محمد إدريس يكتب : شرق السودان والتمادي في نقض العهود والمواثيق

الخرطوم الحاكم نيوز
*لن نجد عنواناً مناسبا لمايجري من تعطيل الآن لإتفاق مسار الشرق أفضل من :(التمادي في نقض العهود والمواثيق)ذلك الكتاب التاريخي الأهم في السياسة السودانية لمولانا أبيل الير نائب الرئيس الأسبق جعفر النميري، حيث تخلق (تقرير المصير) في رحم فقدان الجنوب الثقة في الشمال نتيجة لنقض العهود والمواثيق..!!

هنالك جهة مابهذا التعطيل وبوضع(العصا في الدواليب)،
وبالاغراق المتعمد لسفينة سلام الشرق.. وبخلق منابر رديفة للإتفاق والالتفاف حوله، تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.. تستنسخ تجربة الجنوب المريرة.. مؤتمرات جوبا والمائدة المستديرة واديس ابابا ونيفاشا ثم القرار الداوي والمزلزل قيام دولة جنوب السودان قبل عشرة أعوام، التي رعت واحتضنت مفاوضات السلام الأخيرة..!

*لن نجد تعليقا مناسباً للمؤتمر الصحفي الذي عقد قبل يومين بجوبا وجمع قادة مسار الشرق بالوسيط توت قلواك الذي عبرعن قلقه على مصير إتفاق جوبا..
غير استعارة حديث خالدشاويش بأن الحكومة تلعب بالنار..!

*هي فعلآ تلعب بالنار حين لاتنفذ اتفاقا وقعته بشهود دولي.. نفذت كل المسارات إلا مسار الشرق.. عاست في هياكل الانتقالية محصاصات وترضيات،واجتازت أصعب العقبات المتمثلة في بند الترتيبات الأمنية، لكنها حجبت تمثيل الشرق في مجلس الشركاء والسيادة والوزراء تحت زريعة
(مزيد من التشاور) أو إلى قيام المؤتمر التشاوري الذي أضحى مثل حصان طروادة مظهره حسن ولكن ينطوي على نية شريرة..!!

*في دسيمبر الماضي وبدعوة من الشيخ الكبير سليمان بيتاي احتشد مئات الآلاف بتلكوك تأييداً لسلام الشرق..مضايقات الحكومة التي استفزت الرجل الديني الأول واخرجته من وقاره، أكدت على أن الحكومة فاقدة للبوصلة في التعامل مع الشرق.. لاترنو أبعد من سوبا..وربما لاتقرأ تطورات القرن الأفريقي وتأثيرات حرب التغراي التي تدخل شهرها السادس.. لاتدرك خطورة تعطيل الإتفاق لأجل مجموعات عشائرية.. وإقالة والي كسلا تحت ضغط وابتزاز ذات المجموعة،تلك الوقائع كشفت أنه لافائدة للقرات والاتفاقيات والمؤسسات، وأن القول الفصل ليس لمطالب الثورة التي عينت الوالي المدني ومهرت إتفاق جوبا بل للتسويات العشائرية في عهد الثورة والحرية والسلام والعدالة..!

*خالد شاويش وأسامة سعيد بتنظيمي الجبهة الشعبية ومؤتمر البجا انتهجا طريق حضاري وشرعي ودستوري هو إطلاع الضامنين والمجتمع الدولي بماحدث .. لم يملأ صفحات الصحف والوسائط الإعلامية ضجيجا كما يفعل مستجدي السياسة ،ولم يبخثا مكاسب السلام الشامل مع أن بعض رفاقهم انهمكوا في الوزارات والمناصب وتنكروا لمبدأ أن السلام لايتجزأ وان الاتفاقية معنية بتحقيق السلام في السودان ولايجب تقزيمها..!

*نأمل أن تتعامل الحكومة بعقلانية مع ملف الشرق
وان لاتترك الباب مواربا هكذا للاحتمالات .. مطالب وحقوق أهل الشرق لايجب اختزالها في كعكعة سلطة تنتظر القسمة بين المؤيدين والرافضين،إنما مجتمع يريد أن يطمئن على أن هنالك حكومة حقيقية تطبق القانون والعدالة ويتساوي أمامها الجميع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى