الصادق البديري يكتب : تمنع انتشار الفيروس هل لـ”الكمامة” آثار جانبية؟

الصادق البديري

باتت “الكمامة” من أهم الأشياء التي استجدت على هندامنا وملابسنا خلال فترة انتشار جائحة كورونا عبر العالم، ومن المفترض أنها تقوم بتوفير الحماية المزدوجة للشخص الذي يلبسها ، حيث أنها “تمنعه” من استنشاق الجراثيم وتلقى العدوى –حال وجودها حوله- كما أنها “تمنعه” من نثر الجراثيم من خياشيمه ونشرها في محيطه الأمر الذي يصيب من حوله بالعدوى بكوفيد 19 المستجد بتحوراته المختلفة وموديلاته التي يتم اكتشافها من حين لآخر، ويفضل أن تكون من طبقات متعددة من القماش، وتسمح بالتنفس المريح.
ولكن ظهرت تقارير في الآونة الخيرة تشير إلى أن للكمامة آثار جانبية ضارة إذا لم تتم مراعاة استخدامها بالطريقة الصحيحة تبدأ بأنها تجعل هواء الزفير يدخل العين، خصوصا عند من يرتدون النظارات وهذا يولد شعورًا غير مريح يدفع الشخص الي لمس عينيه التي يمكن أن تكون ملوثة في تلك اللحظة.
من الملاحظ أيضا أن الكثير من الأشخاص لا يعيرون عملية اختيار المقاس المناسب أو القماش المناسب للكمامة أهمية، حيث أن مادة القطن تعتبر الأفضل لأنها ذات تهوية أفضل وتحتجز كمية أقل من الرطوبة التي تتراكم من التنفس والتعرق، ولكن يجب التأكد من أنها محكمة وليس ضيقة، وتتلاءم بشكل مريح مع الوجه، لأن الكمامة الضيقة لا تفي بالغرض الذي يرتديها الشخص من أجله، كما أنها تولد ألما في الأذنين يجعل مرتديها كمن “ينتعل حذاء ضيقا”، نسبة لأنها تقوم بالضغط على الأذنين من الخلف وتسبب ألما متواصلا يجعلها غير مريحة ومؤلمة.
الاهتمام بالنظافة :

من المهم جدا الاهتمام بنظافة الكمامة لأنها يمكن أن تنشر المرض إذا لم يتم غسلها حال كونها “Reusable” وتعقيمها باستخدام رذاذ الكحول أو المطهرات المتوفرة، بل ويمكن استخدام الصابون العادي لقتل البكتيريا والفيروسات، وتحقيق الهدف الأساسي من لبسها وهو وقف انتشار الجراثيم.
وبحسب تقرير نشرته “بي بي سي” فإن من أكثر المواضيع شيوعًا في المنشورات المضللة المحيطة باستخدام الأقنعة أنها تحد من كمية الأكسجين التي تدخل الجسم، رغم أن المواد الموصى بها لصناعة أقنعة الوجه واستخدامها بشكل صحيح لن يمنع التنفس، وأشار التقرير إلى أن ضيق التنفس علامة على أن الجسم محروم أو ينقصه الأكسجين، ويقول البروفيسور كيث نيل خبير الأمراض المعدية: “الأقنعة الورقية أو القماشية الرقيقة لن تؤدي إلى نقص الأكسجين، والجراحون يعملون لساعات وهم يرتدونها. لا يعانون من هذه المشاكل”، بينما تؤكد منظمة الصحة العالمية: أن الاستخدام المطول للأقنعة الطبية عند ارتدائها بشكل صحيح لا يسبب تسممًا بثاني أكسيد الكربون ولا نقصًا في الأكسجين.

لا عذر :

ولا زلنا نحن في البدو والحضر نهمل في موضوع التباعد الاجتماعي نسبة لنقص درجة الوعي بخطر الكورونا، ونجتمع في الأفراح والأتراح دون أن نضع احتمال الإصابة بالفايروس أو أن نتسبب في إصابة آخرين، ولا نضع اعتبار لنصائح منظمة الصحة العالمية التي تشدد على أنه يجب ارتداء أغطية الوجه لتوفير “حاجز ضد القطرات المعدية المحتملة” في المناطق التي “لا يمكن فيها التباعد الجسدي عن متر واحد على الأقل”.
أخير.. لا عذر بعدم وجود الكمامة أو صعوبة الحصول عليها، حيث يمكننا أن نستخدم المتوفر من قماش حولنا من “عمم” أو “شالات” أو مناديل كبيرة، أو حتى خرق كبيرة إن قمنا بنظافتها بالشكل المطلوب، حيث أنها يمكن أن تلعب عاملا حاسما في تقليل انتشار العدوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى