شرف الدين أحمد حمزة يكتب : حقبة الإنقاذ الوطني بين البصمة والوصمة (1_4)

الخرطوم الحاكم نيوز
..شئنا أم أبينا ستظل حقبة الإنقاذ الوطني صفحة في كتاب تاريخ السودان بما لها وما عليها خصما وإضافة كما هو الحال في شأن سائر الحقب السياسية التي تعاقبت على تسنم دست السلطة في بلادنا على إختلاف وتباين النظم السياسية التي حكمت السودان منذ الإستقلال.
فتطور أدوات الكتابة ووسائطها وحركة التوثيق والرصد لن تصمد معها الفلسفة الفرعونية لملوك مصر الفرعونية التي تفننت في محو آثار الحقب السابقة عبر محو وتحطيم الجداريات التي نقشت عليها الحراك السياسي والإقتصادي والإجتماعي والديني والثقافي والحربي للفراعين على النحو الذي حدث في معابد الدير البحري في مصر القديمة على عهود الملكة الفرعونية حتشبسوت تجاه جداريات رمسيس الثاني وقبلهما جداريات أحمس الأول،وتحتمس،وأخناتون كما كانت العادة في عصر ملوك الفراعنة منذ عصر الملك(مينا_نارمر)مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى والذي لقب بملك التاجين وموحد القطرين (القبلي والبحري)متخذا زهرة اللوتس شعارا لدولته الموحدة آنذاك.

نحن في السودان نحتاج دون تعصب إلي حركة نشطة واسعة للمثاقفة السياسية للمراجعة والتدقيق والإعتراف بشجاعة وتجرد كامل إستعراضا لمساراتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعسكرية والإستراتيجية،لنضع كل حقبة سياسية تحت المجهر وأدوات الفحص والتدقيق لكل حقبة عسكرية شمولية أو ديموقراطية كبادرة ولإعادة كتابة من تاريخنا الوطني الحديث منذ الإستقلال بعيدا عن التعصب الحزبي الطائفي والفكري والثقافي والسياسي والآيديولوجي وبإستقلال كامل عن المذهبيات والنزعات العنصرية البغيضة التي باتت من أبرز مؤشرات الحراك السياسي في بلادنا بعد ثورة ديسمبر والتي أضحت من مهددات الأمن القومي السوداني الإستراتيجي ونذير شوءم يهدد إستقلالنا ووحدتنا الوطنية.

●ما هي دوافع حركة المجنزات العسكرية من سكناتها فجرا لتغلق الكباري وتحتل مباني الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري ومجلس الوزراء على تباين مواقعه منذ أن كان مطلا على شارع النيل فشارع المك نمر وأخيرا شارع الجامعه لتدور المارشات العسكرية لتعلن بعد قليل سيذيع عليكم القائد فلان الفلاني البيان الأول فترقبوه! وما هي الإيدولوجيات الحزبية التي حركت هذه الفيالق العسكرية للإجهاز على الديموقراطيات قصيرة العمر السياسي في السودان؟
فالفريق إبراهيم عبود باشا،واللواء حسن بشير نصر،واللواء محمد أحمد عروه،واللواء مجذوب البحاري،والعقيد جعفر نميري،واللواء خالد حسن عباس، والرائد أبو القاسم محمد إبراهيم،والرائد هاشم العطا،والعميد بابكر النور سوار الذهب،والرائد فاروق عثمان حمدالله،والمقدم حسن حسين، وعبد الرحمن شامبي نواي، وعباس برشم،والمقدم محمد نور سعد،والفريق محمد عبد الرحمن سوار الذهب،واللواء تاج الدين عبدالله فضل،واللواء عبد العزيز الأمين،واللواء حمادة عبد العظيم حمادة، ثم العميد عمر حسن أحمد البشير،والعميد الزبير محمد صالح،والعميد التجاني آدم الطاهر،والعميد إبراهيم نايل إيدام، والعميد بيولوكوان دينق،والعقيد مارتن ملوال اروب،وأخيرا مجموعة شهداء رمضان عام1990من هم هؤلاء وما هي دوافعهم الإنقلابية ،وما هي الأيدولوجيات والأحزاب التي دفعتهم لتقويض الديموقراطيات أو الثورات المضادة هذه بانوراما يتطلب أمر المثاقفة السياسية التي نرنوا إليها إن نضعها تحت الفحص المجهري ولنعرف لماذا قصفت طائرة عسكرية عربية فوق البحر الأحمر كانت في طريقها إلي السودان لمساندة حركة إنقلابية عسكرية،ولنعرف من وراء إغتيال قيادي إسلامي كبير وهو عائدا من إثيوبيا برا عبر جهاز مخابراتي،ولنكشف النقاب عن عشرات الإنقلابات العسكرية الموؤدة في مهدها والتي لم يسمع بها شعبنا ولنعيد تقييم وتكيف الدور الحقيقي للمؤسسة العسكرية.

هل هذا الذي نطلبه من قبيل(تقليب المواجع )أم هو من مطلوبات خطوط وخيوط البحث والتقصي عن الخيبات التي منيت بها السياسة السودانية منذ فجر الإستقلال والتي أوصلت بلادنا إلي ما نحن عليه الآن والتي لا تمكن من التكهن بمستقبل السودان مهما كانت حصافة ودقة التحليل الإستراتيجي للحالة السودانية الراهنة التي لا تشبهها حالة أي دولة من بلدان العالم أجمع.

إن هناك العديد من معيقات المثاقفة السياسية التي ندعو إليها عبر هذه السلسلة المقتضبة لتحريك الذهنية الوطنية بما يضع القوى الوطنية والأحزاب السودانية أمام حصادات حراكها السياسي منذ الإستقلال دون تزويق أو محاباة.
ومن معيقات هذه المثاقفة السياسية هي إنقضاء أعمار العديد من الرموز الوطنية التي تمثل المخزون العقلي الفكري والسياسي للأمة السودانية،فضلا عن السرقات المتداولة للملفات ذات الأهمية الإستراتيجية من العديد من المؤسسات خاصة دار الوثائق المركزية كما طالعتنا مرخرا الوسائط الإليكترونية فضلا أصحاب الشأن السياسي الذين يظنون أن مثل هذه المثاقفة السياسية لن تكون في صالح تاريخهم السياسي ومنطلقاتهم الأيدولوجية.

؛؛نواصل بمشيئة الله تعالى،،،
شرف الدين أحمد حمزة
0114541743

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى