من أعلي المنصة – ياسر الفادني – وإذا السراويل نصلت !

الخرطوم الحاكم نيوز

أحد( الترزية) يسكن في حارتنا….. وهو ترزي متخصص في التفصيل و الخياطة الرجالية ، حكي لي أن هذه الأيام سوق عمل الترزية (حار) جدا ! نسبة لكثرة الزبائن الذين يأتون إليهم ويبغون تصليح ملابسهم او بالأحرى ( تقييفها) كما نقول بعاميتنا السمحة…… وذكر لي أن معظمهم ياتون بملابسهم التي اتسعت عليهم يريدون تضييقها وسألته عن السبب ؟ فضحك ضحكة ساخرة وقالي لي من الأكل طبعا ،الأكل الذي أصبح صعب المنال في دولة لا تفتقر لأي شيء ، نيلان يجريان طول العام بالمياه العذبة وارض خصبة مد البصر ونحن جوعي ،ثلاثة وجبات في اليوم المعدل الطبيعي لاطعام الانسان وسد رمقه والمحافظة علي صحته، الثلاث وجبات صارت وجبة واحدة في العهد الحمدوكي العجيب عهد الصبر والصمود والعبور ….. والبانطلين تتسع كل يوم وتزداد (نصيل) ……ولا ندري كيف نداري سوءاتنا إذا حدث سقوطها من اردافنا نحو الارض فجأة !

كيف لا تنصل سراولينا وتتسع ملابسنا ونحن نتبع (الرجيم) القسري بسبب ضيق الحال؟، أبسط الوجبات وأقلها سعرا هي الفول….. (حبيب الشعب) الذي صار يكشر أنيابه لشعبه في هذا العهد ، اصبح سعر وجبة الفول تساوي ٢٠٠جنية حافية القدمين دون أشياء تجميلة تزين الصحن وتضفي عليه طعما لذيذا…..إذا اضيفت له هذه المحسنات و المقبلات يصبح سعره ٥٠٠ جنيه ، أما الوجبات الأخري مثل( الشية) والدجاج المشوي والسمك قاطعها المواطن تماما وأصبح يعرفها بالشم فقط دون التذوق…..! عندما يمر علي أولاد أم درمان للمشويات، هذه المصفوفة من اللحوم التي ارتفع سعرها بصورة جنونية قاطعها المواطن مقاطعة أشد من مقاطعة أمريكا للسودان …. لكن بحمد الله تم التطبيع تماما مع الكيان (العدسي) الذي وصل مرحلة تبادل السفراء وذلك اضعف الايمان….

في الماضي….. كان الذي لا يستطيع شراء لحما يستبدله بكوم أو كومين( كمونية) او لحمة رأس أو كوارع أو ( بلقصات) والبقلصات للذين لايعرفونها هي بطون الدجاج او( كمونيتها) مع كوارعها ، عموما كان هذا الأكل اكل الفقراء لسعره الزهيد ! لكنه الآن أصبح اكل العظماء سعره تتضاعف لدرجة غريبة فاصبح الفقير عندما يسأل عن مايكفيه من هذه الاصناف لعمل (حلة) تطعم من يعولهم يسمع بالسعر فيولي دبره للجزار مندهشا! ، نحن في زمن أصبحنا نضع المرقة في اكلنا لضيق ذات اليد، وأن كانت المرقة وملحقاتها غالية الثمن وليست رخيصة ، حتي فاكهة المساكين كما نسميها وهو( الموز) ارتفع سعره الي ١٥٠ جنيها للكيلو….. قاطع المواطن الفواكه تماما …وحتي اللالوب والنبق والفول السوداني دخل قائمة السلع التي تدعم الارهاب التخويفي للمواطن جراء ارتفاع اسعارهم….

إذن نحن في عهد نصلت فيه سراولينا جراء الجوع وضعف البنية ……وفي عهد تساقط فيه شعرنا من نقص الغذاء فلن تنفعه الكريمات المغذية للشعر والمصنوعة…….. حتي( الكركار) لا يمكننا شراؤه لأنه غلا ثمنه ، نحن في زمن أصبحت فيه المصارين( تكورك ) لانها يبست وزادت قرقرتها ،نحن في زمن أصاب الإحباط فيه شبابنا لم يكملوا تعليمهم ولم يعملوا وأصبح المستقبل أمامهم مظلم وحالك إن سالت شاب عن…. متي تتزوج ؟ يضحك عليك ويراه ضرب من المستحيل، فلمن تتركنا يا ربي….؟ لحكام غرباء ملكتهم أمرنا؟، أم لعدو من صلبنا يتجهمنا….؟ أم طغاة جاروا علينا وظلمونا ؟….،أن لم يكن بك غضب علينا ….فلا نبالي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى