محمد إدريس يكتب :كوداي.. أخر أحزان العام الماضي!

الخرطوم الحاكم نيوز

*تقول المرويات أن الملك سليمان بن عبدالملك إختار عمر بن عبدالعزيز خليفا له لصلاحه وتقواه وميله للعدل وقد قبل عبدالعزيز بالخلافة على مضض،
ويروي أنه بعد أن فرغ من دفن الملك صعد للمنبر قائلا :(ايها الناس أني قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأي كان مني فيه، ولاطلبة له، ولامشورة من المسلمين وأني قد خلعت مافي اعناقكم من بيعتي فاختاروا لأنفسكم) ،فصاح الناس صيحة واحدة قد اخترناك، ثم قال لهم
أوصيكم بتقوى الله فإن تقوى الله خلف كل شئ، من أطاع الله وجبت طاعته ومن عصى الله فلا طاعة له، اطيعوني مااطعت الله فإذا عصيت الله فلاطاعة لي عليكم، لاغروفهو عمربن عبدالعزيز الذي أمر بإرسال كل العطايا والأموال المخصصة للخليفة لبيت مال المسلمين!

*كانت سيرة عمر ابن عبدالعزيز، شاخصة حين ورى الثرى مساء اليوم بمقابر الصحافة،الجثمان الطاهر لعمنا (عثمان كوداي) أحد القمم السامقة للرعيل الأول من الضباط الإداريين، وأحد أهم القادةالسياسيين الذين تولوا المناصب التشريعية والتنفيذية إقليمياً ومركزيا لخدمة الناس بزهد وتجرد ونكران ذات في شرق السودان، دون أن يسعى إلى مغنم، وقد غادر الفانية من شقة إيجار بالمعمورة محفوفا بمحبة الناس وشهادتهم بنقائه وثرائه في مصارف الأخلاق!

*وستبقى ذكرى( كوداي) حية، متقدة تلهم الأجيال معاني الكفاح والقومية والنزاهة وتولى المسؤلية بشرف،ستبقى سيرته كتاب ومعالم في الطريق لمن أراد كيف يركل المناصب والألقاب الزائلة ويعف عن زخرفها الساحر وبريقها الخادع.. وبالتأكيد ربما تنجب أرض السودان كوداي جديد!

*وبرحيل كوداي الفاجع ،كأنما العام المنصرم أبي أن يغادر قبل أن يفجع أهلنا في الشرق بحزن عميق آخر، تضاف لأحزان رحيل العمالقة منهم عمنا الزعيم (محمد طاهر جيلاني)،أشهر القادة السياسيين المؤسسين لمؤتمر البجا، وكما فجعنا برحيل الزعيم الداعية (هقواب) ومجذوب أبوعلي والزعيم عبدالله موسى وآخرين ولكن ستظل المبادئ التي غرسوها خضراء تقاوم الفتن ومطامع بعض ضيقي الأفق من عبدة الكراسي وانتهازية المناصب الدستورية ولو على جاجم الموتى..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى