صديق رمضان يكتب :المواقع الإخبارية الإلكترونية المشبوهة…أكثر من إحتمال

الخرطوم الحاكم نيوز
من مبادئ العمل الصحفي التي يدركها حتى من ليس له علاقة بهذه المهنة ،التقصي قبل النشر ترسيخا للمهنية والأمانة من واقع مسؤولية الصحفي في إيراد المعلومات الصحيحة.

ويبدو أن الذي نشر قائمة لمواقع إخبارية إلكترونية _ زعم إنها مشبوهة _، لا يدرك ماهية العمل الصحفي خاصة الاستقصائي، ووضح جليا ضعف علاقته بالوسط الصحفي ومعرفته بزملاء المهنة، لذا جاءات قائمته التي أرفق معها صورته في تأكيد على بحثه عن الشهرة، فطيره مثل فكرته التي ارتكز عليها في إطلاق الإتهامات على عواهنها دون أن يجتهد في تقديم مايعضد معلوماته.
وحينما أخبرني الأصدقاء بأن موقعي الذي لم يتجاوز عمره الشهرين ضمن القائمة قلت لهم أن كاتبها لايخرج عن أربعة احتمالات، أولها انه جاهل بهذه المواقع ولايعرف من أنشأها ولايدرك عنهم شيئاً ولم يبذل جهداً قليلاً لرفع مستوى معلوماته عنها حتى يتمكن من تقديم مادة صحفية يحترمها القارئ، وأن هذا يعني عدم علاقته بالصحافة، فلو اجتهد ولو قليلاً لعرف أن عدد من هذه المواقع أنشأها صحفيين من حر مالهم، ولادرك حقيقة أن بعضهم كان زبونا دائما لاقبية جهاز أمن النظام البائد، ولعلم أن من بينهم شباب على درجة عالية من الوعي حررتهم الثورة من براثن وسطوة ناشري الصحف وأطلقوا العنان لخبراتهم الصحفية للانطلاق في فضاء الحرية، ولتعرف على حقيقة أن من بينهم من أستشهد أقرباء وإحباء له في ثورتي سبتمبر وديسمبر،ومن شارك في الثورتين بقلمه ونضاله الحقيقي وليس الكذوب والمزيف.
اما الإحتمال الثاني أنه يريد تصفية حسابات شخصية مع أحد أصحاب المواقع الإخبارية الإلكترونية وربما أنشأ موقع أو صفحة إخبارية ولم يحالفه النجاح وسجل فشلا زريعا ودوافعه هنا شخصية يحركها حسد وحقد يمور في دواخله.
اما الإحتمال الثالث فإنه مدفوع من جهة ضاقت زرعا بمهنية هذه المواقع وشجاعتها في كشف الحقائق دون مواربة، ودائما الجهات التي تتبرم من النقد وإزاحة الستار عن إخفاقاتها هي المؤسسات الأمنية بالإضافة إلى من تطاردهم شبهات الفساد.
اما الإحتمال الأخير وهو الراجح عندي انه من أدعياء النضال الجدد الذين قفزوا فوق قطار الثورة بعد الحادي عشر من أبريل لأننا لم نقرأ له أو نسمع به مناضلا بالكلمة ضد نظام الإنقاذ، ولكن نعلم جيدا أن عدد من أصحاب المواقع التي وضعها في قائمته السوداء كانوا أصحاب مواقف مشهوده في مناهضة نظام الإسلاميين، وإذا كان من الذين يبحثون عن موطئ قدم بعد الثورة فلا ترثيب عليه لان أمثاله كثر.
و للتأكيد على عدم علاقته بثورة ديسمبر التي يدعي زورا وبهتاناً الحرص عليها، فإنه لايدرك أن من أهم مبادئها التي وضعتها شعارا ردده الثوار كثيرا، هي الحرية التي تعنى أحترام الرأي الآخر وحرية العمل الصحفي، فحتى أن كان بعض أصحاب هذه المواقع من أنصار النظام البائد فمن حقهم أن يتمتعوا بالحرية الإعلامية التي كفلتها الثورة ليدركوا الفرق بين نظامهم وعهد مابعد ١١ أبريل، كما أن من يعي جيداً أن الثورة تريد ترسيخ الحرية والديمقراطية فإنه يعمل على دعم ذلك ولاينتهج السلوك الكيزاني القمعي.

أخيرا فإنه أراد فرض وصايا على القارئ بتحريضه ومنعه من متابعة هذه المواقع، وهذا أيضا مسلك ينم عن جهل بحقيقة أن عهد فرض الوصايا قد ذهب إلى غير رجعة وبات صفحة سوداء من الماضي فهذه المواقع تحظى بثقة القارئ الذي هو فطن يستطيع تمييز الغث من السمين ولايحتاج لمن يحدد له إختياراته.

اما زعمه بوجود جهات مشبوهة
داخليا وخارجيا تقف خلف هذه المواقع، وحتى لا يكون إتهام ساذج وفطير ومضحك فعليه أن يقدم مايؤكد صدق حديثه ويذهب إلى النيابة لتدوين بلاغات ضدها، ونحن في إنتظار الاستدعاء أو القبض علينا.. عليه فعل ذلك حتى لا يؤكد أنه مجرد كذاب.

خارج النص
طالبني عدد من الأصدقاء بعدم الإهتمام بهذه الترهات وقلت لهم لن أصمت في الدفاع عن زملائي قبل نفسي،لأننا تدربنا على يد صحفيين كبار كانوا يعتبرون الزمالة أمرا مقدسا والا نلزم الصمت تجاه من يفترئ علينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى