امل ابو القاسم تكتب : المناداة وتفعيل الأمن الاقتصادي أجدى من الداخلي

الخرطوم الحاكم نيوز

لا حديث منذ أمس الأول سوى الضبطية التي نفذتها سلطات مطار الخرطوم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية داخل وخارج المطار والخاصة بكمية الذهب التي شارفت على التسعة عشر كيلو.
صحيح إنها ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها هكذا عملية وقد ظللنا نتابع إحباط عمليات أخطر من تلك والمتهمون فيها استخدموا كل الحيل حتى يخرج ما هم بصدد تهريبه بأمان إلى خارج السودان حد تخزينه بأعضاء جسدهم غير آبهين بالمخاطر الصحية. وهذا أن دل إنما يدل على يقظة بعضا من سلطات والأجهزة المعنية في المطار كون البعض ومن أسف يتورط في مساعدة مخربي الإقتصاد الوطني من اللا وطنيين الذين لا يعنيهم سوى كنز جيوبهم مهما كانت الكلفة.
قلت انها ليست المرة الأولى ولكنها الأغرب بحسبان أن هذه السبائك وفقا لما تشير إليه الدلائل والمعطيات تمت بمساعدة شخص أو أشخاص ذوي صلة بالمكان سواء اكانوا موظفين أو عمال من شركة بدر أو غيرهم.
المهم في الأمر أن هذه الضبطية غفلت عنها كل الرقابة ربما لحبكة عملية التهريب بدليل أن الطائرة أوشكت على الإقلاع ولولا مكالمة من جهاز المخابرات الوطني لعبرت الفضاء بسلام.
جهاز المخابرات وإدراك ما جهاز المخابرات هذه المؤسسة الرديفة للمنظومة الأمنية والتي حاول البعض إضعافها وكسر شوكتها رغم هيكلتها وإبداء تعاونها الكامل مع الفترة الإنتقالية، والعمل دوما على كل ما ينوط بها من مهام يمليها عليها واجب الوطن.
والغريب انه وبعد الهيكلة وإزاحة عدد من دوائرها وبينها (الأمن الداخلي) وعندما انفرط عقد الأمن تعالت الأصوات مجددا بتكوين ذات الجهاز على أن يكون تحت لواء الشرطة.
حسنا : لا بأس من ذلك وتجدونا ننادي بذات النداء للحوجة الماسة له لكن لم الدعوة بتبعيته للشرطة ودورها جنائي أكثر منه أمني. لم لا تدعوا لإزالة التشوهات والإصلاح مع الإبقاء عليه والإستفادة من إمكانياته وخبراته التي صرفت عليها الدولة، فضلا عن ضخ دماء جديدة في ظل إدارة جديدة تؤمن بالتغيير؟ وهل الحكومة مستعدة للصرف على بند جديد يتطلب موارد ضخمة من أصول وعربات وأجهزة وغيره في ظل تدهور اقتصادي مريع تشهده البلاد ؟. ثم لم لا تتضافر الأجهزة الأمنية فيما بينها! . صدقوني عندها سيتعافى الوطن من وهنه وهشاشته.
ليتكم تناديتم أيضا بتفعيل دور الأمن الإقتصادي بصورة أشمل فهو ما نحتاجه الآن بشدة ومواردنا تنهب وتسرب إلى دول الجوار وغيرها. كذلك حدثوني ومنذ متى يباع النقد الأجنبي جهارا نهارا غير هذه الفترة، ومنذ متى يباع الوقود والغاز بالسوق الأسود بهذه الصورة الفاضحة والجميع أصبح تاجر لها ولغيرها؟! . صحيح أن الجهاز يعمل بطاقته وإمكانياته العالية كيفما اتفق ودونكم الإخبارية الأخيرة لكنه يحتاج لمزيد من الدعم الفني والمعنوي من قبل الحكومة والمواطن نفسه.
عموما ورغم أن الجهاز هو من أنقذ سبائك الذهب من التهريب لكنا لا ننكر دور سلطات المطار من أفراد الأمن والجمارك الذين تعاونوا في إحباط الضبطية. ونتمنى فعليا أن يلتزم المطار بسد الثغرات جميعا التي كادت أن تجعل منه (فضيحة) فتارة تهريب وأخرى سرقة حقائب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى