شــــــــوكــة حـــــــــوت – ياسر محمد محمود – كيــزان نــُضــَـاااااااف

الخرطوم الحاكم نيوز
هناك قاعدة قانونية أصيلة فى القانون السودانى تقول (كل متهم برئ حتى تثبت إدانته) ولا توجد عقوبة إلا بنص ومنذ أن بدأت الثورة السودانية التى إنتهت بإسقاط نظام الرئيس الأسبق عمر البشير حيث شهدت شعارات هذه الثورة تناقضات فى القول والعمل فإذا أخذنا فى الحسبان شعارى حرية سلام وعدالة وأى كوز ندوسوا دوس فالشعار الثانى نجده قد هزم شعار حرية سلام وعدالة حيث وضع الكيزان فى خانة الأعداء بصورة مباشرة من أفسد منهم ومن لم يفسد وبهذه الصورة يكون قد تم الحكم على كوز قبل أن تبدأ إجراءات المحاكمة وتم تنفيذ الحكم فى محكمة عنوانها ندوسوا دوس فى ظل عنف لفظى ممنهج يؤدى إلى القطيعة الإجتماعية ويفرق بين المرء وأخيه

وأنا مع الحزب الشيوعى بأن الكيزان أحدثوا خرابا فى الإقتصاد السودانى خلال فترة حكمهم للبلاد التى وصلت لثلاثة عقود وتمت الإطاحة بهم وذهبت مقاليد الأمور إلى قوى اليسار وأصبحوا يحكمون الدولة وهم أصحاب القرار فى الشأن العام ومنذ أن تولوا زمام الأمور وحتى اليوم عجزوا فى إثبات تهمة الفساد الذى يمارسه هؤلاء الكيزان فى فترة حكمهم وحتى الذين تم القبض عليهم من قياداتهم والذين يقبعون الآن بسجن كوبر قد يحاكمون محاكمات سياسية معلومة النهاية بالضرورة والتى ستنتهى بتفاهمات سياسية وذلك لعدم كفاية الأدلة وليس كل من إنتمى للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطنى فهو فاسد وهذا لا ينفى أيضاً أن هناك من شوهوا صورة الكيزان مع العلم أن تجربتهم فى حكم السودان هى تجربة بشر والبشر يخطئ ويصيب والمطلوب من الحكومة الحالية إثبات تهمة الفساد على كل كوز ومحاكمته بأسرع ما يمكن ولتكن القاعدة المعمول بها أن تخطئ فى العفو خير أن تخطئ فى العقوبة

ما دفعنى لكتابة هذا المقال أننى أعرف عدد كبير من قيادات الكيزان كانوا ملء السمع والبصر حتى لحظة سقوط النظام وكانوا يشغلون مناصب دستورية بالمركز والولايات وكانوا يقضون للناس حاجاتهم ويحسبهم الناظر إليهم أنهم من الأغنياء وما أن أطيح بهم فقد ظهرت حقيقتهم وأنا أعرف عدد كبير من قيادات الكيزان منهم من يعمل سائق تاكسى ومنهم من دخل العمل التجارى ومنهم من أصبح مزارع ومنهم من عجز عن توفير لقمة تسد رمق أفراد أسرته ولو كانوا يملكون من المال لما وصل بهم الأمر إلى هذا الحال وهو وحده دليل على أنهم (كيزان نضاااااف) أُلصقت بهم تهمة الفساد تحت مظلة الخير يخص والشر يعم وهناك جهات من مصلحتها أن تجعل المواطن ينظر للكيزان بعين الذبابة لأن الذبابة لا تنظر إلا للقاذورات والفضلات ويجب أن يتم النظر للكيزان بعين النحلة مع ضرورة محاسبة ومحاكمة كل من إرتكب جرماً فى عهدهم.

وهنالك كيزان تركوا العمل العام وتركوا العمل بالسياسة لأكثر من عشرة سنوات وما زالت لعنة أى كوز ندوسوا دوس تطاردهم من قبل بعض قصار النظر ويجب أن نقول وبالصوت العالى أن التقصير فى محاكمة المفسدين والفاسدين من الكيزان هى الحكومة الحالية التى تمتلك كل الوسائل لمحاكمتهم إذا وجدوا وهناك سبب واحد لا ثانى له أن الحكومة عجزت فى إثبات دليل إدانة واحد لمحاكمتهم لذلك إتجهت البوصلة للمحاكمة اللفظية فقط وزرع الكراهية بين مكونات المجتمع الواحد وجعل الكراهية تخيم بظلالها على حركة المجتمع السودانى ونزع ثوب التسامح الذى عرف به الشعب السودانى وإصباغ صبعة البغضاء والكراهية وهذا الحكم سيجعل المسافة بين مكونات المجتمع السودانى كالمسافة ما بين السماء والأرض فى أقرب حالاته ويجب أن يعرف الجميع أن مثل هذه الممارسات لا تفضى إلا لمزيد من الفشل ولا تكشف عورة الحكومة الحالية فى عجزها عن محاكمتهم ولا تمنحها شرف تحقيق العدالة بأى صورة من الصور

نــــــــــص شــــــــوكــة

أى كوز ندوسوا دوس بالقانون أى كوز ندوسوا بإثبات التهم الموجهة ضده أما غير ذلك لا يتعدى كونه غبن وحقد ويبقى مشروع العمل على فناء منظومة الكيزان كمكون سياسى فى المشهد السودانى مثل لبن الطير فالفكرة لا تموت ولو كانت الفكرة تموت لمات الحزب الشيوعى السودانى وحزب البعث والحزب الجمهورى منذ عهد الرئيس الأسبق جعفر نميرى فإذا كانت الحركة الإسلامية فكرة فإن الفكرة لا تموت وستظل متقدة إلى أن يفعل الله أمرا كان مفعولا.

ربــــــــع شــــــــوكــة

الخيل الأصيلة تظهر فى اللفة الأخيرة

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى