اامل ابو القاسم تكتب إ:قتلاع النجاح من فك المعاناة

الخرطوم الحاكم نيوز
قبيل أكثر من عامين ولذات الأسباب التي باتت متكررة كتبت مقالا بذات الإسم على خلفية نجاح باهر لطالباتي شهادة ثانوي وأساس استطاعتا من خلاله انتزاع الدهشة والفرح والأمل وأخذ الحكمة منه.
فقد تعودنا أن نسمع وعقب كل إعلان نتيجة اي من الشهادتين بقصة تفوق تمكن محرزوه قلعه فعليا من فك المعاناة والضائقة المعيشية حد التقشف والعيش على الكفاف وهذا إنما يؤكد أن السعي للنجاح والتفوق في الأصل رغبة صادقة تحدوها عزيمة قوية للحد الذي تقهر معه الظروف وتطوع لصالح هذه الرغبة ولأن الله اسمه المجيب العدل فإنه جل جلاله يسخر لهم أمرهم ويجعل لهم مفتاحا بأي من السبل.
وانا الآن بصدد الاحتفاء مع جهاز الأمن، ومنظمة (جانا) الطوعية بطالبة ام روابة التي اوردت قصتها صحيفة (ترياق نيوز) الإلكترونية عبر مراسلها “محمد أحمد الدويخ” من شمال كردفان الطالبة “رابعة محمود طه” وقد اقتلعته اقتلاعا وسط ظروف معيشية سيئة للغاية، ونجاحها في الشهادة إنما هو امتداد لنجاح سابق في شهادة الأساس عندما أحرزت المرتبة الأولى من لدن ذات الظروف، ولأنها تمكنت من قهرها _ اي الظروف _ أصبحت مثار إعجاب الجميع ودفعت ببعض المسؤولين لتكريمها ببناء منزل كعادة كل من ينبري لهكذا موقف لكن يبدو أنه كان حديث والسلام ووعود بعثرتها رياح (الشو) الإعلامي أو كما بدى والا فأين ذهبت تلكم التصريحات والتبرعات وهي لم تتنزل على أرض الواقع؟ ومع ذلك لم تركن هذه الصبية التي تقطن وأسرتها البسيطة في راكوبة من القش تحت كنف شيخ ثمانيني بالكاد يوفر لهم لقمة العيش ناهيك عن مصاريف الدراسة من ريع عمله كغفير مدرسة. زاد على ذلك وهي تجلس لامتحان الشهادة الثانوية أن كان والدها قد ترجل حتى عن هذه المهنة الضعيفة فسخر الله لها من احتوى نبوغها العلمي فتبارى الجميع لخدمتها، أسرة المدرسة التي انتقلت إليها كانت خير معين إلى أن جلست للامتحان وكانت عند حسن الظن باحرازها نسبة 93%.
صحيح أن أهل الخير من مدينة أم روابة ساندوها لكن المرحلة القادمة تحتاج سند أكبر سيما في مثل هذه الظروف القاسية التي تعاني فيه جميع الأسر من تعليم أبنائها خاصة الجامعيين فإن حاجتها لدعم سخي ومطمئن يضمن لها إستقرار دراسي مهم جدا وقد تفضل الأستاذ “الدويخ” مراسل (ترياق نيوز) من نشر قصتها وطلب العون لها فما كان من جهاز المخابرات العامة وضمن برامج المسؤولية الاجتماعية التي نشط فيها الا وان تلقف المناشدة وتبنى أمر الطالبة “رابعة” وزميلتها التي تحاكيها في الظرف والتفوق “سجود مصطفى” التي احرزت نسبة 93.3 وتبرع لهما بمبلغ مالي مقدر، وهو مع منظمة جانا وصحيفة ترياق سجلوا زيارة خاصة لهما بمدينة أم روابة لاقت ارتياحا نفسيا كبيرا لدى اسرتيهما.
وللحق فإن هذه بادرة طيبة من الجهاز الذي عكف في الآونة الأخيرة ودعما للفترة الإنتقالية أن يتشارك معها هموم المجتمع متصديا للقضايا الإنسانية وهي الأهم على الإطلاق في ظل ظروف اقتصادية معقدة تحتاج الدعم الرسمي والشعبي. وليت كل مؤسسات الحكومة ورجال الأعمال انبروا لمثل هذه القضايا سيما ما يلي الطلاب من الشرائح الضعيفة. وهنا لا يفوتنا كذلك شكر رجل الأعمال “إبراهيم الشيخ” الذي تبني أمر الطالبة المبرزة التي احرزت نسبة 95% من عرق والدتها بائعة الشاي حيث وفر لها منحة لدراسة الطب، وما زال الأمل معقود في البقية فالاكيد أن هنالك آخرين ينتظرون رحمة الله عبركم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى