محمد إدريس يكتب : أحداث الجنينة.. تكرار المأساة..!

الخرطوم : الحاكم نيوز

*قبل خمسة أعوام كان والي غرب دارفور الحالي الدومةفي مقاعد المعارضة يتابع ويشخص أحداث الجنينة التي وقعت على ايام الوالي خليل عبدالله وقبل قيام استفتاء دارفور حيث وصف حديث الحكومة حينئذ عن استقرار الأوضاع بأنه كذب مشيرًا إلى قتل العشرات في احداث قرية( مورلي) حينها،
أما الآن فالدومة هو المسؤل الأول عن الولاية وهاهي الأحداث تتكرر وبصورة أعنف..!

*حيث فجعنا هذا الاسبوع بالاشتباكات الدامية التي جعلت من الجنينة الخلابة،مدينة حزينة توارى جثامين قتلاها وتطبب جرحاها، وبحسب لجنة أطباء الجنينة فإن ضحايا الأحداث بلغ ٥٠ قتيلاً ١٣٢ جريحاًحصدتهم القذائف الثقيلة، هذا غير شهداء قوات الشرطة وحرق معسكر( اباذر) الذي يلاصق مكتب والي الولاية في بناية شاهقة إلى جوار القطاطي البائسة للنازحين في مشهد يلخص انفصام أجهزة السلطة..!

*هذه لم تكن المرة الأولى.. ولكنها الأغرب والأعنف.. لكونها تتجدد مع بشريات تنفيذ إتفاق السلام،
ولكونها تشير إلى أن قدوم حركات الكفاح المسلح للخرطوم، لم يؤثر إيجابا على أرض الواقع لأصحاب المصلحة الحقيقيين الذين دفعوا ثمن الحرب سابقاً، ولم يشعروا حاليآ بأن ثمة تغيير قد حدث.. وهوالاغرب و الأعنف باعتبار تأخر تدخل السلطات في فض النزاع، واستخدام أسلحة ثقيلة في الصراع مع الحديث الرائج بوجود حركات غير موقعة على السلام تتواجد بكامل عتادها داخل المعسكر،ثم الأغرب كذلك متاهة اللوم التي لاتنتهي من سن تشريعات تمنح النظاميين الحصانة بالتدخل في مثل هذه الحالات والحديث عن مليشيات تشادية وراء الحادثة، إلا أن أحد لم يكشف عن اللغز المحير،لماذا تحديداً غرب دارفور ولماذا الحديث دائما عن صراع لم يحل جزريا ولايزل محتدما
بين القبائل العربية والغير العربية،
ويفترض أن يحل في إطار بناء دولة السلام والحوار الدارفوري الدارفوري بعيداً عن جراحات التقسيم الإثني..!

*أحداث الجنينة هي وليدة الإختيار الخاطئ للولاة وطريقة اقتسام الكعكة بين الأحزاب السياسية التي وزعت الشطائر
على طريقة المحصاصات و لم تضع في الإعتبار سخونة الطقس الأمني في بعض الولايات الحدودية فضلاً عن إنتشار السلاح وغياب هيبة الدولة وعدم إنزال السلام إلى أرض الواقع، ومحاولات الطبطبة المستمرة ومؤتمرات الصلح التي تشبه دفن الليل آب كرعا برة كما جرت الرواية الشعبية..!

* حيث تتكرر الأحداث بذات الأسباب والدواعي يهبط وفد خرطومي إلى الجنينة يلتقي بالاعيان ويؤكد استقرار الأوضاع، يجري الحديث عن الديات والتعويضات ثم توقيع وثيقة مستعجلة مفادها بأن لاتتكرر مثل هذه الغارات، وغالبامايفلت المجرمون من العقاب..!!

*جسد الوطن في توادده وتراحمه واحد أو هكذا يجب أن يكون .. إذا اشتكت ولاية تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهذه الأحداث شبيهة بالأحداث التي حدثت في القضارف والبحر الأحمر وجنوب كردفان، يجب أن لاتكتفي الخرطوم بالفرجة.. بل تسجل موقف في تضامني مع أحداث الجنينة وأحداث كسلا .. فهؤلاء وضحايا فض الاعتصام كلهم سواء ، سودانيون يقرأون للطيب صالح ويطربون لاغاني وردي وعثمان حسين ويعشقون النيل ويشجعون الهلال والمريخ..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى