شرف الدين أحمد حمزة يكتب : [المظاهر الماسونية في الخطاب السياسي والفوضى الخلاقة]

الخرطوم الحاكم نيوز
●قد لا يحتاج الطبيب الأخصائي الحاذق لمهنة الطب لأن يلجأ إلي الفحوصات المختبرية للدم والبول والأشعة المقطعية لأول وهلة والمريض أمام ناظريه مصفر بياض العيون وحرارته مرتفعة دون إستخدام “ترمومتر”قياس الحرارة بل مجرد مصافحته لزائره المريض الفاقد للقدرة حتى على سرد ما يشكوه من علة مرضية ليتوصل هذا الطبيب إلي 50%من حقيقة وطبيعة العلة لمريضه.
تبعا لمظاهر هذه العلة البادية أمام ناظريه قبل الدخول في منظومة الفحوصات المختبرية المعقدة…
وفي علم الإجتماع السياسي،ومناهج تحليل مضمون الكلمة في العلوم السياسية ومستويات درجة الإنكشاف المعلوماتي في أساليب عمل الأجهزة الأمنية والإستخباراتية يمكن قياس درجات ومستويات الأمن والأمان الإجتماعي والإستقرار المجتمعي وإكتشاف مكامن العلل والثغرات والفتوقات الإجتماعية والمجتمعية وإستقراء درجات الثبات أو النشاط وبؤر التوتر الآني والمستقبلي ومصادر الأزمات المتوقعة.

●…والناظر اليوم للعديد من القرارات والسياسات الصادرة عن مؤسسات الحكم والإدارة ومنشأها نظرية ما يعرف “بالنقيض”و”الدعوة”ومقابل الدعوة وفق أدوات الجدل والحوار أو ما يسمى بالديالكتيك في الفكر الإلحادي الماركسي والمأخوذ من الكلمة اليونانية”ديالكتكيوس”أي فن الحوار_وفي بلادنا ما يبرر للساسة إنتاج سياسات وقرارات وفق منهج النقيض فساد النظام السابق وجرائمه وسقطاته التي قادت الجماهير للخروج عليه في ثورة ديسمبر مما أتاح الفرصة أمام الأفكار الإلحادية والماسونية لتتخذ لها ستارا نحو إزالة آثار الإنقاذ بصورة أقدر وأقوى من شعارات إزالة آثار مايو في أعقاب إنتفاضة السادس من أبريل عام 1985ضد حكومة المشير جعفر نميري والتي لم تتمكن حكومة التجمع الوطني الشيوعي آنذاك من أن تتقدم قيد أنملة في بلوغ أهدافها الخفية والتي كانت تستهدف إلغاء أو تجميد القوانين الإسلامية التي أصدرها المشير جعفر محمد نميري بأوامر مؤقتة بعد أن رأى تكاسل وتباطؤ مجلس الشعب في تقديمها حتى ولو لمرحلة القراءة الأولى والتي كان يطلق عليها داخل أروقة مجلس الشعب”بنات الحرام”لعدم تبني أي جهة أو كتلة من نواب المجلس بما فيهم نواب الحركة الإسلامية والذين كانوا على رئاسة العديد من اللجان الفاعلة داخل المجلس بما فيهم حقيبة(رائد المجلس)والذي كان يحتله علي عثمان محمد طه ذاته_لأنهم قالو مثل أولئك((لولا أنزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم)).

●وقضيتنا الآن هي المعارك الكلامية على أسافير الوسائط الإليكترونية لبعض قادة الحركات المسلحة التي تحملها الفيديوهات والفيديوهات المضادة التي تحمل نذير شئوم وأزكاء لآوار ونيران العنصرية البغيضة وقديما قال الشاعر((إن النار بالعودين تزكى وأن الحرب أولها كلام)).
ليس هناك أي مبرر لهذا التراشق الكلامي والذي بدأته بعض قيادات الحركات المسلحة في شكل تصريحات أوخطب كلامية عنصرية في تجمعاتها وإحتفالاتها بإفتتاح دور لها بالعديد من أحياء العاصمة الخرطوم وما يذاع ويتسرب من إجتماعاتها بمنسوبيها بعد أن وصلت هذه الحركات وجيوشها فجأة بكامل أسلحتها إلي داخل عاصمة البلاد بصورة إستفزت جماهير العاصمة السودانية على تباين إثنياتهم وطوائفهم وأحزابهم فما هكذا تورد الإبل أيها السادة،ويجب أن يتذكر هؤلاء القانون العلمي القائل”لكل فعل رد فعل مساو له في الحجم ومضاد له في الإتجاه”إذا ما إستمرهذا الشحن والشحن المضاد عبر الأسافير والفيديوهات التي تشكل قنابل موقوته يجب أن نستدرك خطورتها قبل فوات الأوان.

●إن الأصابع المخابراتية الأجنبية تبدو ضالعة بوضوح وراء هذه الفيديوهات المصورة ومظاهر التسليح والتعليقات الكلامية المصاحبة لهذا التجييش المتعمد.

●إن الذي نلمسه ونراه ونسمعه اليوم في بلادنا يؤكد لنا بجلاء ووضوح كامل أن الأهداف الماسونية الشيطانية التي وضعها الجنرال الأمريكي المتقاعد”بايك”والذي تم تعيينه في مقام الكاهن الأكبر لعقيدة الشيطان والموجه الأكبر لقوى الشر العالمية قد بدأت تتنزل على الحوارات السياسية في خطب بعض القادة والرموز في بلادنا_قال تعالى((ولتعرفنهم في لحن القول))حيث تحتفظ سجلات مكتب المتحف البريطاني في لندن رسالة الجنرال “بايك”إلي “مازيني”رئيس المحفل الماسوني الإيطالي بشأن ما يشابه مقدمات حالة الفوضى الخلاقة التي نتوجس منها في بلادنا تبعا لهذا الشحن الأثيري المتواتر والحرب الكلامية الدائرة وفيديوهات التمترس والتجييش اليومي على صفحات الوسائط_حيث تقول رسالة الجنرال المتقاعد”بايك””لمازيني”ما يلي:-
[سوف نطلق عقال الفوضويين والإلحاديين،ونعمل على إحداث فاجعة إجتماعية هائلة ستكون من البشاعة بحيث تظهر للأمم بوضوح نتائج الإلحاد المطلق منبع الوحشية ومصدر الهيجانات الدموية وعندئذ فلا مناص للناس في كل مكان من الدفاع عن أنفسهم ضد تلك الأقلية العالمية من الثوريين فيهبون لإبادة مدمري الحضارة هؤلاء وسيتلو ذلك أن تفقد الجماهير إيمانها بالدين وتجد أن عقيدة الإلهية قد ضلت عن توجهاتها مما سيجعل هذه الجماهير بحاجة ومتعطشة لأي عقيدة مثالية،وجاهلة بمن تتوجه إليه بالعبادة فتلقى آنذاك النور الحقيقي لدى الكشف للعالم أجمع عن عقيدة الشيطان الصريحة التي سينادى بها أخيرا بشكل علني،أما هذا الكشف العلني فسيتم نتيجة ردة الفعل العامة التي تتلو لدى تدمير الدين .

●إن القرارات والسياسات والتصريحات التي تنتقص من شأن الدين ليست موجهة للنظام البائد وإنما هي موجهة ضد عقيدة الأمة وثوابتها الإيمانية الراسخة التي لن يستطيع أي مكون سياسي مهما كان سنده الخارجي من إقتلاعه من قلوب المؤمنين وتحت أي مبررات كانت أو شعارات يجري تسويقها بكونها من موروثات النظام البائد فهذا النظام البائد الذي يقبع رموزه بين جدران وزنازين سجن كوبر ليس له أي فضل أو إضافة على توجهات الأمة وأنما إعتلى الحكم مستعينا بها والمضي في خداع الجماهير التي إكتشفت تلاعبه بالشريعة ذاتها وقبوله للقروض الربوية وغيرها من النقائص والنقائض فإنصرفت عنه وإنقلبت عليه بثورة ديسمبر ولم تخرج جماعة واحدة تبكي عليه حتى ساعة تحرير هذا المقال لكن وعي الشعب السوداني يدرك تماما منتجات عصر القراي وغيره التي تستهدف عقيدة الأمه وثوابتها الإيمانية ولن تخدعها أية شعارات تخفي ورائها كم الأخطار المحدقة ببلادنا وشعبنا على تباين إثنياته المؤمنه بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

●إن هذا الحرب الكلامية المستعرة عبر الأسافير والوسائط قد لا يكون أربابها يدركون لقلة تحصيلهم العلمي والثقافي في أنهم يخدمون عبدة الشيطان ويمهدون دون أن يدركوا خطورة ما يسوقون إليه شعبنا نحو “مدارج الشياطين”حيث يقول أيضا الجنرال الأمريكي المتقاعد “بايك”الكاهن الأكبر لعقيدة الشيطان والموجه لقوى الشر في رسالته التي كتبها للمحفل الماسوني الأمريكي الأكبر بتاريخ 14/7/1889ما نصه:-
[..يجب أن نقول للجماهير أننا نعبد الله،ولكن الإله الذي نؤمن به لا تفصلنا عنه الأوهام والمخاوف النفسية،ويجب علينا نحن الذين بلغنا مراتب الإطلاع العليا أن نحافظ في الدين على نقاء الإيمان بإلوهية الشيطان،أجل إن الشيطان هو الإله ولكن الله أيضا هو_لسوء الحظ إله،إذ أن وجود إلهين متقابلين أمر محتوم،لا إله إلا هما،ولذلك فإننا نعتبر عبادة الشيطان وحده كفرا محضا،والحقيقة الفلسفية الخالصة هي أن الله والشيطان إلهان متساويان،ولكن الشيطان هو إله النور والخير وهو الذي يكافح منذ الأزل ضد الله إله الظلام والشر].تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

●لذلك فخروج حفنة من الشباب للسجود فجرا للشمس عند شروقها عند ضفاف النيل والمطالبة بحقوق المثليين الشواذ وتسويقها بكونها ضمن حزمة حقوق الإنسان،والمضي في تعديل القوانين بما يتوافق مع أمزجة البعض،وتعديل المناهج الدراسية وإجازة مقررات تتصادم مع العقيدة،والمناداة بحرية المرأة السودانية العفيفة تحت ستارات الحريا
ت والعدالة وشعارات الثورة الفرنسية التي وضعها “ميرابو”النبيل الفرنسي الذي إستدرجته الماسونية لتحويل قصر “الباليه”في باريس إلى أكبر دار للتهتك والفجور ومع ذلك لم ترحمه ماسونية الثورة الفرنسية فقدمته قربانا لها إلي”المقصلة”لأنه بلغ مرتبة من العلم والمعرفة الماسونية شكلت خطرا جسيما على المحفل الماسوني العالمي وفق أعرافهم.
لهذا نقول لأصحاب التصريحات والكلامات الإسفيرية العنصرية أنتم خدام الشيطان والمحافل الماسونية العالمية ولكنكم تجهلون حقيقة ما تقومون به لقلة تحصيلكم العلمي والمعرفي والثقافي،ولسعيكم المحموم للحصول على حطام الدنيا الزائل عبر محاصصات الوظائف والأعطيات الحكومية وتفكيك بنيان الأمة العقدي الإيماني وتفكيك مؤسساته التي تحمي الأمن القومي الإستراتيجي السوداني تحت دعاوي عنصرية وإنفصالية تخدم أهداف الماسونية العالمية التي نجحت في إسقاط الحكومات الشرعية كواحد من أهم أهدافها مثلما حدث في نماذج الدولة الفرنسية عبر”ميرابو”وخيانته”للدوق دورليان”إبن عم الملك_وعندما أسقطوا حكومة المستر”إسكويث”في إنجلترا بعد أن أعلن عبر مجلس الوزراء البريطاني في جلسته بتاريخ 28/كانون الثاني/1910رفضه لما جاء بمذكرة الصهيوني”هربت صمويل”لإسكان ثلاثة ملايين يهودي بأرض فلسطين،وأسقطوا حكومة القيصر في روسيا 2/نوفمبر/1917ليتربع الملاحدة كارل ماركس،وفلاديمير اليتش لينين،وتروتسكي على سدة حكم روسيا ،وإسقاط العديد من النظم العربية والإسلامية ولا نامت أعين الجبناء _والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

*شرف الدين احمد حمزة*
0114541743

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى