المبلغ ياخالد مصطفي ؟!، هل وجدتها فعلا في حساب أحمد هارون الخاص أم لا زلت في ضلالكم القديم سياسة (سواقة الناس بالخلا) مثلما قالوا من قبل أن لمولانا أحمد هارون خزنة بالأبيض لا تفتح إلا ببصمة العين ، وربما وجدها خالد ويريد الإستئثار بها لنفسه ..!.
لقد أخطأت الرمي ياخالد بإتهامكم مولانا هارون بالفساد في (80) مليون (مليار) جنيه ، فإن كنت تقصد الوديعة المليارية هي (حساب إتجاه واحد للإيداع فقط) وهي أموال معلومة ومحصنة تشريعيا تحت إدارة وزارة المالية الولائية تتابع تحصيلها وتوريدها دون سحب (حساب الودائع) ولا تحتاج لبحثكم وإكتشافاتكم المغرضة ، فالمستندات موجودة بمكتبكم كما قالها جنابو موسي شهادة حق من رجل صادق ، إما إن طالتها أياديكم عبثا فالمجتمع هو صاحب الحق وحتما ستدخلون معه معركة قضائية حامية الوطيس ..!.
ولذلك أعتقد ياخالد مصطفي إنك بإتهاماتك تلك فإنت مدان أما أن تثبت إتهاماتك ويحاكم بشأنها أحمد هارون أو تعتذر لما بدرت منك من مفتريات بإعتبارها أكاذيب وتلفيقات وأضاليل وبالطبع الخيار لأسرة هارون إن تعفو أو تدخل معكم في معركة قضائية فهذا شأنهم ..! ، ولكن هذه الوديعة أموال للكردافة إما أن يدان هارون ويحاكم ، أو يبرأ وتدان إنت ياخالد مصطفي وتتم محاكمتك نهارا جهارا ، فالمعركة قد إكتملت فصولها ولكل حدث حديث ولكل مقام مقال ..!
الرادار … الخميس 22 أبريل 2021 .  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى