ابراهيم عربي يكتب : (شمال كردفان) … الوديعة…!! (1)

الخرطوم الحاكم نيوز
قال والي شمال كردفان خالد مصطفي رئيس لجنة إزالة التمكين بالولاية لجريدة (الحراك السياسي) في عدد السبت 17 أبريل 2021 ، أن اللجنة إستردت (80) مليار جنيه وعملات صعبة (وديعة مليارية) لنفير ونهضة ولاية شمال كردفان ضمن (ملفات فساد القيادي بالنظام البائد أحمد هارون) ، هذه التصريحات لم تعجب أسرة هارون فدفعت ببيان إتهمت فيه الوالي خالد بلي عنق الحقيقة والإساءة لوالدها واتهامه باطلا ، وطالب البيان الوالي خالد مصطفي بالإعتذار رسميا لشعب الولاية ولزميله هارون وللأسرة الكريمة درءا لفتنة مجتمعية .
واضح أن البيان ترك الباب مواربا لكافة الإحتمالات وربما تكون هنالك خطوات تصعيدية ، إذ أكد البيان أن حسابات النفير يتم إدارتها بواسطة وزارة المالية بالولاية وتم تقييدها ضمن الأصول ويتم مراجعتها سنويا بواسطة المراجع العام ، ومن المعلوم أن أحمد هارون سلم مقاليد السلطة في الولاية لخلفه الجنرال المرضي صديق المرضي منذ الأول من مارس 2019 بمذكرة رسمية بما فيها حسابات نفير النهضة والوديعة المليارية وكانت مستمرة والمشروعات أيضا مستمرة في التنفيذ ، وتعاقب علي الولاية (أربعة) ولاة الجنرال المرضي نفسه والجنرال محمد الخضر والجنرال الصادق الطيب (كركساوي) وأخير خالد مصطفي ، وبالتالي لم تكن هنالك علاقة مباشرة تسليم وتسلم بين هارون وخالد إلا أنهما أبناء شمال كردفان وكل منها قد تقلد قيادتها .
في الواقع أن تصريحات خالد إتهام مباشر لزميله أحمد هارون بالفساد ، وهذا لم يكن موفقا فيه مما أثار غبارا كثيفا وغبنا لدي أمة الكردافة ، وسبق أن إستنفذت (زيرو فساد) ومن هم علي شاكلتها والنيابة كافة أوراقهم لإدانة أحمد هارون ولم تجد للرجل حسابات خاصة أو ممتلكات إلا موترا مسجلا بإسمه وربما البيت الذي تسكن فيه أسرته بأطراف الخرطوم . 
الواقع أن أهل شمال كردفان شهود علي أموال نفير النهضة ومشروعاته حيث كان يتم المكاشفة فيها والتداول حولها علي كافة المستويات من المجلس الأعلى برئاسة المشير سوار الدهب (رحمة الله عليه) واللجنة العليا للنفير والتي تجمع بداخلها كافة مكونات الولاية بتباين آيديلوجياتهم السياسية والمجتمعية واللجان الفرعية بالولاية والمجلس التشريعي ولقاءات مكاشفة دورية للوالي أحمد هارون مع أهل النفير ، وليس ذلك فحسب بل حسابات النفير تبث للجميع عبر شاشة كبيرة بميدان مواصلات سوق الأبيض للغاشي والماشي وكانت تشمل المشروعات وحسابات الإيرادات والمنصرفات عليها وتتم مراجعتها دورياً ، وبل كان تلفون هارون متاحا للجميع لأي معلومات أو تجاوزات أو شبهة فساد .
إذا لماذا جاءت تصريحات خالد في هذا التوقيت عقب أكثر من عامين من إعتقال أحمد هارون بسجن كوبر كيدا سياسيا (فك الله أسره) في وقت إستنفذت فيه النيابة كافة أوراقها وفشلت لإدانة الرجل ، فإن كان هذا الوالي الذي جاءت به المقادير واليا لشمال كردفان (الهاملة) حين غفلة من الزمان ، يريد بذلك فك طوق الفشل عن نفسه عقب مذكرات رفاقه في الحرية والتغيير (قحت) مطالبة المركز بإقالته ، فإنه يكون قد أخطأ الرمي بإنتهاجه السياسة المعطوبة (إذا غلبك سدها وسع قدها) ..!.
وليس ذلك بعيدا إذ يجد المتابع أن الملابسات التي صاحبت زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لحاضرة الولاية وحدها كفيلة بإقالة خالد من منصبه واليا لشمال كردفان واليا غير مؤلا لقيادتها ، فضلا عن خطابه وتصريحاته الصبيانية التي صاحبت ملتقي الصمغ العربي علاوة علي لقاءاته التلفزيونية والإذاعية وتصريحاته الصحافية غير الموفقة ، المليئة بالمغالطات والفتن ، جميعها تؤكد أن شمال كردفان تعيش في ظل أزمة حكم وأزمة قيادة وأزمات خدمات .
أهلنا يقولون (مرمي الله ما بترفع) ، ويقولون أيضا (الما بعرف ما تدوه يغرف .. بكسر الكأس وبحير الناس) ، ، مع الأسف هذا حال والي شمال كردفان (عبقري زمانه) الذي وأد أحلام أهلنا الكردافة وحطم آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم ولم تزده مبادراتنا ومقترحاتنا التي طرحناها مع زملاءنا وغيرنا لأجل أهلنا المغلوب عليهم ، إلا علوا ونفورا ، والمزيد من الجهل والتجهيل وتضخم الذات والصلف والعنجهية . 
نسأل الله لأهلنا الكردافة الصبر علي الإبتلاء بسبب هذا الوالي الخلافي الذي مشي بينهم بالفتنة والكذب والنميمة ، والي  إنفرط في عهده عقد الأمن وطغي علي إنسان الولاية الجوع والعطش والمسغبة فيما إنعدمت الخدمات (لا مياه ولا خبز ولا غاز ولا وقود ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم) إلا مارحم ربي وقد تراكمت الأزمات ، مع الأسف هذا الوالي دمر كافة مقدرات أهل النفير ، وقد تجاوز برميل المياه (900) جنيه داخل حاضرة الولاية .
إنه من العجب والسخرية أن نقارن بين هذا الوالي الخلافي الذي تبرأ منه الكردافة كأسوأ والي في تاريخ شمال كردفان ، تماما كما تبرأت منه حاضنته السياسية وأعتقد مسألة إقالته أصبحت مسألة وقت ليس إلا وهو أصلا مكلفا ، ولكن لمجرد أن نقارن بين هذا الوالي المدعي العلم والمعرفة وسلفه مولانا أحمد هارون المبدع الملهم مفجر النهضة وصاحب الإنجازات والإبتكارات ، أعتقد مجرد عقد تلكم المقارنة بين الإثنين تعتبر إشانة سمعة في حق الوالي هارون وإساءة للكردافة أنفسهم ..! ولكن لماذا الوديعة ..؟!.
نواصل ..
الرادار الثلاثاء 20 أبريل 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى