من أعلي المنصة – ياسر الفادني – كل ساعة….  ترذلون !

الخرطوم الحاكم نيوز
كل عام ترذلون….. تبدلت هذه العبارة في هذا الزمن  الغريب  ! ….وفي هذه البلاد  إلي كل ساعة ترذلون  ، عامين  كاملين…. فيهما  هجم علينا المسخ والكسف و التكلس والتمحور الشاذ في كل شييء ، هكذا  سار بنا الحال  من اسواء إلي اسوا  منه ، بل زادت وتيرة الانهيار المقعد  …..الشهر الاول في  هذا العام الثالث  إن انقضي بهذه الطريقة الدراماتيكية السريعة في الرجوع الي الوراء…… ستتبدل العبارة  أكثر…..من كل ساعة ترذلون …إلي كل نصف ساعة ترذلون… وإن استمر الحال سوف تكون  في كل كسر من الثانية ترذلون ! …..الآن صرنا نبكي علي وطن ونندب وننتحب عليه أكثر مما بكي وانتحب الشريف الرضي الشاعر العربي المعروف وليس شريف ( نهر النيل) ! ، نبكي عليه بكاءا أشد من بكاء الخنساء عندما رثت أخاها  صخرا…… ونبكي عليه أكثر من بكاء …. الفنان الذري ابراهيم عوض عندما  بكي النهاية !

وطن بسبب الذين ركبوا  في الحكم حين غفلة من الزمان …… بقي زي  (فار المسيد) كما كانت تردد جدتنا (بت عركي) رحمها  الله عندما تعبر وتصف حالة شخص يستحق الإعانة والمساعدة….وفار المسيد هو فأر يعيش حياة ضنكا ….. وحياة قاسية وفقر مطقع..    لأنه يعيش وسط الفقراء والحيران لا يجد عندهم  ما يسد جوعه غير مايسيل من( الدواية) وهي الإناء الذي يحفظ فيه الحبر الأسود ويسمي عند أهل الخلاوي( العمار)  وهو يصنع من السناج (السكن ) ويضاف عليه الصمغ وبعض الشعر والذي يكتب به علي اللوح الخشبي ،فأر المسيد تجده اغبش اللون ،وهزيل الجسم ومن شدة ضعفه لاتسمع له صوتا.. وهو لقمة سائغة وسهلة..   إن صادف قطا…. لأن ليس له قوة (يزوغ من الكديس) !

مايحيرني في زمرة السلطة الإنتقالية …  أنهم أصيبوا بمرض الحول السياسي ، ينشغلون بأشياء إنصرافية تمثل أولوية  عندهم ، حصة الجهة الفلانية في الوزارات كذا……. ونرشح كذا……. وحصة الفريق الفلاني في المجلس التشريعي كذا …..ويرشحون كذا ، ورواد الجمبة الفلانية حظهم من المفوضيات كذا …. هم هؤلاء  وشغلهم الشاغل …  للأسف الشديد ليس  المواطن…   وليس معالجة الأزمات التي استفحلت واهلكت البلاد والعباد وأهمها الأزمة الافتصادية التي يتغاضون الطرف عنها تماما…… لم يخرج علينا احدا منهم اعترف بها ….ولم نسمع خطة للخروج من هذا النفق المظلم …..ولم يأت من أقصي المدينة رجل منهم….. يسعي ليثلج صدورنا وصدور آخرين..  .

كل ساعة وأنتم  ترذلون…. وهم من داخل عرباتهم المظللة يحسبون أنهم يعبرون ، وعندما يدخلون قاعات اجتماعتهم…… يتلون تقارير كاذبة فحواها  أن هذا الشعب متمسك بهم  …..ومن اجلهم سيبقي صامد وصابر … لقد مللنا…… وورمنا ……. وقهرنا……. وقرفنا…..  فمتي ينتهي.. هذا اللعب ؟ ومتي نخلص من هذه الأحجية التي (فقعت مرارتنا ) ؟ …… متي؟ نأمل من الله  أن يكون الفرج  قريبا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى