مهدي مبارك يكتب : أبي احمد من رمز السلام الي امير للحرب

الخرطوم الحاكم نيوز
لم تخالف الحرب في إثيوبيا التوقعات كونها نشبت في أحدي دول القارة السمراء، في أفريقيا يبدو في كثير من الأحيان أن إشعال حرب أسهل بكثير من إشعال عود ثقاب لا يساوي شيئا.
وبعيدا عن تعقيدات الازمة بين ابي احمد شخصيا وليس حكومته وبين إقليم التيغراي فإن الصراع الذي قاد الإقليم الي ساحة مفتوحة للحرب وأسألة الدماء البريئة، كان يمكن تجنبه لو لا أن شخصية ابي احمد الشوفينية التي لا ترى الا نفسها هي التي اختارت طريق الحرب ارضاءا لذاته المترعة بالانا وبفرعونية متاصلة بعد رفضه لكل الوسائل لحل الصراع سلميا وقد رأينا كيف انه رفض بصلف وعناد غريب مجرد الحديث عن مبادرة خارجية لتهدئة الأمور وكيف انه احرج رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بعد أن اوصد الباب في وجهه بعنف واصفا الصراع في بلاده بأنه داخلي وهو الذي اعطي لنفسه الحق في التدخل في الشأن السوداني حينما توسط في الازمة السودانية والقى بنفسه بقوة مع ترحيب مبالغ فيه من قبل القوي السودانية المتصارعة لدرجة ان الاتفاق الذي تم حينها كان هو عرابه الأوحد.
مما يؤسف له ان ابي احمد لم يتصرف في ازمة بلاده الحاليه كسياسي وانما كعسكري قح لا يرى سوي في البندقيه سبيلا اوحدا للحل ولو انه اتجه قليلا الي جاره القريب السودان وقرا الأحداث التي مرت بها سنوات الصراع في دارفور لكان قراره مختلفا، فابي احمد الذي كان ينظر اليه الي وقت قريب كرجل سلام وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام تحول في غضون أشهر الي امير للحرب.
ما يدور في إقليم التيغراي حاليا لن ينتهي بدخول القوات الإثيوبية لعاصمة الإقليم وانما سيكون بداية لصراع طويل لن تقف حدوده عند اديس ابابا وقد اخذت بوادر التاثير السالب تدق أبواب دولا أخرى اهمها السودان الذي بدأ في استقبال قوافل اللاجئين الاثيوبيين التي بدات في التدفق بكثرة على حدوده الشرقية في مشهد مكرر لسنوات خلت فيما ستكون الحرب وبالا على إريتريا التي اختارت معاداة التيغراي والوقوف الي جانب ابي احمد علي حساب امنها واستقرارها .
صفوة القول هي أن مصير ابي احمد بات محهولا، فانتهاء الحرب بنصره او هزيمته سيجعل منه شخصا اخر غير الذي كنا نعرفه وبقائه في السلطة أصبح مسألة وقت فقط فالصمت الدولي والافريقي الحالي قد يتحول إلى صراخ في وجهه بعد أن تتكشف له حجم الماساة التي خلفتها الحرب وأغلب الظن ان محكمة الجنايات الدولية تعد العدة الان لنفس سيناريو البشير الذي بدأت الحملة ضده بادانات اممية وانتهت به الي متهم بالابادة الجماعية وسجينا لا حول له ولا قوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى