مأمون على فرح يكتب : برامج رمضان نفس الملامح والشبه

قرص الشمس
مأمون على فرح
برامج رمضان نفس الملامح والشبه

 

يظن الكثيرين أن ما يقدم في القنوات السودانية في رمضان شي رائع يستحق الاشادة خصوصا تلك البرامج الغنائية التي تبث هذه الأيام كبرنامج اغاني وأغاني ويلا نغني بالتحديد اللذان يبثان في قناة النيل الأزرق وقناة الهلال.
لكن هذان البرنامجين من السطحية بمكان حيث لا يوجد أي إبداع حقيقي في ترديد أعمال الغير كل عام والجلوس لساعات طويلة للتفكير في ماهي الاغاني التي يمكن أن تقدم للمشاهد من أغاني جيل العمالقة الكبار وإعادة إنتاجها بأصوات جديدة وموسيقى مغايرة ومختلفة… فكرة باهتة ومملة وتعودنا أن نرى تصفيق حار لهذه الأفكار القديمة البالية وتلك العقول التي لا تحمل أي إبداع جديد لتقديمه للناس أو أعمال جديدة يقدمها هؤلاء الفنانين الذين لايملون من ترديد أعمال الغير.
لاتوجد في هذه البرامج ملامح الإبداع الحقيقي أو روح العدالة التي تستوجب إظهار أصوات جديرة بالاحترام والاستماع يتم أبعادها فقط لان البرنامج تعود على فنانيين محددين بالاسم يفرضون في كل عام على المشاهد السوداني وقد حفظهم عن ظهر قلب وحفظ شكل الأعمال التي تقدم كذلك… ومن ثم يموت الإبداع هنا لأن الاصل في إنجاح الفكرة كان يمكن أن يكون بتغيير الوجوه وشكل وأسلوب البرنامج ليقدم لنا كل فنان ما انتجه من أعمال خاصة لنحكم عليه من خلالها هل هو فنان متطور وعمل على إثبات نفسه ام انه فنان كسول ينتظر مثل هذه البرامج ليقوم كالمسخ بترديد أعمال الغير بشكل ممل في كل عام.
لا أجد أي جديد في كلا البرنامجين بل هما نفس الفهم العقيم في تقديم البرامج الغنائية التي لا تعتمد على موهبة الفنان واحقيته بالنجومية في إثبات نفسه للمشاهد وإظهار إمكانياته وأعماله الخاصة فكان يمكن حينها أن تكون هذه البرامج مختلفة وجاذبة وتقدم نمطية مغايرة لم يتعودها الناس،، فالمشاهد بطبعه ملول ولا يمكنه أن يشاهد التكرار للأبد.
خلال موسم رمضان الحالي لم تتغير البرامج المقدمة على القنوات السودانية كثيرا نفس الملامح والشبه،، نفس العقلية التي تعودت على إنتاج برامج مكررة وغير جاذبة بدون تقديم الجديد المبتكر المصحوب بتتطلعات المشاهد في نوعية البرامج التي يريد أن يشاهدها لكن ما يحمد في هذا الجانب أن الفضاء واسع ومتعدد المدارس ويمكن للمشاهد أن يتحرر من هذه القنوات العقيمة التي لا تقدم مادة تليق بعقل ورغبة المشاهد السوداني في البحث عن الجديد والمبتكر في البرامج الرمضانية التي تعد وفق دراسات مكثفة تطرح تساؤلا ( ماذا يريد المشاهد من برامج جاذبة) فتعد البرامج من خبراء يلبون أذواق المشاهد ببرامج مختارة بعناية تلبي حاجات الإنسان المعرفية وتقوده في ذات الوقت لعالم الترفيه المثالي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى