هشام الكندي يكتب : العام الدراسي .. أين الكتاب ؟

الخرطوم الحاكم نيوز
رحم الله العم (الصديق) بالقولد و(منقو زمبيري) بيامبيو و(الفضل) ببابنوسة و(حاج الطاهر) بمحمد قول و(القرشي) بريرة الجميلة حينما كانت جغرافية السودان تنتقل بك عبر القرى و البيادر وتطوف بك بمشاريع الاعاشة بالنيل الابيض ومصانع السكر بكنانة وعسلاية والجنيد وذكريات حسن والطير ومريم الشجاعة وهاشم في العيد وكلب عبدالجليل والرجال البلهاء و حصص النشاط والفلاحة والمكتبة والوجبة المدرسة والجمعية الأدبية وبقدوم حكومة العهد البائد حذفت مطالعة طه القرشي في المستشفى وحليمة بائعة اللبن باعتبارها تصويرا لاشرف الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم ومرضعته السيدة حليمة السعدية ، وذكريات المدارس الثانوية رغما عن قلتها في فترة الخمسينات والستينات في حنتوب ووادي سيدنا وخور طقت كان القها وجمالها وخرجت افذاذا للحركة العلمية والأدبية بالبلاد حتى سطر الشاعر (ودالقرشي) حنتوب الجميلة وبادله (حميد ابوعشر) الذي لم تقوى عاطفته على فراقها (حنتوب) حين نقل للعمل بالحصاحيصا (وداعا معبدي القدسي وداعا روضتي الغنا) وكتب (العباسي) يوم التعليم دعما لخطى التعليم (علموا النشىء علما يستبين به سبل الحياة وقبل العلم اخلاقا). وبين ذاك التاريخ وحاضرة نجد أن مسيرة التعليم قد مرت بمعضلات شتى على المستوى المركزي و الولائي أبرزها ضعف الميزانية من قبل الدولة لبناء منظومة بنيات تحتية للمدارس فكانت ضعيفة لم تتحمل عوامل المناخ المختلفة واعتمد أكثرها على الدعم والعون الذاتي للبناء والاجلاس لتوفير بيئة ملائمة للحد الأدنى للتحصيل الأكاديمي مع إبراز دور المعلم كقيمة ورسالة مجتمعية مقدسة رغم الظروف المحيطة التي عانوا منها لتوصيل رسالتهم التربوية ، حينها لم تكن هناك منصرفات كبيرة تتحملها الأسر لمستلزمات الطالب ومجالس الآباء كآنت لهم إسهامات مقدرة فى ذلك ، حتى برزت صور المدارس الخاصة في حقبة التسعنيات وابدال النظام التعليمي من مرحلة الابتدائي 6 والمتوسطة 3 والثانوي 3سنوات إلى الابتدائي 8 والثانوي 3 سنوات والغاء مرحلة المتوسطة لتصبح سنوات دخول الطالب للجامعة 11عاما بدل عن 12عام التجربة بغض النظر عن النجاح أو الفشل استمرت لفترة طويلة دون التقييم لوضع المعالجات أو الرجوع للمربع الأول، فالمدارس الخاصة ارهقت كاهل الأسر بمنصرفات كبيرة لاتتناسب مع دخلها وانبتت رأسمالية طفيلية بين سنوات وضحاها لاعلاقة لهم بالتربية والتعليم فمارسوا تجارة التعليم بابشع الصور والاستغلال للأسر فكانت مدارس الخرطوم العالمية صورة تجسد تجارة سوق الله أكبر لارحمة ولا عطف حال تأخر سداد القسط تصلك توا الإنذارات للدفع وإلا حرمان الطالب من الدخول غير مبالين بالعامل النفسي من الحرمان ، في الوقت الذي رفعت فيه الحكومة يدها من دعم المدارس الحكومية وتوفير المناخ الملائم للبيئة والمعلم. وبين رداءة التعليم الحكومي وتجارة الخاص كانت الأمور على خير قبل التضخم الذي حدث وأصبحت المدارس الخاصة بالأرقام المبالغة حيث كان الكتاب المدرسي متوفر ولم تشكو المدارس يوما من عدم وصوله من وزارة التربية لكن العام الدراسي الحالي 21/20 سيظل تاريخيا لعدم قدرة الوزارة على طباعة الكتاب المدرسي نتيجة للتغير الذي حدث لعدد من الكتب أي المنهج الجديد الذي صاغته لجنة المناهج برئاسة عمر القراي مصرحا بأن كتب القرآن والتفسير أتت كثيفة على الطلاب وأن طلاب الفصل الأول أساس يحفظون سورة (الزلزلة) و اشتمال المقرر على آيات الجهاد ووظف لخدمة النظام البائد ، فلم تستطيع وزارة التربية والتعليم طباعة الكتب التي تم تغيرها ووزيرها يصرخ (خاطبنا سفارتنا بالعديد من الدول لدعم طباعة الكتاب ولم يستجيبوا) وجائحة كورونا الأولى تؤجل فتح المدارس والجائحة الثانية تنزل بردا وسلاما على الحكومة بتأجيلها للمرة الثانية ويقول المثل الشعبي (يموت حمار في رزق كلب) فالكتاب تحت الطبع وإشكالية الوقود لعربات الترحيل قائمة رغم السعر التجاري وطلب الفول للطالب فاق 100ج و بدء الدارسة عبر الوسائط الإلكترونية (نحن فى السودان) فالعديد من الأسر ليس لديها أجهزة تلفاز وراديو وقطوعات الكهرباء لازالت وليسوا جلهم يسكنون بكافوري والرياض المنشية (الرواكيب الصغيرة تبقى أكبر من مدن) قرار مابين النفي والإثبات لوزارة التربية ويبقى السؤال لماذا أصرت لجنة القراي على إلغاء الكتاب القديم وهي لم تكن مستعدة لطباعته وكان يمكن أن تحذف فقط الفصول من المقرر ويبقى الكتاب قائم إلى حين الإنتهاء من الطباعة وهل الزمن لتحديث الكتاب الجديد من إدارة المناهج كان كافيا لإعداد الكتاب أم استبطن بين طياته الفكر الجمهوري في الوقت الذي أبدى فية مجمع الفقة عدد من الملاحيظ ، وهل مشكلة السودان اصبحت لحفظ طلابه صورة الزلزلة هل تريدهم يحفظون (الجلابية بيضاء مكوية) وماذا لوحفظوا أيات الجهاد (وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله) ألم يكن (المؤمن القوي خبر وأحب لله من المؤمن الضعيف) ألم تكن يا القراي قد كشفت عورة الحكومة بعدم مقدرتها على طباعة الكتاب وماذا إذا أرادت طباعة العملة الجديدة فمطابع السوق العربي يمكنها طباعته في أسبوع حال توفر المواد ، وإلى متى سيبقى طلاب السودان أمل الغد المشرق حقل تجارب للتيارات السياسية، يجب أن تكون هناك موجهات وثوابت عامه لافكاك منها تستحوي فصولها من تاريخ وقيم المجتمع بعيدا عن التجاذبات العقيدة والفكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى